«النتيجة النهائية تتوقف على إرادتنا نحن ومدى قبولنا بالتحدي.. فإما أن نصمد وننتصر فنكون ولايات القرن الحادي والعشرين المتحدة، وإما أن نتخاذل وننكسر فنكون هنوده الحمر». تلك العبارة كانت الفقرة الأخيرة في دراسة تحليلية بالغة الأهمية والخطورة للعالم والمفكر الكبير الدكتور جمال حمدان عن مستقبل المنطقة العربية وما ستواجهه من مخاطر وتحديات خلال القرن 21, كتبها بعد حرب أكتوبر 1973 ولم تنشر إلا في أكتوبر 1997 في مجلة الدبلوماسي. ورغم مرور نحو 47 عاما ما تزال نبوءة أو صرخة الدكتور حمدان تجد صداها في واقع وحاضر منطقتنا العربية التي تعرضت خلال العقود الماضية لهزات وتحولات عنيفة تغير على أثرها الكثير من المفاهيم، فطرحت على الطاولة مبادرات ودعوات تنسجم مع واقع الانقسام والتشرذم الراهن من قبيل الشرق الأوسط الكبير وإعادة رسم وتشكيل خريطة المنطقة من خلال ما أطلق عليه سايكس ـــ بيكو جديد. وفي محاولة للبحث عن مخرج للمأزق الراهن ووقف نزيف الخسائر، دعا وزير الخارجية السابق السفير نبيل فهمي جامعة الدول العربية إلى تشكيل مجموعة عمل من مراكز بحث من مختلف المناطق العربية يمثلها خبراء مستقلون, تكون مهمتهم إعداد رؤية مستقبلية للعالم العربي عامة وعلاقته بالشرق الأوسط تحديدا على أن تعرض الرؤية بعد ذلك على الحكومات وتقر كأساس وأرضية مشتركة للتخطيط لمستقبل أفضل يحفظ هوية العالم العربي وأمن المنطقة واستقرارها. فهل يستغل العالم العربى الفرصة الأخيرة ويتحرك قبل فوات الآوان لإنقاذ ما يمكننا إنقاذه في إطار سعينا نحو تحقيق الخيار الأول من نبوءة الدكتور جمال حمدان وتلافي السقوط في شرك الخيار الثاني لنلقى مصير الهنود الحمر.
لمزيد من مقالات مجدى الحسينى رابط دائم: