الثراء غاية الجميع .. وليس بالضرورة أن تكونى زوجة رجل أعمال شهير أو تمتلك عائلتك عقارات وأطيانا كى تصبحى من الأثرياء .. فالتغلب على الفقر وتحويل المتاعب واليأس إلى دافع لتحدى الظروف الصعبة بل والتغلب عليها وتحقيق حلم الثراء لا يحتاج إلا لامرأه قوية. وقوية تعنى متعلمة لديها طموح وأهداف تسعى لتطوير نفسها وإمكاناتها وتؤمن بذاتها وتثق فى ذكائها.
دائما ما تصدر مجلة «فوربس» الاقتصادية الأمريكية الشهيرة قائمة بالسيدات اللاتى جمعن ثرواتهن بأنفسهن ولم يرثنها من العائلة. وتعددت المجالات التى عملن بها ما بين مستحضرات التجميل والأزياء والرياضة وكذلك الاستثمارات العقارية وإنشاء الشركات. وتتضمن القائمة سنويا عددا من المشاهير والنجمات بالإضافة إلى أخريات نجحن فى مشروعات تجارية تحولت فيما بعد إلى إمبراطوريات إقتصادية معروفة وكانت سبب تحقيق ثروات طائلة جعلتهن من المليارديرات العصاميات فى العالم.
وضربت الإعلامية الأمريكية الشهيرة أوبرا وينفرى أروع الأمثلة فى ذلك، لتنضم إلى قائمة أكثر نساء العالم ثراء، بعد أن عانت الفقر المدقع فى طفولتها. وهى من مواليد 1958 فى ولاية ميسيسيبى الأمريكية. وكان والدها يعمل حلاقا بالإضافة إلى بعض الأعمال التجارية الصغيرة، أما أمها فكانت تعمل خادمة فى البيوت. ونشأت وهى تعانى الفقر الشديد حتى انها كانت تصنع ملابسها من أشولة البطاطس القديمة وكان هذا سببا فى سخرية الأطفال منها. وفى المدرسة، كانت أوبرا متميزة عن باقى الأطفال فى مثل عمرها ولاحظ المدرسون ذكاءها. وفى المرحلة الإعدادية ، حصلت على لقب أكثر طالبة لها شعبية حيث كانت تتمتع بعلاقة طيبة مع الجميع. وبالفعل تخرجت فى جامعة تينيسى بنبوغ وتفوق، وكانت أول خريجة جامعية من ذوات البشرة السمراء . وحصلت على أول وظيفة لها كمراسلة إذاعية لمحطة شهيرة. لتبدأ مسيرتها الإعلامية، حيث انتقلت للعمل فى التليفزيون. واتسعت شهرتها بعد أن قدمت برنامجها الشهير «أوبرا شو» والذى تحول بعد ذلك إلى علم من أعلام الثقافة الأمريكية حاليا. واتجهت بعد ذلك لتأسيس شركة إنتاج ضخمة. كما أنها بدأت فى تأليف الكتب التى تحقق مبيعات خيالية فى جميع أنحاء العالم. ثروتها بلغت 2,6 مليار دولار أمريكى وأصبحت ثالث أغنى امرأة فى العالم وأول مليارديرة سوداء فى العالم كله.
وبالرغم من سخرية البعض من ورود اسم عارضة الأزياء الأمريكية كايلى جينر ـ21 عاما ـ فى قائمة فوربس للمليارديارت العصاميات لانتمائها إلى عائلة كاردشيان الشهيرة ورغم أن المجلة نفسها عادت وسحبت منها لقب أصغر مليارديرة عصامية واتهمتها بتضخيم ثروتها وتلفيق البيانات وقدرتها بنحو 900 مليون دولار فقط بدلا التقدير الاول وهو مليار دولار إلا أن لقب عصامية ما زال يمكن منحه لجينر نوعا ما حيث انها جمعت ثروتها من شركة مستحضرات التجميل التى دشنتها عام 2015 بعيدا عن عائلتها وشقيقتها الشهيرات.
ومن أشهر المليارديرات الصغيرات، الأمريكية ويتنى وولف هيرد ـ 29 عاما ـ وحققت ثروتها من خلال تطبيق التعارف والمواعدة «بامبل» ، الذى أطلقته فى عام 2014 ويبلغ رأسماله 3 مليارات دولار وحقق لصاحبته 290 مليون دولار أرباحا شخصية.
ماريان إيليتش، هى أيضا امرأة عصامية أسست سلسلة مطاعم بيتزا «ليتل سيزر» الشهيرة. وتصدرت قائمة الأثرياء للسيدات العصاميات التى أعلنتها مجلة فوربس فى آخر إحصاءاتها لعام 2020. وتمتلك إيليتش فندقا شهيرا ونجحت فى مجال الاستثمار العقارى. وتقدر ثروتها الشخصية بـ5٫1 مليار دولار.
نجمة التنس العالمية سيرينا ويليامز دائما ما تظهر فى قوائم الميليارديرات. وتوضح «فوربس» سبب وجود سيرينا فى قائمة المليارديرات بأنها استثمرت فى 34 شركة ناشئة خلال السنوات الخمس الماضية من خلال شركة «سيرينا فينتشرز» فى محفظة مالية تبلغ قيمتها 10 ملايين دولار على الأقل. بل وأصبحت مالكة لعشر شركات استثمارية حاليا. وليس فقط مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة هى مصدر ثروتها، بل تلعب الأزياء جزءا مهما وأساسيا فى تحقيق الثروات. وأطلقت ويليامز خط ملابس ذاتى التمويل فى عام 2018 وحقق أرباحا مالية مذهلة. كما بلغت قيمة جوائزها من منافساتها الرياضية 89 مليون دولار، وهو ضعف ما تجمعه أى رياضية أخرى.
وتحت عنوان «النساء قادمات» كشفت مؤسسة «هورن» للأبحاث الصينية الأسبوع الماضى عن أن عدد المليارديرات العصاميات فى العالم كله سيصل إلى مائة بحلول نهاية 2020، حيث ازداد عدد المليارديرات 11 سيدة على العام الماضى. فإذا أردت أن تصبحين من الأثرياء فاعملى من أجل ذلك وتذكرى دائما انه ليس من الضرورى أن تكونى «بنت أكابر».
رابط دائم: