من حسن الحظ أن حكومة الوفاق الوطنى الليبية التى يرأسها فايز السراج ليس لها قاعدة جماهيرية خصوصا فى أوساط القبائل التى تشكل العمود الفقرى للمجتمع الليبى والتى عبرت أكثر من مرة عن رؤاها المختلفة تماما عن المسارات الخاطئة التى انزلق إليها السراج تحت ضغط وإرهاب الميلشيات المسلحة فى الغرب الليبى خصوصا فى طرابلس ومصراته.
إن الصوت المعلن والمسموع للقبائل الليبية يرفض أن تتحول ليبيا تحت حكم السراج وفى ظل الوصاية التركية القطرية إلى بؤرة لتفريخ وتصدير الإرهاب أو فى أحسن الأحوال إلى مركز للتهريب والتجسس على الأشقاء العرب والجيران الأفارقة.
والحقيقة أن مستقبل ليبيا بات فى خطر شديد وأصبح مصيره فى مهب الريح مع المعلومات التى تشير إلى موافقة حكومة السراج على منح تركيا قواعد عسكرية تلبى الطموحات المجنونة لأردوغان فى أن تصبح أرض ومياه ليبيا قبالة البحر المتوسط منطقة نفوذ تقايض بها تركيا على مصالحها ومطامعها ولكى تعيد إحياء الحلم فى استرضاء أوروبا للقبول بها فى عضوية الاتحاد الأوربي.
إن حكومة السراج فى طرابلس تفتح ذراعيها لتركيا بينما يعلو صراخها فى وجه أشقائها العرب بدعوى أنها استنجدت بتركيا للحفاظ على استقلال ليبيا مع أن الخطر الحقيقى على ليبيا وعلى استقلالها يتمثل فى السماح للبوارج التركية والفصائل الإرهابية التى نزحت من سوريا إلى ليبيا برعاية تركيا لكى تستبيح التراب الليبى وتسيطر على الموانئ والشواطئ الليبية ولكن هذا الصخب الذى تثيره حكومة السراج بدعم من أبواق الفتنة والتحريض فى الدوحة واسطنبول هدفه الوحيد هو خلط الأوراق لكى تضيع الحقيقة!
وإذا كان السراج ومن معه يتوهمون أن بمقدورهم أن يحولوا ليبيا إلى قاعدة عسكرية فى خدمة تركيا بالتوازى مع محاولات جعل ليبيا معقلا للإرهاب المتأسلم فإن رد فعل القبائل الليبية لن يسمح لهذا المخطط الخبيث أن يرى النور كما أن الدول المحيطة بليبيا لن تبخل بأى دعم مستحق لنصرة الشعب الليبى وتمكينه من أن ينفض عن نفسه عدوان الغزاة الأتراك بعد أن يطيح بحفنة العملاء الذين مهدوا لتركيا الطريق للمجيء إلى أرض ليبيا الطاهرة المقدسة!
وليست الدعوة المفاجئة أمس من جانب السراج لإعلان وقف فورى لإطلاق النار سوى تعبير عن إدراك حكومة السراج لاتساع مساحة الرفض الشعبى لسياسة الارتماء فى أحضان تركيا وقطر ومحاولة جديدة لكسب الوقت ريثما تتغير الأوضاع والموازين على الأرض... وذلك أمر ينبغى الحذر منه لأن هناك كثيرا من الألغام مدفونة فى جوف مبادرة السراج!
خير الكلام:
<< المنحطون فى حاجة إلى الكذب.. إنه أحد شروط بقائهم!
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله رابط دائم: