هوامش حرة
مازال الخطر

يبدو أن أرقام الإصابات بالكورونا في مصر بدأت رحلة التراجع في الأيام الأخيرة، وان أرقام وزارة الصحة قد هبطت عن 500 إصابة وبدأ الشارع المصري يهدأ قليلا بعد رحلة من المعاناة تجاوزت أربعة أشهر وربما أكثر .. لابد أن نعترف بأن المواطن المصري تعامل مع هذه الكارثة بقدر كبير من الحرص والحكمة، وإن استخدام الكمامات والتباعد الجسدي والعزل كانت من أهم الأسباب التي جعلت حجم الإصابات يتراجع، كما أن برامج وزارة الصحة ووزيرتها د. هالة زايد قد نجحت في فرض حصار دائم علي الكارثة سواء بالعزل أو الأدوية أو التوعية .. إن هناك توقعات بأن يعود الفيروس مرة أخري في أوقات لاحقة، ولكن برنامج وزارة الصحة وحرص المواطنين وتنفيذ تعليمات الدولة في الوقاية والحماية كل هذه الأشياء يمكن أن نتجاوز بها هذه المحنة .. إن المطلوب الآن عدم التخلي عن الكمامة والتأكد من التباعد بين المواطنين مع غسل الأيدي بصورة دائمة، وعدم التردد علي الأماكن المزدحمة من المقاهي والمطاعم واستخدام المواد المطهرة .. إن أهم إنجازات هذه الحملة من التوعية هو عدم استخدام الشيشة، هذه اللعنة التي دمرت صحة شبابناً وتحولت إلي واحدة من أسوأ الظواهر الاجتماعية .. إن الدرس الأكبر الذي خرجنا به من هذه المحنة أن صحة الإنسان هي أغلي ما يملك، وأن هذا الفيروس الخطير الذي اجتاح العالم لم يترك فقيراً أو غنيا واستطاع أن يعزل الملايين من البشر في بيوتهم .. إن الخطر مازال قائما ومازال كورونا يهدد ملايين البشر في العالم ولهذا مطلوب الكثير من الحرص والاهتمام لأنه قد يعود مرة أخري في آخر لحظة .. إن كورونا لم تنته وسوف يطارد الناس مرة أخري ولكن المهم أن تتوافر الحماية ووسائل الحرص من الأدوية والعزلة والكمامات حتي تمر هذه المحنة القاسية التي أطاحت بأرواح الآلاف ومازالت تهدد الملايين في العالم.. إن جائحة كورونا كانت واحدة من أقسى التجارب التى عاشها إنسان هذا العصر وسوف تبقى فى ذاكرة الأجيال الحالية وربما بقيت كخطر دائم يهدد حياة الملايين.

[email protected]