رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الاقتصاد الصينى يتعافى بشكل مطرد

كان لفيروس كورونا المستجد تأثير غير مسبوق منذ بداية هذه السنة، فقد تراجع الاقتصاد العالمى وحدث أسوأ ركود منذ الحرب العالمية الثانية، وفى مواجهة هذه التحديات غير المسبوقة، عززت الصين إجراءاتها الوقائية من المرض والسيطرة عليه، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية فى الوقت نفسه.

لقد انخفض الاقتصاد فى البداية ثم ارتفع فى الربع الأول من العام، وفى الربع الثانى، تحول النمو الاقتصادى من سلبى إلى إيجابى وعادت المؤشرات الرئيسية إلى النمو وتعافت العمليات الاقتصادية بشكل مطرد.

فى 16 يوليو، أعلن المكتب الوطنى للإحصاء فى الصين عن إحصاءات أولية تفيد بأن الناتج المحلى الإجمالى فى النصف الأول من هذا العام كان 45661.4 مليار يوان بانخفاض 1.6٪ على أساس سنوى. أما من حيث الإحصاءات الربعية، فقد انخفض هذا الناتج فى الربع الأول بنسبة 6.8٪ على أساس سنوى، بينما ارتفع فى الربع الثانى بنسبة 3.2٪، كما ارتفع معدل النمو فى الربع الثانى بنسبة 10 نقاط مئوية عن الربع الأول.

وقالت ليو آى هوا، مديرة إدارة الإحصاءات الاقتصادية الوطنية الشاملة للمكتب الوطنى للإحصاء فى الصين: «فى النصف الأول من العام، تغلب الاقتصاد الصينى تدريجيا على الآثار الضارة لهذا الوباء. وأظهرت العمليات الاقتصادية نموا وانتعاشا مطردا. وفى الربع الثانى تحول النمو الاقتصادى من سلبى إلى إيجابى مما أثبت مرونة التنمية وحيويتها».

بالنظر إلى جانب العرض، حققت كل من الصناعة والخدمات نموا إيجابيا. فقد ارتفعت القيمة المضافة للمؤسسات الصناعية فوق الحجم المحدد، بعد أن كانت سالب 8.4٪ فى الربع الأول، لتصبح إيجابية بنسبة 4.4٪ فى الربع الثانى، كما ارتفعت القيمة المضافة لصناعة الخدمات وأصبحت 1.9٪ فى الربع الثانى بعد أن كانت سالب 5.2٪ فى الربع الأول.

بالنظر إلى جانب الطلب، فقد انخفض الاستهلاك والاستثمار بشكل حاد. فى الربع الثانى تقلص الانخفاض فى إجمالى مبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية بـ15.1 نقطة مئوية عن الربع الأول. أما فى النصف الأول من العام، فقد تقلص الانخفاض فى استثمارات الأصول الثابتة بنسبة 13 نقطة مئوية عن الربع الأول.

بالنظر إلى البيانات الشهرية، فإن الاتجاه التصاعدى كان أكثر وضوحا. فقد حافظت القيمة المضافة للمؤسسات الصناعية فى الصين فوق الحجم المحدد على نمو إيجابى لمدة ثلاثة أشهر متتالية وزاد مؤشر إنتاج صناعة الخدمات لمدة شهرين متتاليين وزادت قيمة الصادرات لمدة ثلاثة أشهر متتالية. خلال ارتفاع معدل النمو، ظلت مؤشرات معيشة الناس مستقرة وتم تسريع تحويل الطاقة الحركية الجديدة والقديمة.

العمالة مستقرة بشكل عام. فى النصف الأول من العام، تم توظيف 5.64 مليون شخص فى المدن والبلدات فى جميع أنحاء البلاد، ليكملوا ما نسبته 62.7٪ من الهدف السنوى. فى يونيو، بلغ معدل البطالة على المستوى الوطنى فى المناطق الحضرية 5.7٪، وهو انخفاض طفيف لمدة شهرين متتاليين، ومن بين الأشخاص الذين شملهم المسح والذين تتراوح أعمارهم بين 25 و59 بلغت هذه النسبة 5.2٪، وهى أقل بنسبة 0.5٪ عن معدل البطالة الوطنى الذى تم مسحه فى المناطق الحضرية.

الزيادة فى الأسعار معتدلة. فى النصف الأول من السنة، ارتفعت أسعار الاستهلاك بنسبة 3.8٪ على أساس سنوى، وانخفض معدل النمو 1.1 نقطة مئوية عن الربع الأول، وأظهر معدل نمو الأسعار اتجاها عكسيا.

تحقيق نتائج بارزة فى مكافحة الفقر. فى النصف الأول من العام، فى سيتشوان وقويتشو وقوانشى وأماكن أخرى بها عدد كبير من الفقراء، كانت الزيادة فى نصيب الفرد من الدخل المتاح لسكان الأرياف تتراوح بين 5.5٪ و7.6٪، أما على المستوى الوطنى، فقد ارتفع معاش الفرد ومعاش التقاعد بنسبة 9.3٪، وبالنسبة للمساعدات الاجتماعية للفرد فقد ارتفع الدخل والإعانات بنسبة 13.2٪ واستمر تعزيز الضمان الاجتماعى والمساعدات الشاملة.

ارتفاع زخم المجالات الناشئة. فى النصف الأول من العام، ارتفعت القيمة المضافة لتصنيع التكنولوجيا الفائقة بنسبة 4.5٪ على أساس سنوى، وهو ما يمثل 14.7٪ من القيمة المضافة للمؤسسات الصناعية فوق الحجم المحدد، بزيادة قدرها 0.9 نقطة مئوية عن نفس الفترة من العام الماضى. كما استمر الاستثمار فى مجالات التكنولوجيا العالية فى الزيادة، ونمت المنتجات ذات الصلة مثل البنية التحتية الجديدة بسرعة كبيرة. كما زادت مبيعات المنتجات التى تمت ترقيتها بسرعة، حيث بلغت مبيعات التجزئة عبر الإنترنت 5150 مليار يوان، بزيادة سنوية قدرها 7.3٪، وانخفاض بنسبة 0.8٪ فى الربع الأول.

تتطور التقنيات الجديدة التى تمثلها الحوسبة السحابية والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعى بسرعة، وقد أصبحت الصناعات الجديدة مثل الاقتصاد الرقمى والتصنيع الذكى والحياة والصحة هى أقطاب النمو. فى النصف الأول من العام، حققت الاستثمارات فى صناعات الخدمات التكنولوجية والصناعات عالية التقنية فى الصين بشكل منفصل زيادات قدرها 5.8٪ و7.2٪، منها الاستثمار فى صناعة خدمات التجارة الإلكترونية وصناعة خدمات تحويل الإنجازات التكنولوجية بنسبة 32٪ و21.8٪ على التوالى. كما نشأت وتطورت صناعات وأشكال ونماذج تجارية جديدة، والتى ستستمر فى تقديم دعم قوى للانتعاش الاقتصادى.

وأضافت ليو آى هوا: «انطلاقا من تعافى المؤشرات الاقتصادية المختلفة فى النصف الأول من العام، وخاصة فى الربع الثانى. نحن واثقون من استمرار الانتعاش الاقتصادى فى النصف الثانى من العام. وفى الوقت نفسه، هناك أساسات وإمكانيات وظروف للانتعاش الاقتصادي».

فى النصف الأول من السنة، واستجابة لتأثير الوباء، كانت السياسات المالية الاستباقية والسياسات النقدية الحكيمة والسياسات ذات الأولوية للتوظيف قوية وفعالة. كما أن تعويض أوجه القصور فى بعض المناطق المعرضة لتأثيرات المرض ستعزز من قدرة وحيوية التنمية الاقتصادية.

كما أضافت ليو آى هوا: «إن الصين لديها نظام صناعى سليم وبنية تحتية مثالية متطورة بشكل متزايد، ومزايا سوقية كبيرة جدا. وستظل هذه المزايا مستغلة بالكامل فى المرحلة التالية للتعامل بفعالية مع تأثيرات الوباء».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق