رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«الخطر الأصفر» يؤرق جامعات أوروبا

ياسمين أسامة فرج
جامعات أوروبا

خلال الأربعة الأشهر الأولى من تفشى فيروس كورونا المستجد، واجه الطلبة الأجانب، وخاصة الصينيين منهم، فى جامعات أوروبا موجة من التنمر والاعتداءات العنصرية وصلت إلى حد التعامل معهم كأنهم « طاعون»، ونشرت تقارير صحفية أوروبية عناوين عنصرية استفزازية تبث الذعر ضد الصينيين فى أوروبا وتصفهم بالـ «الخطر الأصفر». كما ظهرت لافتات على أبواب المقاهى والمطاعم تمنع دخول أى شخص قادم من الصين التى باتت فى نظر الجميع السبب الرئيسى لتفشى الوباء فى العالم.

ولكن مع بداية أبريل الماضي، انقلب الحال رأسا على عقب بعد أن تمكنت الصين من الانتصار فى معركتها ضد كورونا باتخاذها اجراءات وقائية صارمة، فى الوقت الذى اجتاح فيه الفيروس جميع أنحاء أوروبا وبات واضحا أمام العالم أجمع فشل الحكومات الأوروبية فى التصدى للوباء. وأصبح الطلبة الصينيون، الذين عانوا سابقا من سخرية وتنمر الشارع الأوروبى، هم من ينتقدون الآن «تخاذل» الجامعات الأوروبية فى اتخاذ التدابير الكافية لضمان سلامتهم، ويقارنون الوضع الحالى فى بلادهم الأم، الصين، بالوضع الصحى المتردى فى أوروبا التى يفترسها المرض.

وبعد أن سارعت السلطات الأوروبية فى أول الأمر بإعلان حظر السفر على القادمين من الصين، أصبحت الجامعات والحكومات الأوروبية اليوم « تهرول» وراء الطلبة الصينيين والأجانب الذين غادروا أوروبا لتشجيعهم على العودة خلال الموسم الدراسى المقبل، وذلك بعد أن تكشفت حجم الخسائر الاقتصادية الهائلة التى تهدد جامعات أوروبا إذا ما فقدت أكبر مصادر دخلها ألا وهو الطلبة الأجانب وخاصة الصينيين. ففى بريطانيا، ثانى أفضل وجهة دراسية للطلبة الصينيين بعد الولايات المتحدة، حذرت تقارير حكومية من خسائر مالية فادحة إذا ما تسبب فيروس كورونا فى تراجع أعداد الطلاب القادمين من الصين بالجامعات البريطانية والذى يقدر حاليا بـ ١٢٠ ألف طالب وسط توقعات بإلغاء طلبات الالتحاق بالموسم الدراسى المقبل بنسبة تتراوح بين ١٢٪ و ٦١٪ . ويشكل الطلبة الصينيون أكبر حصة من الطلاب الأجانب فى بريطانيا بنسبة ٣٥٪ من أعداد الطلبة غير الأوروبيين، أى بما يعادل أكثر من ثلث عدد الطلبة الأجانب. ووفقا لإحصائيات حكومية، فإن أكثر السيناريوهات تفاؤلا تتوقع خسارة الجامعات البريطانية ٤٦٠ مليون استرلينى إذا انخفضت أعداد الطلبة من شرق آسيا بنسبة ١٢٪، أما أكثر السيناريوهات تشاؤما فتتوقع خسارة 2٫3 مليار استرلينى فى حالة تراجع الأعداد بنسبة ٦١٪ . ولتجنب كارثة اقتصادية وشيكة فى قطاع التعليم العالى الأوروبي، عرضت الجامعات البريطانية على الطلبة الصينيين تقديم كورسات للغة الإنجليزية عبر الإنترنت، كما عرضت عليهم مد فترة تقديم طلبات الالتحاق حتى يناير المقبل، وأعلنت الحكومة البريطانية أنها ستمدد تأشيرات الطلبة الأجانب كمحاولة لإقناعهم بالبقاء فى البلاد.

ووصل الأمر أيضا إلى إعلان جامعة كوينز فى بلفاست أنها ستستأجر طائرات للقيام برحلات إلى بكين لاستعادة الطلبة الصينيين إلى بريطانيا استعدادا للفصل الدراسى المقرر فى سبتمبر المقبل. وأعلنت الجامعة عن توجيه رحلات مباشرة من بكين إلى بلفاست، متعهدة بتوفير أقصى إجراءات الصحة العامة للحفاظ على سلامة طلابها بالحرم الجامعى !

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق