رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«قبول الترشح»‎.. خطب فى الذاكرة

هدير الزهار

‎كلمات ووعود فى خطب مؤثرة تعد هى السبيل الأقرب للتعرف على ما يحمله المرشح من أفكار وخطط ، و عبر البراعة الكلامية والبلاغة اللغوية ، قد يقتنع الناخب ببداية الإصلاح والتغيير للأفضل، ولكنها سرعان ما تتحول إلى خطب مضللة حينما لا تترجم لاحقا إلى أفعال. ‎و لعبت الخطب دورا كبيرا فى تاريخ الانتخابات الرئاسية الأمريكية ، ليس فقط بمحتواها ولكن أيضا بفضل أسلوب تواصل المرشحين مع الجمهور، لترفع أسهم وشعبية مرشحين وتخفض أخرى.

‎التاريخ الأمريكى حافل بخطب «قبول الترشح»، التى حفرت فى الذاكرة، فعلى سبيل المثال مازال كثيرون يتذكرون خطاب الرئيس الأمريكى الأسبق، فرانكلين روزفلت عام 1932، الذى أطلق فيه بـ «الصفقة الجديدة»، وهو برنامج يقدم إغاثة فيدرالية مباشرة إلى المحتاجين والعجائز. وكذلك استحداث نظم اقتصادية لتأسيس الدولة الحديثة، وإنشاء مؤسسات رعاية اجتماعية للمدنيين وإدارة للإغاثة الفيدرالية واستصدار قانون الإصلاح الصناعى الوطنى وإدخال الكهرباء إلى الريف واستصدار قانون واجنر.

‎كما تبلور نهج الرئيس الأسبق جون كيندى الإصلاحى، خلال الخطاب الذى ألقاه فى 1960، مؤكدا: «التحديات، لا يمكن حلها جميعا، والمعارك لا يمكن الانتصار بها جميعا، ونحن نقف اليوم على حافة حدود جديدة». كما علق على خوف بعضهم من أن تؤثر خلفيته الكاثوليكية على قراراته القومية، فقال: «أنا لست المرشح الكاثوليكى للرئاسة الأمريكية، بل أنا المرشح الديمقراطى للرئاسة، الذى صادف أن يكون كاثوليكيا، فأنا لا أتحدث عن كنيستى فى الأمور العامة، وفى الوقت نفسه لا تتحدث الكنيسة باسمي».

‎وما يذكره التاريخ وتفتقده الانتخابات الحالية، الخطابات المميزة والمثيرة للاهتمام، التى غالبا ما تأتى على لسان مرشحين صاعدين، والتى تغير مصير الأحزاب بشكل جذري.

‎ومن بين أبرز الخطابات، التى أثارت جدلا خطاب الرئيس الأسبق رونالد ريجان عام 1976، حيث كان يسعى للفوز بترشيح الحزب الجمهورى لخوض الانتخابات الرئاسية إلا أنه هزم أمام جيرالد فورد، وبعد هزيمته ألقى خطابا، وهى المرة الأولى التى يقوم فيها مرشح مهزوم بإلقاء خطاب، حيث تحدث عن الأجيال القادمة، متسائلا: «هل ستنظر لاحقا إلى الوراء بتقدير ورضا بما حدث فى 1976 من تفريط فى الحريات؟ مشيرا إلى مخاطر الحرب النووية والتهديد الذى يمثله الاتحاد السوفيتي. وكان ظهور ريجان على المسرح السياسى حينذاك دليلا واضحا على أن دوره لم ينته بعد، وقد تم إدراك ذلك بعد 4 سنوات حين فاز بالرئاسة عام 1981. ‎أما الرئيس جورج بوش الأب فكان يفتقر للفصاحة والبلاغة مقارنة بسلفه ريجان، إلا أن الخطاب الذى ألقاه فى عام 1988 فى أتلانتا، جاء مؤثرا لدرجة وصفه البعض بـ «المسرحية» حيث قال «ربما لا أكون الأكثر بلاغة، لكننى علمت فى وقت مبكر أن البلاغة لن تستخرج نفطا من الأرض» وهو ما جعل البعض يجزم بحتمية فوزه.. وهو ما حدث بالفعل. ‎وفى مثال أكثر حداثة، لسيناتور شاب ذى بشرة سمراء فى 2004، ترك الخطاب الذى ألقاه باراك أوباما تأثيرا لا ينسي، وهو الذى أكد فيه «أنه لا يوجد أمريكا ليبرالية ولا أمريكا محافظة. هناك الولايات المتحدة الأمريكية».وكان كفيلا بفوز الحزب الديمقراطى بانتخابات الرئاسة فى 2008.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق