تمثل العلاقات المصرية السعودية صمام الأمان فى المنطقة العربية، التى تواجه تحديات وتهديدات غير مسبوقة، خاصة مع تزايد التدخلات الخارجية السافرة، وغير المشروعة فى الدول العربية، والتى أدت لتداعيات سلبية خطيرة سواء للأمن القومى العربى أو فى إطالة أمد الأزمات والصراعات العربية. ولاشك أنه فى ظل التطورات السياسية التى شهدتها الدول العربية فى العقد الأخير, فإن مصر والسعودية تمثلان القلب الصلب القادر على مواجهة كل تلك التحديات والتدخلات الخارجية، والحفاظ على النظام الإقليمى العربى.
ولقد شهدت العلاقات المصرية السعودية طفرة غير مسبوقة فى السنوات الأخيرة فى كل المجالات, حيث تسير العلاقات فى مسارات متوازية, سواء مسار دعم العلاقات الثنائية أو التعاون الاقتصادى بينهما وزيادة الاستثمارات المشتركة فى ظل المشروعات التنموية العملاقة بينهما مثل مشروع نيوم والاستثمارات السعودية فى سيناء, كذلك تبنى البلدين لرؤية 2030 القائمة على تنويع هيكل اقتصاديهما, ويمثل التعاون الاقتصادى المصرى ـ السعودى قاطرة العمل العربى المشترك، بما يعود بالنفع والفائدة على تحقيق التنمية فى الدول العربية.
وهناك مسار القضايا الإقليمية حيث تتقارب المواقف والرؤى المصرية السعودية حول ضرورة تحقيق التسوية السياسية السلمية للنزاعات والصراعات العربية, خاصة فى ليبيا واليمن وسوريا, وزيادة الدور العربى فى إدارتها مع مواجهة وتحجيم الأدوار الخارجية فى تلك الأزمات, كذلك التنسيق المشترك بينهما فيما يتعلق بمواجهة التدخلات الخارجية السافرة، ومواجهة التنظيمات والميليشيات الإرهابية المسلحة التى تمثل تهديدا للدولة الوطنية العربية, وتستخدمها دول خارجية لتحقيق أجندتها وأهدافها الخبيثة فى تفتيت العالم العربى وإضعافه والسيطرة على ثرواته.
وفى هذا السياق تكتسب الزيارة، التى قام بها أمس وزير الخارجية السعودى الأمير فيصل بن فرحان لمصر ولقاؤه مع المسئولين المصريين, أهمية كبيرة فى توقيتها ونتائجها سواء فيما يتعلق بتعزيز وتدعيم مسار العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين البلدين, أو فيما يتعلق بالتنسيق المشترك بينهما فى مواجهة القضايا الإقليمية وعلى رأسها الأزمة الليبية التى تشهد تطورات خطيرة مع تزايد التدخلات الخارجية فيها ونقل الإرهابيين إليها, وتأكيد الدولتين أهمية التسوية السياسية للأزمة يقوم على دعم الدولة الوطنية الليبية.
فالعلاقات المصرية ـ السعودية تمثل نموذجا لما ينبغى أن تكون عليه العلاقات العربية ـ العربية.
لمزيد من مقالات رأى الأهرام رابط دائم: