رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
.. أخيرا فعلها السيسى!

لكى أكون منصفا فلابد لى أن أقول بمنتهى الصراحة والوضوح: إن مصر على طول تاريخها لم تعرف خطيئة الاعتداء على الأرض الزراعية والقيام بتبويرها وتجريفها من أجل البناء عليها، وجنى مكاسب مالية إلا فى ظل شيوع ثقافة الانفتاح التى ذهبت إليها مصر فى منتصف حقبة السبعينيات إبان فترة حكم الرئيس الراحل أنور السادات بأساليب وآليات وأفكار عشوائية!

كانت مصر بعد انتصار أكتوبر المجيد عام 1973 قد تحولت إلى ساحة مفتوحة لمن يبيعون أوهام الرخاء بأكذوبة الحاجة الملحة للخلاص من القطاع العام التجارى والصناعى بالتوازى مع إزالة القيود المفروضة على القطاع الزراعى، بدءا من إلغاء الدورة الزراعية التى تحدد نسب الزراعة طبقا للاحتياجات الضرورية من المواد الغذائية الأساسية، ووصولا إلى إغماض العين عن التجريف والتبوير بدعوى أن لكل مالك الحق فى أن يتصرف فى أرضه كما يشاء.. وقد كانت تلك الخطيئة أسوأ وأخطر ما تعرضت له مصر سواء بحسن النية أو سوء القصد.. الله أعلم!

وقد جرت محاولات خجولة خلال عصر الرئيس مبارك لإيقاف هذا النزيف الذى يأكل أهم ما تملكه مصر، وهى التربة الزراعية الخصبة ولكن هذه المحاولات لم تكتمل ومن ثم لم يكتب لها النجاح لأسباب غير مفهومة.. وهنا أتذكر ما جرى بينى وبين الرئيس مبارك من نقاشات خلال زيارته للأهرام عام 1984 والتى مازال من بين شهودها أحياء كثيرين حتى اليوم من شيوخ وشباب الأهرام، وكيف أن الرئيس مبارك بعد أن عددت له مخاطر السكوت على استمرار جرائم تجريف الأرض الزراعية والبناء عليها لم يجد سوى أن يقول لى فى نهاية الحوار: «لقد عينتك رئيسا للجمهورية، وعليك أن تخبرنى بماذا أنت فاعل فى هذه القضية».

والحمد لله أن العمر امتد بى لكى أرى رئيسا مصريا يعتلى سدة الحكم وهو الرئيس عبدالفتاح السيسى، ويتعامل مع هذه القضية الخطيرة بأعلى درجات المسئولية دون أن يحسب أى حسابات سياسية ضيقة باسم «البعد الاجتماعى» أو تجنب المساس بشعبيته، فالمهم لديه هو المصلحة العليا للوطن!

وظنى أن التاريخ سوف يسجل تلك الجرأة التى امتلكها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى التعامل مع خطيئة الاعتداء على الأراضى الزراعية كأهم إنجاز داخلى فى سلسلة إنجازاته التى يصعب حصرها، بدءا من الإصلاح المالى والاقتصادى، ومرورا بالإصرار على إزالة العشوائيات البنائية، وتوفير مساكن عصرية للناس، جنبا إلى جنب مع الثورة الإنشائية الهائلة فى محطات الكهرباء ومحطات المياه والطرق والجسور، وشبكات النقل البرى والنهرى والبحرى!

خير الكلام:

 يولد القرار الصحيح بعد تحديد الأهداف الصحيحة بناء على معلومات صحيحة!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: