رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«مى توو».. الأمان قبل العمل أحيانا

‎شريف سمير

‎الآن .. محظور عليك لقاء زميلتك أو مجرد الحديث معها فى أثناء العمل، وإلا فتهمة التحرش الجنسى فى انتظارك. إنه القانون الجديد الذى أقرته عدة شركات كبرى حفاظا على سمعتها ودرءا للشبهات، وفى مقدمتها سلسلة مطاعم أمريكية شهيرة للوجبات السريعة، بعد أن صدرت أكثر من ٥٠ شكوى ضد إدارة الشركة فى نوفمبر ٢٠١٩ تنديدا بحالات التحرش الجنسى لعاملات فى مدينة ميسون بولاية ميتشيجن الأمريكية.

‎وأزاح المشهد الغطاء عن فضائح وممارسات مديرى الإدارة العليا للمطاعم، وتطور الأمر إلى حد ملاحقة الشركة قضائيا والمطالبة بتعويض قدره ٥ ملايين دولار لكل عاملة تعرضت لأضرار نفسية وعصبية وذعر من فقدان عملها بعد التحرش بها.

وأسفرت الأحداث عن طرد المدير التنفيذى لسلسلة المطاعم لعلاقته الغرامية بإحدى العاملات، وهى الواقعة التى احتضنتها حركة «مى توو» أو «أنا أيضا» النسائية العالمية لتتصيد بمظاهراتها العارمة أخطاء وتجاوزات رؤساء العمل بحق الموظفات.

وتحت الضغط الشعبى وتعاطف الرأى العام مع ضحايا التحرش، اضطر، الرئيس التنفيذى الجديد للسلسلة العالمية للتحرك لتوفير بيئة عمل آمنة، بعد أن تصاعدت صرخات موظفات العمل من تحرشات الرئيس المباشر الجنسية الصريحة، وأحيانا مطاردة العاملات فى الغرف المغلقة أو المصاعد أو الأماكن المظلمة دون رادع أو حياء. ‎وأنعش نشاط الحركة الذاكرة بمحاسبة قيادات فى العمل إثر إثبات تورطهم فى التحرش بموظفاتهم .

ففى عام ٢٠١٢، استقال براين دان من منصب المدير التنفيذى لسلسلة الإلكترونيات الاستهلاكية «بست باى» بعد اكتشاف علاقته الوثيقة بموظفة تبلغ من العمر ٢٩ عاما، وهو نفس المصير الذى لقيه براين كرزانيتش الرئيس التنفيذى لشركة «إنتل» العملاقة لأشباه الموصلات عقابا على انتهاكه سياسة عدم الدخول فى علاقة حميمة التى وضعتها الشركة. ولم تقتصر القائمة على أسماء رؤساء مجالس إدارة الشركات الكبيرة، بل طالت شخصيات سياسية بارزة، وكانت اللقطة الطريفة بطلتها امرأة، وهى كيتى هيل النائبة الديمقراطية فى الكونجرس الأمريكى التى أُجبرت على الاستقالة بعد اعترافها بإقامة علاقة بموظف فى حملتها الانتخابية، بما يعنى أن تهمة التحرش لاتفرق بين الجنسين!.

‎ومن جانبها، أكدت المحامية جولى مور إحدى المدافعات عن حقوق الإنسان أن القواعد جرى تطبيقها بشكل أكثر صرامة منذ انطلاق الحركة عقب فضيحة المنتج الأمريكى هارفى واينستين المتّهم بالتحرش والاعتداء الجنسى، وأوضحت مور أن للحركة الفضل الأكبر فى تحديد العلاقات فى مكان العمل على نحو أكثر أمانا ووفقا لضوابط أخلاقية تمنع احتمالات التحرش. وباختلاف الحالات المرصودة، حظيت الحركة النسائية المستقلة بانتشار واسع على وسائل التواصل الاجتماعى الهندية، واستطاعت النساء فى نيودلهى الكشف عن أسماء شخصيات «متحرشة» من نجوم الصحافة والإعلام والفن، بل أرغمت شخصيات أخرى من ذوى النفوذ على ترك وظائفهم. ‎كما استفاد النموذج اليابانى من المبادرة، عندما أظهرت دراسة حديثة أجراها اتحاد نقابات العمال اليابانى على ١٠٠٠ موظف، وذكر ٣٧٥ منهم أنهم تعرضوا للمضايقة فى مكان العمل، مابين الإساءة النفسية، وتهديدات بتشويه السمعة، والإكراه على أفعال لا علاقة لها بالعمل، فضلا عن انتهاك الخصوصية. ولايملك اليابانيون إزاء تلك الأنواع المختلفة من التحرش فى بيئة العمل إلا الاقتداء بما حققته الحركة النسائية من ثمار ونتائج إيجابية فى صورة قوانين وقواعد جديدة يجرى تطبيقها وبمنتهى الصرامة والرقابة لحماية المرأة من أى تصرف أو فعل يجرح كرامتها أو يسئ إلى آدميتها وحقوقها الإنسانية .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق