رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فساتين الانتقام
بداية جديدة للمرأة بعد الطلاق

الطلاق

بعد تجربة طلاق أليمة تحاول كل امرأة استجماع شتات نفسها وتستعد لبداية جديدة وليست هناك بداية أفضل من ملابس جديدة أو «فستان الانتقام» وهو المصطلح الذى أصبح معروفا فى عالم الأزياء حتى إن أكبر بيوت الأزياء تروج لموديلاتها الراقية تحت هذا المسمى والمقصود به الظهور الأول بعد الطلاق وهى حيلة نفسية تلجأ لها أغلب النساء لتوصيل عدة رسائل لنفسها ومن حولها أولها «إننى بخير» وثانيها لطليقها الذى تريده أن يعرف ماذا خسر على وجه التحديد، وتقول له إنها ليست نادمة بل هى متألقة وفى أحسن أحوالها.

 

بدأت الحكاية فى منتصف التسعينيات عندما ارتدت الأميرة ديانا ثوبا أسود قصيرا يبرز ساقيها وكتفيها لأول مرة وهى المعتادة على ارتداء الملابس المحتشمة كما تقتضى القواعد الملكية وفى ذلك اليوم 14 نوفمبر 1994 وبعد إعلان انفصالها، ظهر ولى العهد فى فيلم وثائقى يحاول أن يبيض صفحته ويكشف عن معاناته لكنه يومها اعترف بخيانته زوجته مع كاميلا باركر.

وبالمصادفة كانت ديانا مدعوة لحفل فى مساء نفس اليوم وتخطط لارتداء ثوب كلاسيكى لكنها بعد أن شاهدت تشارلز على التليفزيون غيرت رأيها وبحثت فى دولاب ملابسها عن فستان أكثر إثارة وقالت لمساعدتها «أريد اليوم أن أبدو فى إطلالة تساوى مليون دولار». كانت قد اشترت الفستان منذ عامين لكنها لم تجرؤ على ارتدائه لأنه يخالف البروتوكولات والقواعد الموضوعة لملابس الأميرات. وعندما وصلت إلى الحفل لم تخطف الأنظار فقط بل شكلت يومها علامة فارقة فى عالم الأزياء وأطلقت موضة فستان الانتقام وظهرت الصحف فى اليوم التالى تتساءل كيف ترك تشارلز امرأة فى جمالها وذهب لامرأة مثل كاميلا؟ وهو ما كانت تريده تماما.

المطربة الأمريكية ريهانا فعلت ما فعلته ديانا عام 2017 وفى أول ظهور لها بعد الطلاق اختارت فستانا باللون الأسود أيضا وقالت موجهة حديثها لكل النساء: عندما يسيء معاملتك أو يتركك من أجل أخرى فأنت لا تحتاجين إلا لفستان مثير.

فى 2006 الممثلة ريز وزرسبون اختارت ثوبا باللون الأصفر بعد طلاقها من الممثل ريان فيليب لتظهر به فى حفل توزيع جوائز جولدن جلوب لتؤكد أنها تعيش مرحلة جديدة مليئة بالبهجة والألوان وقد تجاوزت محنتها واعتبرتها الصحف يومها واحدة من أجمل إطلالات الحفل ونموذجا للمرأة القادرة على تخطى أحزانها واستقبال مرحلة جديدة بروح جديدة تماما.

من بين النجمات اللاتى فعلن نفس الشيء جينيفر أنستون بعد طلاقها من براد بيت عام 2005 فظهرت بفستان ملائكى فضى اللون يوضح الفرق الكبير بينها وبين رمز الإغراء والإثارة انجلينا جولى التى تركها زوجها من أجلها.

وتضم قائمات المنتقمات بالفساتين الممثلة جوينث بالترو وجينفير جارنر وتايلور سويفت ونيكول كيدمان وأخريات وبالرغم من القوة التى تمنحها الإطلالة الجميلة لصاحبتها والسعادة التى تغمرها عندما يراها الزوج السابق فى كامل بهائها إلا أن بعض النساء يبالغن فى ذلك حتى يخرج الأمر من بين أيديهن وينقلب ضدهن ومنهن المطربة ماريا كارى التى كان ظهورها الأول بمثابة كارثة عليها وعرضها للانتقادات فقد ارتدت ثوبا يكشف أكثر مما يخفى فى أول حفل تشارك به بعد طلاقها من زوجها عام 1997 وكان من المعروف أن سبب الخلاف مع زوجها الذى كان فى نفس الوقت مدير أعمالها هو تحكمه فيها وفى الملابس التى تظهر بها فأرادت أن توجه له رسالة شديدة اللهجة بارتداء ثوب مكشوف أكثر من اللازم فتعرضت يومها للكثير من الانتقادات على اختيارها السيئ والذى يقدمها كأمرأة مضطربة فى محنة.


ديانا - جينيفر انستون

جينفير لوبيز أيضا ارتكبت نفس الخطأ بعد انفصالها عن الممثل بين افليك فارتدت ثوبا مكشوفا إلى درجة كبيرة ورغم أنها نجحت فى لفت الأنظار يومها إلا أن الصحف تحدثت عن معاناتها وعدم اعترافها بالفشل وعدم تقبلها لانفصاله عنها والدليل على ذلك الفستان الذى ارتدته.

ما فعلته النجمات تفعله النساء فى كل مكان فكل امرأة تريد أن تشعر بأنها ما زالت جميلة وقوية وليس هناك ما هو أفضل من بعض الملابس الجذابة لكن البعض يرتكبن خطأ الاتجاه الفورى لتغيير الشكل بالكامل والمبالغة فى ذلك وكما تقول الطبيبة النفسية شيرى كامبل فى كتابها «السعادة ليست منحة بل اختيارا» عادة ما تلجأ بعض النساء يلجأن بعد الطلاق إلى تغيير لون شعرها واختيار أسوأ قصة شعر وأكثر لون غير مناسب فقط لتثبت كم هى سعيدة وكم تغيرت حياتها وهو خطأ كبير سرعان ما سينعكس عليها سلبيا ويقدمها فى صورة غير جيدة للآخرين ويسيء إليها فهى تبدو كمن يرتدى ثوبا جديدا بعد يوم مرهق وشديد الحرارة فقبل أن تلجأ المرأة إلى تغيير صورتها الخارجية عليها أن تهتم أكثر بالداخل وتنظف كل مكان خلفه الماضى بطريقة صحيحة وغير متعجلة.

وتقول الطبيبة النفسية فالشعور بالاستياء والحزن ومشاعر طبيعية ولابد ان نتعامل معها ولا نكبتها فمشاعر مثل الغضب والصدمة والرغبة فى الانتقام ستتزايد حدتها إذا لم نتعامل بشكل صحيح وتغيير الشكل الخارجى الذى لم تعتده المرأة يعود عليها بمشاعر الندم والحزن. وسيأتى اليوم الذى تسأل نفسها «كيف فعلت ذلك فى نفسي» بالإضافة إلى أنها فى مثل هذه الحالة تكون عرضة للاستغلال العاطفى بشكل كبير. فاستقبلى حياتك الجديدة واختارى لنفسك إطلالة رائعة لكن دون مبالغة حتى لا ينقلب الأمر ضدك.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق