رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تحية للفريق مميش

لا يكفى وسام الجمهورية من الطبقة الأولي، لتكريم قائد القوات البحرية، ورئيس هيئة قناة السويس السابق، الفريق مهاب مميش، وقد قدم الرجل خلال خدمته العسكرية، ومن بعدها رئاسته لهيئة القناة، أقصى ما يمكن أن يقدمه مسؤول فى موقعه، خالصا لوجه الله ثم الوطن.

قضى اللواء مهاب مميش خمس سنوات قائدا للقوات البحرية، تولى خلالها العديد من المهام الاستراتيجية الكبري، التى بلغت ذروتها خلال ثورة يناير، إذ كان بحكم موقعه هو المسؤول الرئيسي، عن تأمين مسرح العمليات البحري، بما يشمله من أهداف استراتيجية تنتشر بطول المياه الإقليمية المصرية، بما فيها تأمين السواحل ومنصات الغاز والبترول، فى وقت كانت تمور فيه البلاد بثورة عارمة، لم تتوقف آثارها عند حالة الفوضى الداخلية، التى ضربت مختلف ربوع مصر، لكنها امتدت إلى مختلف حدودها البرية والبحرية، وفى ذلك قصص كثيرة تروي، ربما يكشف عنها التاريخ قريبا، عندما تهدأ العواصف، وتستقر الأمواج المتلاطمة، ويتحدث رفاق السلاح.

لا يكفى وسام الجمهورية، لتكريم مميش، مثلما لا تكفى أيضا رسائل التهنئة التى انهالت عليه قبل أيام، عبر هاتفه المحمول، أو من خلال وسطاء من تلاميذه المقربين، لتهنئته بيوم ميلاده الثامن بعد الستين، وهو التاريخ الذى يتزامن مع بدء حفر وافتتاح قناة السويس الجديدة، ذلك المشروع الحلم، الذى جسد إرادة المصريين، عندما تبارى الملايين للمساهمة، ليجمعوا من مدخراتهم البسيطة أكثر من 60 مليار جنيه، لتمويل هذا المشروع الكبير، الذى يحول إقليم القناة بمحافظاته الثلاث الإسماعيلية وبورسعيد والسويس، إلى مركز عالمى صناعى متكامل، فضلا على ما سوف يقدمه من خدمات لوجيستية كبرى للسفن العابرة، وقد لعب الفريق مميش للتاريخ، دورا كبيرا فى إنجاز هذا المشروع العملاق، إذ لا يزال الجميع يذكر بفخر، صورته وهو يقفز على متن كراكات الحفر، بخفة شاب فى العشرينيات، أو جولاته المكوكية فى العديد من دول العالم، من أجل الوصول لأفضل الأسعار وأدق الأداء والمهارة، فى مراحل الحفر المختلفة، وبخاصة مرحلة الحفر المائى التى شاركت فيها 45 كراكة، وأكثر من ستة آلاف عامل مصري، فى ملحمة تاريخية، لا تقل أهمية عن مشروع الحفر الأول للقناة فى عهد الخديوى سعيد، وافتتاحها للملاحة فى عهد إسماعيل.

فى أغسطس من العام الماضي، غادر الفريق مهاب مميش موقعه كرئيس لهيئة قناة السويس، بعد سبع سنوات، حافلة بالإنجازات الكبري، لم تتوقف آثارها عند مشروع التفريعة الجديدة للقناة، ولا مجموعة الأنفاق التى تربط الضفتين اليوم، ولا حتى فى مجموعة الخطط المستقبلية للإقليم، وانما أيضا تلك السيرة العطرة التى لا يزال كل من عملوا معه، يتداولونها فيما بينهم حتى اليوم، وربما لسنوات طويلة أخرى مقبلة، ولسان حالهم يقول: كان بيننا رجل عظيم ومضي.. إنها الذكرى عندما تصبح أطول من العمر.


لمزيد من مقالات أحمد أبوالمعاطى

رابط دائم: