ألقت جائحة «كورونا» بظلالها على صناعة الأزياء فى العالم وأثرت فيه بشكل كبير ،ولم يقتصر التأثير على تراجع حجم الصناعة أو إغلاق بعض المتاجر الكبرى أو إلغاء العروض لكنه امتد ليغير شكل الصناعة نفسها وشكل الأزياء.
فالبداية الحقيقة لهذه الصناعة جاءت استجابة لأحداث كبرى فى تاريخ العالم، فحتى أوائل القرن العشرين لم تكن صناعة الملابس الجاهزة معروفة بل كان الاعتماد على الخياطة التقليدية، حتى جاءت الحرب العالمية الأولى وراجت صناعة الملابس الجاهزة ومع الأزمات الاقتصادية المصاحبة لها واضطرار النساء للعمل ظهرت حاجتهن إلى ملابس عملية مناسبة بدلا من الأزياء المنفوشة الواسعة وهنا جاءت شهرة كوكو شانيل التى قدمت الجونلات القصيرة لأول مرة وأصبح البنطلون قطعة أساسية لكل امرأة بعد أن كان حكرا على الرجال وعندما حل وباء الإنفلونزا الاسبانية على العالم 1918 ظلت الكمامات جزءا لا يتجزأ من الأزياء فترة طويلة والملابس الوقائية السهلة الخلع والارتداء لفترة طويلة
ومع الحرب العالمية الثانية كانت الخرائط العسكرية تطبع على حرير كى يمكن إخفاؤها تحت ملابس الجنود وبعدها ومع استمرار نقص الخامات والأزمة الاقتصادية تم استخدام هذا الحرير المستعمل فى صناعة الملابس وكان تجميعه يعنى انتشار الملابس القصيرة صغيرة الحجم وبالمثل فان جائحة كوفيد 19 ستضع بصمتها على صناعة الموضة والأزياء وستغير شكلها ويتوقع الخبراء أن تعود الأزياء إلى الاعتماد على الأساسيات ومراعاة تراجع حجم الإنتاج والقوة الشرائية ستقل الزخارف والجماليات لمصلحة الألوان الأساسية واللجوء إلى الأقمشة القوية التى تدوم أطول فى الملابس ويمكن تغيير شكلها بإضافة قطعة أخرى بالإضافة إلى انتهاء عصر عروض الأزياء وأسابيع الموضة التقليدية فبدلا من المشى على «الكات ووك» وسط حضور جماهيرى صاخب واستضافة نجوم عالميين،اتخذت بيوت الأزياء العالمية طرقا جديدة لتقديم عروض الأزياء.فبعضها يكون بحضور قليل من الأشخاص والبعض الآخر يعتمد على منصات السوشيال ميديا لعرض منتجاتهم. وظهرت الكمامات بصفتها جزءا لا يتجزأ من التصميم الفنى برسومات وأشكال جديدة.
ومؤخرا قدم بيت أزياء «فالنتينو» العالمى مجموعته الجديدة التى يمكن وصفها استشرافا لشكل الأزياء القادم فهذه المرة وبدلا من عرض المجموعة الجديدة فى اسبوع الموضة فى باريس كورونا تم عرضها داخل الاستوديوهات حمل العرض اسم «النعمة والضوء بداية حقبة جديدة». ومزجت فى التصميمات بين بساطة التصميم والتكنولوجيا بحيث تبدو الأزياء أكبر حجما ويكون الإبهار افتراضيا كما العرض نفسه، مع اعتماد اللون الأبيض كلون أساسى وسط خلفية سوداء لتأكيد فكرة النقاوة والأحلام الجديدة رغم الأزمة التى يمر بها العالم ولم تظهر عارضات الأزياء على «الكات ووك»كالمعتاد بل ظهرن من خلال فيلم مصور مدته 13 دقيقة وكأنهن يؤدين رقصة معاصرة من خلال العرض.
رابط دائم: