تعالت صيحات مسئولى المتحف الروسى فى سان بطرسبرج، بأن المئات من إطارات اللوحات المودعة بالمخازن حاليا تواجه تهديدا مزدوجا من تسلل العفن وأضرار سوء الإدارة، الصيحات جاءت ضمن مناشدة مكتوبة وقع عليها حوالى 45 من العاملين بالمتحف، وتم رفعها إلى فلاديمير جوزيف، مدير المتحف، والهدف إنقاذ الإطارات ذات القيمة الفنية والتاريخية.
وفقا لتقرير نشره موقع «ذا أرت نيوزبيبر»، فإن أغلب الإطارات محل المناشدة لم تعرض منذ فترة طويلة بسبب «سوء أحوال التخزين» بقبو «قصر ميخايلوفسكى»، مقر المتحف. وبدأ تصنيفها من قبل الإدارة على أساس «إمدادات غير ذات القيمة» اعتبارا من عام 2018، مع إزالة أى تصنيف فى المستندات الرسمية لها كـ «أصول فنية ذات قيمة تاريخية»، وذلك رغم أن مخازن المتحف تضم أكثر من 8 آلاف يرجع تاريخ إبداعهم إلى الخمسينيات.
ونقلت «ذا أرت نيوزبيبر»، عن أوكسانا ليسينكو، أمينة المتحف، تقديراتها بأن حوالى 1500 من هذه الإطارات سوف يتم إنقاذها وإعادتها للاستخدام، حتى تكون تجربة زائر المتحف متكاملة بين الاستمتاع بالعمل الفنى ذاته، والنظر إلى جماليات وتاريخ الإطارالذى يشكل تحفة فنية إضافية، ولكن هذا لا يعد تعويض لائق عما ما حل باقى الإطارات وعن ضياع حوالى 800 إطار لم يتبين أسباب اختفائها.
أزمة إطارات قصر ميخايلوفسكى أو المتحف الروسى جددت تفجير جدل يجمع بين القدم والحداثة، والمتعلق باعتبار إطارات اللوحات عمل فنى متفرد ذى أصالة وتاريخ، والأزمة ذاتها كشفت الفارق بين توجه المحيط الثقافى الروسى ونظيره الأوروبى بهذا الشأن.
وفقا لتقرير «ذا أرت نيوزبيبر»، فإن المحيط الفنى الروسى بدأ مؤخرا الاعتراف بـ «الإطار» كشكل فنى فى حد ذاته، فيما أن أوروبا تشهد اعترافا وتطبيقا واضحا بهذا التوجه.
وكانت ليسينكو، أمينة المتحف، قد نظمت أول معرض للإطارات التاريخية التى فى حيازة المتحف وذلك عام 2005، وفى نوفمبر 2019، أطلقت أول مؤتمر دولى للإطارات فى روسيا، ولكن لا يبدو أن محاولاتها نجحت تماما فى إنقاذ إرث الإطارات المتحف الروسى، والذى وصفه أولاف ليميك، مدير جاليرى راهمين فى برلين، بأنها «مجموعة غنية ومثيرة من الإطارات العريقة».
رابط دائم: