حرب باردة جديدة؟

منذ بدء جائحة «كوفيد ـ 19» شهدت العلاقات الأمريكية- الصينية توترا على خلفية الخلاف الذى نشأ بين الجانبين حول طبيعة الفيروس، وما إذا كان مخلقا أو نشأ بطريقة طبيعية؟ وحجم مسئولية الصين عن انتشار الجائحة على مستوى عالمي. .

هذه الأجواء أعادت إلى الأذهان خبرة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، والتى دفع بسببها العالم الكثير على المستويين السياسى والاقتصادي.

الكثير من التحليلات تذهب الآن إلى أننا نسير فى اتجاه إحياء «حرب باردة» جديدة، قطباها الرئيسيان الولايات المتحدة والصين. ولايزال الوقت مبكرا للحكم بأننا دخلنا بالفعل هذه المرحلة، أو أننا نسير فى اتجاهها. مازال هناك الكثير من الشروط الغائبة للقطع بذلك، لكن بصرف النظر عما إذا كنا قد دخلنا هذه المرحلة من عدمه، فإن الثابت أن التحديات الراهنة فى النظام العالمى لا تحتمل الانتقال إلى حرب باردة جديدة، سوف تكون بالتأكيد على حساب قدرة المجتمع الدولى على مواجهتها. الآن العالم يواجه قائمة مختلفة جوهريا عن هذه التحديات؛ يغلب عليها الطابع غير النمطى العابر للحدود بل والعابر للأقاليم فى بعض الحالات على نحو ما كشفت عنه خبرة «كوفيد ـ 19». دخول العالم فى حرب باردة جديدة سيكون بالتأكيد على حساب قدرته على مواجهة هذه التحديات.

الخلافات الراهنة بين القوى الكبرى تحتاج إلى حسابات رشيدة لمصلحة الجميع ولمصلحة الأجيال القادمة.