منظمات.. الجوع.. العالمى

هناك مثل من طفولتى البعيدة أسمعه على رصيف الحياة بيقول: «إن فى بلدنا محدش بينام جعان». فى الحقيقة حاولت كثيرا، تتبع هذا المثل من خلال مهنة البحث عن المتاعب والمصائب كثيرا، وأحيانا من خلال جمعيات الخير التى تغير اسمها على مر الزمان، وكذلك أهدافها، وهذا ما تأكدت منه فى الفترة الأخيرة، وكيف تم استغلالها لصالح الأجندات السياسية والاقتصادية والإرهابية الاستعمارية.

حتى توصلت إلى نتيجة أهمية وجود الجوع فى القارة السوداء، برغم الثورات وحركات التحرر حتى يظل الكائن الغربى الأجنبى الاستعماري، يسيطر على مقدرات وخيرات تلك البلاد، من خلال منظمات دولية عالمية، تمارس نفس دور الجمعيات الخيرية المحلية، وتتشارك معها وسائل الإعلام والصحافة الأمريكية والأوروبية و«صور يا جدع الناس الجعانة»، وانشر نفوذك وأكل الجعان واكسى المحتاج وشربه اللبن عشان ينام!!

وبهذا الوجود والنفوذ و«اطعم الفم تستحى العين»، تضع أجندتك وتسيطر بثقافتك ومعتقداتك وبسلاحك على عقول الشعب الجعان، والدليل أن هناك دولا إفريقية كانت ولا تزال علامة فى جبين أغنياء العالم، دولا وأفرادا تعيش فيها المجاعات وتعشش فيها الأمراض رغم مساعدات ووجود تلك المنظمات من سنوات وسنوات ولأجل غير مسمي.

أتمنى أن تقتدى الدول الإفريقية التى اقتدت بمصر ثورة 23 يوليو، وانفجرت بداخلها حركات التحرر، أن تهدأ قليلا، وتقتدى بمصر ثورة 30 يونيو التى قررت الثورة على الفساد وسياسة مد اليد، وحسنة يا بيه وحسنة قليلة تمنع بلاوى كتيرة، وفكرة وأنا مالى ودع الخلق للخالق وهوه أنا حصلح الكون.

جاءنى هذا الشعور وأنا أتنفس كلمات السيد الرئيس التى تتحقق وتحقق أحلام جيل كان صاعدا فى وقت ما، وأنهكته الحروب.

كلمات تؤكد بعون الله أن مصر ماضية فى تنفيذ رؤية إستراتيجية شاملة وملحمة تنموية فريدة لبناء وطن قوى متقدم فى جميع المجالات.

أتمنى ألا تجد منظمات البحث عن المجاعات إنسانا جائعا فى إفريقيا، وأن تتوحد القارة دون تدخلات من منظمات العطف المستورد، وسأظل أحلم لأنى لو بطلت أحلم أموت.