صباح الياسمين
عادل ورامى.. وسرقات إسرائيلية

المواقف الوطنية لاتتجزأ، وعادل إمام نموذجا. لم تمر سنة على تحديه الفكر الإرهابى بعرض مسرحيته (الواد سيد الشغال) بأسيوط 1988 تضامنا مع فرقة مسرحية مغمورة بقرية (كودية الإسلام) تعرضت لاعتداء همجى من متطرفين بالجنازير والأسلحة البيضاء بحجة الفن حرام. فى العام التالى استضاف عادل مجموعة من أطفال الحجارة الفلسطينيين الذين أرقوا مضاجع المحتل. احتفى بهم وشاهدوا مسرحيته المعروضة بالإسكندرية وكنت مصاحبا لهم مع الكاتب ناجى چورچ رحمه الله. كانوا رجالا فى جسد الطفولة وبينهم أطفال عرب 48. قضيتهم واحدة كما وحدتهم ابتسامة رسمها على وجوههم عادل إمام هذا الفنان النبيل بمواقفه الوطنية التى تذكرتها لأذكر بها الابن المخرج رامى إمام الذى يعتزم مقاضاة التليفزيون الإسرائيلى لقرصنة مسلسله عوالم خفية. عليك التحرك باعتبارها قضية وطنية وليست شخصية. استباح التليفزيون الإسرائيلى سرقة كل ماتطوله أطماعه من الفن المصرى منذ سنوات بعيدة ولم يتصد لهم أحد، فازدادوا نهبا وسلبا لموروثنا الفنى. لديهم أفلام مصرية نادرة وشاهدت برامج وثائقية لأم كلثوم وتحية كاريوكا تحتوى مواد فيلمية أرشيفية فريدة. رغم أن اليهود المتشددين يرون أم كلثوم عدوة لإسرائيل بأغنيتها (أصبح عندى بندقية)، أطلقوا اسمها على 3شوارع فى القدس والرملة وحيفا وتخصص إذاعتهم ساعة يوميا لأغانيها. هم يخترقون المزاج العربى بفنوننا التى وقع فى هواها أجيال إسرائيلية جديدة. أثبت ذلك تقرير مصور لديهم. انه الممر السحرى الخبيث للتطبيع وتمييع هويتنا الثقافية. ناقوس خطر يدق فهل يستيقظ الغافلون؟! لماذا لاتتكون رابطة لاسترداد الحقوق من لصوص الأرض والأوطان والتراث والتاريخ؟!