ظل نشيد الحرية تأليف كامل الشناوى وتلحين محمد عبد الوهاب- الذى استبدله ثوار يوليو بالسلام الملكى، عام 1952 هو النشيد الوطنى لمصر حتى عام 1960 عندما صدر قرار جمهورى باتخاذ سلام وطنى جديد مبنى على لحن الموسيقار كمال الطويل لنشيد و الله زمان ياسلاحى من تأليف صلاح جاهين. لقد كان ذلك النشيد بين الأغانى والأناشيد التى شاعت وازدهرت فى غمار المواجهة ضد العدوان الثلاثى عام 1956(مثل نشيد الله أكبر، لمحمود الشريف وعبدالله شمس الدين، ونشيد دع سمائى لعلى اسماعيل وكمال عبد الرحيم، وغناء فايدة كامل...إلخ) ولكن لحن والله زمان ياسلاحى، استعمل بدون كلماته، ليكون السلام الجمهورى و ليس النشيد الجمهورى. وليس من التجاوز هنا تصور أن ذلك التغيير كان على الأرجح بناء على رؤية و تفضيل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذى كانت مواجهته الشجاعة ضد العدوان الثلاثى نقطة انطلاق لتبلور زعامته مصريا و عربيا ودوليا. لقد استمرت موسيقى والله زمان ياسلاحى هى أساس السلام الجمهورى من 1960 حتى عام 1979، عندما صدر قرار الرئيس السادات بالتحول إلى بلادى بلادى الراهن الذى وضع لحنه سيد درويش لكلمات الشيخ يونس القاضى. ولاشك أن لحن وكلمات بلادى بلادى كان عودة لمعنى أصلح وأدق وأشمل للنشيد الوطنى الجدير بمصر، ليس فقط لأنه من تلحين سيد درويش الذى لانحتاج لمزيد من التعريف به وبمكانته فى الموسيقى المصرية، ولكن أيضا لكلماته المستقاة من العبارة الشهيرة لمصطفى كامل، والتى كتبها الشيخ يونس القاضى الذى يوصف بشيخ المؤلفين المصريين، والذى كان على صلة وثيقة بمصطفى كامل. والآن لو سألتنى عن المفاضلة بين تلك الصيغ التى توالت للنشيد القومى لمصر، لقلت لك إن لكل منها أوجه قوة لاشك فيها، و لكننى أفضل اسلمى يامصر الذى ولد مصاحبا ومعبراعن نهضة الأمة القومية المصرية الحديثة.
Osama
[email protected]لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب رابط دائم: