فى الذكرى الخامسة للافتتاح
قناة السويس الجديدة .. ملحمة القائد والشعب

• أسهمت فى زيادة دخل القناة بنحو 12٫2 % ليصل إلى 5٫8 مليار دولار خلال 2019
• الفريق أسامة ربيع: القناة أصبحت تستوعب نحو 97 سفينة يوميا .. وعبور مباشر لـ 45 فى الاتجاهين

كانت قناة السويس الجديدة أولى المشروعات القومية العملاقة التى التحمت فيها سواعد الايدى المصرية منذ قرار البدء فى حفرها حتى الافتتاح أمام حركة التجارة العالمية فى السادس من أغسطس عام 2015، ليصبح هذا التاريخ من علامات احتفال مصر بمشروعاتها القومية.

لا ينكر أحد اليوم فى الذكرى الخامسة للافتتاح ما فعله الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى ظل يتابع بنفسه هذا المشروع لحظة بلحظة ويطمئن على سلامة العاملين فيه ويشجع على استمرار العمل الكبير، كما لا ينكر أحد موقف الشعب المصرى العظيم الذى التف حول القيادة السياسية وقدم الدعم المالى والقوى البشرية التى واصلت العمل على مدار الساعة.. هذه الايام لا يمكن أن تطويها السنوات الخمس بل كلما مر عام أكد أهمية هذه القناة العملاقة خاصة بعد افتتاح المشروعات القومية الكبرى مثل الانفاق والكبارى فى الاسماعيلية وبورسعيد وغيرهما.

قبل سنوات بدأ الرئيس عبدالفتاح السيسى فى وضع أولى اللبنات فى حجر أساس بناء «مصر الجديدة»، ليس على المستوى الاقتصادى فحسب، ولكن على المستوى السياسى والاجتماعي، حيث مثل المشروع فى حينه التفافا كبيرا من الشعب المصرى حول قيادته السياسية عندما استجاب لدعوة التمويل بشكل مذهل أبهر العالم كله آنذاك.

فى هذه المناسبة الوطنية والذكرى العزيزة على قلب كل مصرى يقول الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس: إن مشروع حفر قناة السويس الجديدة قد فتح الباب أمام إقامة عدد كبير من المشروعات القومية العملاقة بمنطقة القناة، وكان على رأسها مشروع محور قناة السويس الذى يضم 6 موان ومناطق صناعية عديدة، بالإضافة الى مشروعات الكبارى العائمة حيث تم إنشاء 5 كبارى عائمة على طول المجرى الملاحى لقناة السويس، ومجموعة من الأنفاق الضخمة أسفل قناة السويس لربط سيناء بالوادى والدلتا والقضاء على العزلة التى عانت منها سنوات طويلة، فضلا عن مشروع الاستزراع السمكى والتعاقد على بناء عدد من الكراكات العملاقة ، وغيرها من المشروعات الضخمة التى مثلت نقلة نوعية هائلة فى تاريخ القناة.

أهم الإنجازات

وأضاف الفريق ربيع: أهم الإنجازات التى شهدتها هيئة قناة السويس فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى هو مشروع تطوير المجرى الملاحى للقناة، حيث أصدر الرئيس قرار حفر القناة الجديدة خلال عام واحد، وحملت الجدوى الفنية والاقتصادية للمشروع العديد من المزايا الهامة فى مقدمتها أن حركة الملاحة للسفن العابرة للقناة أصبحت تتم فى الاتجاهين بدون توقف، وتقليل فترة الانتظار والعبور داخل المجرى الملاحي، وأن من أهم مزايا المشروع أيضا تقليل مخاطر توقف الملاحة بسبب عطب أو شحط أو تعطل السفن أثناء العبور نظرا لوجود مجرى مواز، وزيادة القدرة التصريفية للقناة حيث أصبحت تستوعب عددا أكبر من السفن تصل الى 97 سفينة يوميا فضلا عن العبور المباشر فى الاتجاهين لعدد 45 سفينة يوميا، وجاهزية المجرى الملاحى لاستيعاب الزيادة المستقبلية فى أحجام السفن والتجارة العالمية، وزيادة القدرة التنافسية للقناة فى مواجهة الطرق المنافسة والحفاظ على الحصة السوقية لقناة السويس .

زيادة دخل القناة

ونبه الفريق أسامة ربيع الى أن العوامل السابقة قد أدت الى زيادة دخل القناة بحوالى 12٫2 % ليصل إلى 5٫8 مليار دولار خلال عام 2019 مقارنة بعام الافتتاح فى 2015 وهو ما يعد أعلى دخل فى تاريخ القناة منذ افتتاحها أمام حركة التجارة العالمية، كما أصبحت القناة قادرة على استيعاب 100% من الأسطول العالمى لسفن الحاويات، و92٫8% من أسطول سفن الصب الجاف، ونحو 61٫9 % من ناقلات البترول ومنتجاته، و100% من باقى أنواع الأسطول العالمى الأخرى بحمولة كاملة، بالإضافة الى 100% من سفن الأسطول العالمى بحمولة فارغة أو جزئية ، لافتا إلى أن المشروع قد أدى أيضا الى زيادة درجة الأمان الملاحى بالمجرى لوجود قناة بديلة، ضمنت عدم توقف الملاحة عند حدوث أى طارئ، ومن أبرز الأمثلة على ذلك جنوح السفينة البنمية «نيو كاترينا»، خلال الفترة من 25 فبراير وحتى 8 مارس 2016 بالقناة الأصلية ، واستمرار انتظام الملاحة بالقناة دون توقف عبر القناة الجديدة.

وتابع الفريق أسامة ربيع أن القناة الجديدة قد أسهمت فى تنشيط وجذب السفن العملاقة فى أسطول التجارة العالمية ، حيث إن قناة السويس لم تكتف فقط بمشروع القناة الجديدة ، بل تقوم إستراتيجية هيئة قناة السويس على التطوير المستمر للمجرى الملاحى وذلك لتكون مستعدة دائما لمواكبة التطور المستمر فى أحجام الأسطول العالمى من السفن، مما يجعل القناة الإختيار الأول أمام الخطوط الملاحية، ويتم ذلك بالتوازى مع السياسات التسويقية والتسعيرية المرنة مما ساهم فى مواجهة الطرق المنافسة والبديلة ، وهو الأمر الذى انعكس بالإيجاب على زيادة إيرادات قناة السويس رغم الظروف والتوترات التجارية غير المواتية ، كما استطاعت قناة السويس استقبال أكبر سفينة حاويات فى العالم وأحدثها فى 25 مايو 2020 ، والتى تقترب حمولتها من 24 ألف حاوية وذلك بفضل القناة الجديدة.

ويشير رئيس هيئة قناة السويس الى أن عملية التطوير للمجرى الملاحى للقناة شهدت أيضا إنشاء جراجات جديدة بالقناة من خلال كراكات الهيئة، والتى تتيح زيادة عامل الأمان الملاحى والقدرة على مواجهة المواقف الطارئة ، بالإضافة الى تحسن الخدمة الملاحية المقدمة للسفن العابرة من خلال تطوير عدد 16 محطة مراقبة ملاحية على طول القناة ، وعددها 16 محطة إرشاد، بالإضافة الى تجديد وتحديث أسطول القاطرات المصاحبة وغيرها من الوحدات المساعدة خلال رحلة الإرشاد بالقناة .

> القناة الجديدة فتحت الباب لإقامة مشروعات عملاقة > تصوير ــ نادر أسامة

مشروعات عملاقة

وقد كشف تقرير اقتصادى حصلت «الاهرام» على نسخة منه أن القناة الجديدة قد فتحت الباب أمام إقامة عدد كبير من المشروعات العملاقة ومنها مشروع الاستزراع السمكى، حيث وجه الرئيس بتنويع مصادر الدخل بهيئة قناة السويس ، وعدم الاقتصار على رسوم العبور فقط ، وذلك بتبنى مشروعات قومية عملاقة منها مشروع الاستزراع السمكى ، وقد افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى المرحلة الأولى والثانية من مشروع الاستزراع السمكى ويجرى العمل حالياً على تنفيذ المرحلة الثالثة من المشروع .

نعود بالذاكرة الى يوم 21 مارس 2015 حيث بدأت أعمال الحفر بمشروع قناة السويس للاستزراع السمكى ، وتم افتتاح المرحلة الأولى التى تحتوى على 1034 حوضا فى 28 ديسمبر2016، ثم افتتاح المرحلة الثانية فى 23 ديسمبر 2017 وبها 3106 أحواض، حيث بلغ عدد الأحواض الحالى 4140 حوضا على مساحة 7500 فدان وهو من المشروعات المهمة حيث يقوم مشروع الاستزراع السمكى على إستغلال جزء من أحواض الترسيب الخاصة بهيئة قناة السويس شرق القناة، لإنشاء مشروع إستزراع سمكى نموذجى ، لإنتاج بروتين حيوانى من خلال استزراع أنواع مختلفة من الأسماك البحرية مثل أسماك القاروص والدنيس واللوت والجمبرى والحنشان، وكذلك أسماك العائلة البورية والبلطية بأسعار تتناسب مع متوسط دخل الفرد، تعظيما للاستفادة من منطقة قناة السويس اقتصاديا .

ويهدف مشروع الاستزراع السمكى الى المساهمة فى تنمية منطقة قناة السويس وتعمير سيناء وخلق مجتمعات عمرانية جديدة بها دعما للاقتصاد المصرى ، وإنتاج أسماك فاخرة عالية الجودة بمواصفات عالمية للمساعدة فى تقليل الفجوة بين الإنتاج والإستهلاك، مع إمكانية تصدير فائض الإنتاج من السوق المحلية وفتح أسواق عالمية جديدة لتحويل مصر من دولة مستوردة الى دولة مصدرة مستقبلا، والإرتقاء بأسلوب تداول الأسماك بعد الحصاد، بالإضافة الى توفير استخدامات المياه العذبة «نهر النيل» والاعتماد على المياه المالحة، وتوفير حصة مصر من مياه النيل للزراعات النباتية والمحصولية.

كما كشف التقرير أن من أهم الإنجازات فى عهد الرئيس السيسى هو تطوير البنية المعلوماتية بهيئة قناة السويس من خلال الشبكة الرقمية الموحدة، وذلك تنفيذا لتوجيهات الرئيس بالتوجه نحو التحول الرقمى وميكنة كافة المعاملات والخدمات، وتطبيق منظومة الشبكة الموحدة بالهيئة من خلال عدة خطوات ، أبرزها مشروع الشبكة الموحدة الذى يضمن سرعة وتأمين تداول المعلومات والبيانات بين إدارات الهيئة المختلفة ، والربط الرقمى بين مختلف مرافق ومنشآت الهيئة بمدن القناة الثلاث ، بالإضافة الى إطلاق الهيئة حزمة الخدمات الإلكترونية على موقعها الرسمى يتضمن أربع خدمات تشمل كلا من خدمة عبور السفن ، وتخفيضات الخطوط الطويلة، وخدمات الترسانة، بالإضافة الى خدمة المناقصات والمزايدات، فضلا عن تطوير16 محطة إرشاد على طول المجرى الملاحى لمراقبة حركة الملاحة لتعمل بشكل إلكترونى وتزويدها بأحدث الأجهزة والمعدات .

وتعمل الهيئة على تعزيز قدرات أسطول الوحدات البحرية من القاطرات واللنشات، للارتقاء بمستوى الخدمات البحرية المقدمة للسفن العابرة، وتلبية احتياجات العملاء ومتطلبات النمو المتوقع فى حركة التجارة العالمية حيث تتولى ترسانة بورسعيد البحرية بناء مجموعة من القاطرات من طراز «مصاحب « بقوة شد 70 طنا بالتعاون مع إحدى الشركات الألمانية ، كما تم الانتهاء من بناء 10 لنشات ، كما تم تحديث أسطول الهيئة بمعدات وسفن خدمات متطورة مثل سفينة الخدمات متعددة الاستخدامات «أحمد فاضل» والتى بدأت بالفعل فى العمل فى حقل ظهر، بالإضافة الى السفينة «أمان» والتى تعد أكبر وحدة إمداد بالشرق الأوسط لتمثل فتحا جديدا فى مجال خدمة منصات الغاز والبترول فى مصر، كما تعكف قناة السويس على بناء 100 سفينة صيد فى شركات الهيئة تنفيذا لتوجيهات الرئيس بتوفير فرص عمل للشباب ودعم أسطول الصيد المصرى .

وأوضح التقرير أنه يجرى الاهتمام بتطوير الأصول والموارد الفنية والبشرية، حيث عكفت الهيئة على تنفيذ إستراتيجية تطوير الشركات والترسانات التابعة لها ، ورفع كفاءتها وتحقيق الاستفادة المثلى من الإمكانات والقدرات المتاحة لرفع تصنيفها، ورفع كفاءة الكوادر البشرية وتطوير المعدات والمهمات، فضلا عن فتح آفاق جديدة للتعاون مع الشركات العالمية لنقل التكنولوجيا الحديثة والمتطورة مثل الشراكة مع شركة AKABARS الروسية».

كوبرى الشهيد منسى

كما فتحت قناة السويس الجديدة الباب أمام مشروعات الربط بين سيناء والوادى والدلتا ، حيث قطعت هيئة قناة السويس خطوات سريعة وحاسمة فى هذا الملف من خلال إنشاء عدد من الكبارى العائمة وهى كوبرى النصر العائم، والذى تم البدء فى بنائه يناير 2015 وقام السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى بافتتاحه فى 28 ديسمبر 2016 ، ويعد كوبرى النصر العائم أول كوبرى عائم من نوعه يربط ضفتى قناة السويس بين مدينتى بورسعيد وبورفؤاد، وتم تحديد موقع الكوبرى جنوب ميناء بورسعيد بالكيلومتر4.130 ، ويبلغ الطول الإجمالى للكوبرى 421 مترا بوزن 2600 طن. كما تشمل الكبارى «كوبرى الشهيد أحمد منسي» وقام الرئيس السيسى بافتتاحه فى 23ديسمبر 2017، ويقع كوبرى الشهيد أحمد منسى العائم بمنطقة نمرة 6 بمدينة الإسماعيلية، وتتمثل أهميته فى التكامل مع مرفق المعديات والأنفاق التى يتم تنفيذها أسفل قناة السويس، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى فى التخفيف عن كاهل المواطنين أثناء الانتقال بين شرق القناة وغربها، وتوفير البنية التحتية اللازمة للمجتمعات العمرانية الجديدة شرق القناة وعلى رأسها مدينة الإسماعيلية الجديدة ، ويصل الطول الإجمالى للكوبرى الغربى شاملا الجزء الخرساني350 مترا.

كوبرى الشهيد أبانوب

كما تشمل الكبارى «كوبرى الشهيد أبانوب جرجس» ، وقام السيد الرئيس بافتتاحه فى 23 ديسمبر 2017 ، ويقع بمنطقة القنطرة بمدينة الإسماعيلية بالكيلو متر 46.800 ويربط بين ضفتى القناة، ويصل الطول الإجمالى للكوبرى 350 مترا، بالإضافة الى كوبرى الشهيد أحمد عمر شبراوى وقام الرئيس بإفتتاحه فى 5مايو 2019، ويقع الكوبرى بمنطقة الشط بمحافظة السويس عند الكيلومتر 147.7 ترقيم القناة، ويصل الطول الإجمالى للكوبرى 290 مترا شاملا الجزء الخرساني، ويبلغ العرض الكلى الملامس للمياه 25 مترا ، وأخيرا كوبرى الشهيد طه زكى وتم افتتاحه فى 5 مايو 2019 ، ويقع بمنطقة سرابيوم جنوب محافظة الإسماعيلية ويتكون من جزأين شرقى وغربى على غرار كوبرى الشهيد أحمد منسي.

كما أسهم مشروع قناة السويس الجديدة فى إقامة مجموعة من الأنفاق الضخمة, وتم تحديث نفق الشهيد أحمد حمدى والذى تتولى الهيئة مسئولية تشغيله وصيانته منذ عام 1985، كما انه استكمالاً لسلسلة المشروعات القومية العملاقة بمنطقة القناة وسيناء، تعكف هيئة قناة السويس فى الوقت الحالى على تنفيذ مشروع نفق الشهيد أحمد حمدى 2، ويقوم تحالف شركتين عالميتين بتنفيذ النفق الجديد وذلك تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ويتكون النفق الجديد من عدد 2 حارة مرورية بعرض 3.6 متر فى اتجاه مرورى واحد من الشرق إلى الغرب، فيما يبلغ القطر الداخلى للنفق المصمم على شكل دائرى 11.4 متر، ويبلغ القطر الخارجى 12.6 متر، بينما يصل ارتفاع النفق الصافى إلى 5.5 متر.

كما تقوم هيئة قناة السويس بتشغيل 36 معدية على 8 محاور بطول المجرى الملاحى فى إطار محاور العبور مع سيناء، تتضمن 13 معدية جديدة منها 7 معديات بحمولة 320 طنا و 6 معديات أخرى بحمولة 210 أطنان.

أخيرا وبعد مرور خمس سنوات عندما نلقى نظرة سريعة على كل ما تم انجازه من مشروعات بمنقطة قناة السويس بدءا بحفر القناة الجديدة وحتى الكبارى والمشروعات السمكية نتأكد أن الانجاز الكبير تحققت بفضله انجازات اخرى.