رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

نهر الحياة.. الخط الأحمر

ـ حُسام العَنتَبْلى المحامى بالنقض: تنذر رسالة «الخط الأحمر» بوقوع كارثة لطرفيها بل لأطرافها بما فيها أسرة السائل، وقد أكبرت فيك ردك الصادق على صاحبها، ومُحدِثها ومسببها فلقنته درسا بليغا، ونصحته نصحا أمينا، وبشَّرته بعواقب غير حميدة، وبصَّرته بهاوية ينجرف إليها طرفاها.. فيا سيدى بينهما البون شاسع والأمل ضائع، والمآل مر، فبينما قلب الفتاة لم يزل فى مهده، فقد بلغ قلبه الشباب فأنفقه، والرجولة فأبلاها، والكهولة فتعداها، وها هو يبدأ عده التنازلى، وقريبا تتربع هى على عرش أنوثتها حاملة له طفلا، حين يكون هو حاملا بيديه دواءه، وعندما تشرق شمسها تغيب شمسه، وحين يضيئ قمرها يُظلِم قمره، وهناك آنذاك يصحو النائم من نومه، ويعض النادم على أصابعه ويُفيق الغافى من غفوه، وتبحث عنه امرأته فلا تجده، فيكون قد ظلم نفسه كما ظلم غيره وصدق المولى سبحانه: «إن الله لا يظلم الناس إنما الناس أنفسهم يظلمون». 

ـ أحمد حمزه نمير: لصاحب رسالة «الخط الأحمر» وأمثاله نقول :هذا الموضوع خطير جدا، وعواقبه سيئة وقصصه مخيبة وصادمة للجميع بسبب تصرفات وتجاوزات بعض الأشخاص الذين ينتمون إلى الرجال وهم ليسوا برجال!، وتكمن الأسباب غالبا فى الأنانية والذاتية الشديدة لهؤلاء الأشخاص، وانعدام الأمانة لديهم ومحاولة اختطاف حياة ليست له، وحرمان الفتاة من حياة طبيعية مع من يتوافق معها من جيلها!، ويأتى هذا الشخص وقد استقرت حياته من الناحية المادية والمركز الاجتماعى الذى وصل إليه، ويبحث فى محيط الأقارب والمعارف والأصدقاء عن فريسة، وينسج خيوطه العنكبوتية بخبرته الحياتية حول فتاة عزباء تبدى إعجابا مبدئيا به، وقد تكون مخطوبة أحيانا!، وبالطبع قد اكتسب خبراته نتيجة تجاربه أو لأنه كان غالبا (خيبة ولخمة) فى بداية زواجه!، وجاء الآن يستعرض أسلوب حياته، والمظهر الشيك والسيارة الأنيقة وبعض الكلمات الناعمة أمام الفتيات والمراهقات - وقد يبخل بالكلمات الحلوة والمال على زوجته وأهله - ويحاول لفت انتباهها بكل الوسائل أو الانفراد بها خلسة فى أى لقاء، ونسى أن هناك آدابا عامة وتقاليد اجتماعية، وعرف يجب الالتزام به، وقبل ذلك هناك القواعد الأخلاقية والإيمانية وسلامة النية والفضائل والأوامر الإلهية بعدم اختلاس النظر وعدم المواعدة سرا وتحريم الخيانة والمخاتلة والخداع والبحث عن أوهام شيطانية بمثل هذه الأفعال الخسيسة باسم الإعجاب والحب بين طرفين منعدمى التوافق فى كل شئ! وإن بدأت الفتاة حتى بالإعجاب ومحاصرة الرجل، فإن هناك موانع لعدم الوقوع فى مثل هذه الكوراث الأخلاقية بالقيود والآداب العامة ويقظة الأم الدائمة، وضمير الرجل الذى يستطيع أن يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح بالابتعاد النهائى عنها، ووضع حد لهذا الإعجاب دون فضائح أو استغلال هذا الإعجاب وتوجيهه الفتاة إلى الدراسة أو العمل أو الشخص الصحيح المناسب لها بذكاء وحنكة، ودون تأنيب أو تحقير من الفتاة، وقد تتمثل وتتبلور أيضا هذه الخيانات فى الكلام فى الموبايل لساعات طويلة و«الشات» وعلى «الواتس» و«الفيديو كول»، وتأتى بجاحة صاحب الرسالة فى التسلل إلى بيت صديقه، ويحاول أن يسرق ابنته ويتزوجها عرفيا سرا.. إنه انهيار أخلاقى مدو لا يمكن تخيله إلا فى رؤوس الشياطين، لكننا لا نستطيع أن نسئ الظن بكل من يقول عبارات المجاملة البريئة والود فى جميع المعاملات الإنسانية والاجتماعية بين الرجال الراقين والفتيات فى مختلف الأعمال والبيوت وبنات الأقارب والأصدقاء فى ود خالص وبراءة للنية وحنو الكبار، فليست كل الكلمات للخداع وكل التصرفات للمرواغة، وإلا قمنا بتشويه الحياة الاجتماعية والعلاقات الطيبة النقية، فهناك علاقات راقية ومنطقية يغلفها الود والاحترام والتقدير، فكلنا نعيش بمجتمعات متقاربة فى حيز المكان والأفكار والطبقة الاجتماعية، ولا يمكن أن ينعزل الناس عن المجتمع أو يرفضوا لقاءات الأصدقاء والمعارف، وأن يكون هناك خوف أو «فوبيا» من أصحاب الآباء وأصدقاء العائلة أو الذين تعلو رؤوسهم تيجان المشيب! بل بالعكس هم من يقومون بحل الكثير من المشكلات بسهولة ويسر، وقد تبدو عصية لا حل لها.

وقد ناقشت بعض الأعمال الدرامية والأدبية فكرة انجذاب الفتاة الصغيرة لزوج أمها أو أحد أقاربها أو صديق الأب مثل «العذراء والشعر الأبيض»، و«أين قلبى»، وبالطبع تتم المعالجة الدرامية للمشكلة بتوجيه الفتاة إلى من يتناسب معها ومع عمرها. 

ونعتقد أنه من الطبيعى أن تنجذب الفتاه لشاب متقارب معها فى العمر والميول والأفكار، وإن لم يكن ميسورا فى مقتبل حياته، وإن يكن يجيد كلمات الحب والغزل، فيكفى أن يكون جادا صادقا فى مشاعره مخلصا، فالحياة الزوجية فى البدايات لا تبدأ بالكمال، وإنما وقودها التعاون بين الزوجين والكفاح سويا هو الطريق الصحيح ومعايشة الحياه بحلوها ومرها. 

الاستعباد العاطفى 

 

ـ د. ريمون ميشيل: يعد الحب من أسمى الطباع الإنسانية على الإطلاق، وهو علاج أساسى ودواء شاف للعديد من اضطرابات النفس والجسد فيما يعرف علميا باسم «العلاج بقوة الحب»، إلا أنه أيضا قد يعد سببا رئيسيا للإصابة بالعديد من الاضطرابات والأمراض النفسية. 

وهناك فهم مغلوط يخلط بين مفهوم الحب والاستعباد العاطفى، فالحب الصحى والسوى هو غريزة طبيعية خلقها الله بداخلنا جميعا.  

وتعنى كلمة حب فى معانيها فى اللغة العربية الود والإخلاص، والحب هو قوة فطرية لابد لها أن تنمو فى بيئة صحية منذ الصغر حتى يستطيع الإنسان أن يمنحه ويحصل عليه فى شبابه وبقية حياته بطريقة سوية. 

أما الاستعباد العاطفى فيلقبه البعض أيضا باسم «الحب» وذلك للتشابه الظاهرى فقط  بينهما ولكنه يختلف عنه تماما، ويظهر ذلك فى عدة صور غير سوية كمحبة فكرة الحب نفسها وليس حب شخص بذاته، فنجد شخصا متعدد العلاقات بالجنس الآخر وسريع الاستغناء أيضا عنهم، ويعد ذلك احتياجا للحب وصل إلى مرحلة إدمان العلاقات، وقد يعجب شخص بآخر مهما أساء معاملته، وتكون تلك الحالة المرضية فى الغالب كنتيجة لاحقة لفقدان الحب منذ الصغر، وبذلك يصبح الطرف الأول عبدا للطرف الثانى وغالبا ما تنتهى به الحال إلى الإصابة بـ «الاضطراب النفسى». 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق