الباعة الجائلون يحولون مستشفى كبيرا إلى مخازن لبضاعتهم!

يعد مستشفى أحمد ماهر بالإسكندرية نموذجا صارخا للإهمال بكل ما تعنيه الكلمة من معني، مما دفع الأهالى إلى إطلاق الاستغاثات والمطالبة بالاهتمام بالمبنى المهمل، فالمستشفى الذى أنشئ عام 1945 بميدان الشهداء وسط الإسكندرية تحول محيطه إلى سوق يعج بالباعة الجائلين، وبالرغم من أنه أحد مستشفيات المؤسسة العلاجية ويحتوى على أحدث الأجهزة والمعدات الطبية لتقديم الرعاية الصحية لأهالى المدينة فى التخصصات الطبية المختلفة فإن الواقع يختلف تماما ويقر بحقيقة مؤلمة، فالمستشفى لا يقترب منه مريض منذ سنوات حتى وصلت نسبة الإشغالات به إلى «صفر» فلا يوجد مرضى بالقسم الداخلي، وعدد حالات الغسيل الكلوى لا يتعدى أصابع اليد، أما المفاجأة الكبري، فهى هجرة أطباء المستشفى وتركهم العمل به، والأطباء المتواجدين هم فوق سن الستين تحت بند «تعاقد» ولا يعملون، فأصبح المستشفى بلا أطباء وبلا مرضي!

وهناك العديد من الأسباب وراء تدهور حال المستشفي، حيث ورد بعضها بتقرير الجهاز المركزى للمحاسبات عام 2019 والذى جاء ببعض الملاحظات ومنها تدنى نسب الإشغال بالأقسام الداخلية حيث وصلت النسبة فى القسم المجانى الى 0٫4% والدرجة الثانية الى 4٫7% أما الدرجة الثالثة الممتازة 3٫1% وقد تدنت هذه النسب بصورة كبيرة خلال الأشهر القليلة الماضية حتى وصلت الى أقل من 0٫1%، كما أكد التقرير ضعف إنتاجية فنى الأشعة ووحدة العمليات وقله عدد المرضى المترددين على العيادة الخارجية وامتناع مرضى الشركات ومرضى وزارة الصحة او مرضى المجاني، وقد تناول التقرير عدم وجود وحدة للرعاية المركزة وهو نشاط حيوى وضرورى للحفاظ على حياة المرضي! الى جانب عدم وجود نشاط التغذية أو المطبخ. قد أوضح التقرير أن من أهم اسباب ضعف نسبة الاشغال بالمستشفى هو استمرار وجود إشغالات حول اسوار المستشفى والتى تتمثل فى وجود آلاف من الباعة الجائلين أمام المستشفى والأرصفة والبوابات المحيطة به، وإغلاق جميع الشوارع والطرق المؤدية إليه، واستخدام الشوارع والأرصفة لمخازن لهم ــ وما لم يتضمنه التقرير ان الباعة الجائلين حولوا المستشفى من الداخل لمخازن لبضاعتهم ليلا ونهارا ــ وإلقاء مخلفات القمامة الخاصة بهم امام المستشفى مما يؤثر على ارضية ومبانى ومرافق المستشفى بشكل عام، كما أن وجود هؤلاء الباعة الجائلين يمثل سببا رئيسيا لعدة أزمات تؤثر على النهوض بالمستشفى كوحدة علاجية خدمية، ومن اهمها التأثير السلبى على مريض الفشل الكلوى حيث يجد صعوبة فى الوصول للمستشفى وتلقى جلسات الغسيل سواء بعربة الاسعاف, وأكد التقرير أن الباعة الجائلين يسرقون التيار الكهربائى من اعمدة الانارة والشبكة الرئيسية الى جانب وجود الاسلاك والكابلات الكهربائية مكشوفة حول مبانى المستشفى فضلا عن ان ارتفاع الاحمال بالمنطقة يؤدى الى انقطاع التيار الكهربائى عن المستشفى وإلحاق الضرر بالأجهزة الطبية ــ وقد سبق وان نشب اكثر من حريق بالمنطقة المحيطة نتيجة سرقة التيار الكهربائى ، هذا بالاضافة الى اصدار ضوضاء طوال 24 ساعة من مكبرات الصوت الخاصة بالباعة الجائلين والاكشاك الموجودة امام المستشفي.