يوليو 1960 ــــ يوليو 2020 ستون عاما، مضت على بداية التليفزيون العربى كما كان يطلق عليه منذ انطلاقه عملاقا متميزا شكلا ومضمونا من بدايته . وكثانى قناة تليفزيونية عربية فى تاريخ ومسيرة التليفزيونات العربية.
وعلى مدى الأجيال ارتبطت الجماهير العربية عامة والمصرية خاصة، الكبار والصغار والشباب، المتعلمون والمثقفون والأميون، قيادات الرأى وعامة وبسطاء الناس، بمخرجات ذلك الجهاز كأول وسيلة إعلامية وطنية من بدايتها على مستوى الملكية والإدارة، تحقق ثقافة الصورة الحية للجميع فى منازلهم دون عناء وتكلفة الانتقال إلى دور العرض أو الفاعليات الثقافية والفنية أو مسارح الأحداث الجارية. ودون مصروفات جارية مع كل مشاهدة، وبذلك أتاح التليفزيون الثقافة والفنون على اختلافها ،الجميلة والتطبيقية والإعلام والأخبار وتغطية الأحداث على الهواء مباشرة، والتعلم الاجتماعى المستمر للجميع ومراقبة البيئة القريبة والبعيدة ولم يقتصر على كونه مجرد وسيلة إخبارية فقط بالمتابعة اللاحقة للأحداث والأخبار مما جعل التليفزيون يحقق طبقا لكثير من الدراسات والأبحاث الوسيلة الاعلامية الاولى المفضلة والتى تلبى رغبات واحتياجات الجماهير الاتصالية على اختلاف خصائصه ودوافع تعرضه للشاشة الصغيرة كما كان يحلو للبعض وصفها مقارنة بالشاشة السينمائية الكبيرة.
من منا خاصة من أبناء جيلى والأجيال التالية قبل ظهور وسائل الإعلام الرقمية التفاعلية وشبكات ومواقع التواصل الاجتماعى، لم يرتبط أو لا يتذكر مدى الاستفادة والمتعة التى حققتها له مشاهدة ومتابعة برنامج من تلك البرامج الثقافية اوالفنية أو الاخبارية او برامج الطرائف او البرامج الدينية او برامج الحكى. ولم يرتبط بالرواد الأوائل: سلوى حجازى، ليلى رستم، همت مصطفى، امانى ناشد، محمود سلطان، صلاح ذكى، احمد سمير، مفيد فوزى، بابا ماجد، سناء منصور، سهير الاتربى. ونذكر نماذج من برامج الحقب المتعاقبة من عمر التليفزيون المصرى على سبيل المثال وليس الحصر تحية لمبدعيها من معدين ومخرجين ومقدمين ومصورين الى غيرهم من تخصصات فنية: برنامج حكاوى القهاوى للراحلة سامية الاتربى، برنامج عصافير الجنة لماما سميحة، وسينما الاطفال للإعلامية عفاف الهلاوى، وحوار مع الكبار للراحلة سامية شرابى، وبرامج مناقشة القضايا المجتمعية باسلوب درامى وحوارى مع المتخصصين للقديرة فايزة واصف ومن برامج المنوعات النادى الدولى لسمير صبرى وسلمى الشماع وفريدة الزمر، وبرنامج زووم الذى تجول بمشاهديه فى كواليس عالم السينما وكبريات المهرجانات. ومن برامج الفئات المتخصصة مجلة المرأة لكاميليا الشنوانى، وعالم البحار وعالم الحيوان كبرامج ثقافية تسجيلية تحقق المتعة والمنفعة معا لكل الاجيال باسلوب جذاب مشوق، نور على نور للقدير احمد فراج الذى استطاع تحقيق الجماهيرية والتبسيط للبرامج الدينية، البرامج السياحية لمنيرة كفافى وجانيت فرج التى طافت بنا فى كل انحاء البلاد، بانوراما فرنسية للاعلامية مرفت فراج والعالم يغنى لحمدية حمدى بما حقق الانفتاح الثقافى على عالم الموسيقى والغناء الاجنبى عامة والفرنسي بشكل خاص ونادى السينما للاعلامية المثقفة د. درية شرف الدين بما وفره من كلاسيكيات السينما العالمية ونشر الثقافة السينمائية والربط بين السينما ومعالجة قضايا المجتمعات الانسانية وبرنامج اوسكار وبرنامج فن الباليه، والموسيقى العربية وتاكسي السهرة، وحدث فى مثل هذا اليوم.
وغير ذلك من القوالب الاعلامية من مسلسلات شهيرة: القاهرة والناس، هوانم جاردن سيتى ، رأفت الهجان، مذكرات ونيس، وجميعها من إنتاج ذلك الصرح ماسبيرو من خلال قطاعاته المختلفة وغير ذلك من المواد الاستعراضية، فوازير رمضان الشهيرة على مدى سنوات وسنوات فى قالب استعراضى راق ولا يمكن ان ننسي التغطية والبث المباشر للأحداث والفاعليات الرياضية وصوت الراحل المعلق الرياضى الشهير محمد لطيف. وسلسلة الأفلام التسجيلية للفنانة التسجيلية المبدعة سميحة الغنيمى.
ويأتى الاحتفال بالعيد الستين للتليفزيون هذا العام 2020 مواكبا للقرار الرئاسى بتشكيل الهيئة الوطنية للاعلام فى دورتها الثانية مما يجعلنا نترقب سياسة إعلامية تساير استراتيجية التنمية المستدامة 2020/ 2030 وان تحظى التركيبة السكانية بحقوقها العادلة فى الخرائط البرامجية وبشكل خاص الاطفال وذوى الاحتياجات الخاصة (المعاقين) وابناء المهاجرين فى الخارج . وملف محو الأمية الكومبيوترية لمن يفتقدونها بما يتفق مع توجه الدولة الى رقمنة كل الخدمات والأعمال وان تكون الشاشات المتعددة للهيئة الوطنية للاعلام العامة والمتخصصة المفتوحة والمشفرة ، المركزية والاقليمية ، الأرضية والفضائية.
القوة الناعمة الفاعلة على مستوى التنمية المستدامة داخليا وتنمية وإعادة بناء المصرى كمدخل اساسى لتحقيق طموحات التنمية المستدامة وتحديث المجتمع . وبما يحقق حماية الوطن من أعداء الحياة . وتحقيق التفاهم الانسانى مع كل الشعوب وتصدير الصور الإعلامية الحقيقية عن مصر حضارة 7 آلاف سنة ومصر الحديثة العصرية . وكسب تأييد الرأى العام الاجنبى والعربى للقضايا والمواقف المصرية من خلال القنوات الفضائية والموجهة للخارج والتى يجب ان تحظى باهتمام المخطط. عاش الاعلام المصرى بكل أجياله وعاشت مصر.
لمزيد من مقالات د. منى الحديدى رابط دائم: