رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

القوى الكبرى.. وسباق على «جراعات الأمل»

شريف سمير
لقاح كورونا

قديما قالوا «احذر من العلم الزائف .. فهو أخطر من الجهل!» .. وتمر السنون وتتغير الأحوال ونفس النصيحة يسمعها كل عالم أو باحث يعيش داخل معمله يستخدم مجهره أملا فى اكتشاف جديد وسط أجواء الحرب الباردة المشتعلة يوميا لإيجاد اللقاح الواقي من جائحة كورونا .. ومع كثرة اللقاحات التجريبية وفشلها فى الإنقاذ يتصاعد التحذير من فيروس «الدواء الكاذب»!. مؤخرا تنافست دول عظمى فى سباق الوصول إلى جرعات الأمل ولقاحات الشفاء من كورونا. وبادرت بريطانيا بتجارب إنتاج لقاح مضاد حمل نتائج مبشرة، حيث كشفت عن ١٢ لقاحاً فى مراحل مختلفة من التجارب السريرية حول العالم، إلا أن الأمر  لم يتجاوز المرحلة الثالثة المتأخرة، وهى الخطوة الضرورية قبل دخول اللقاح السوق الاستهلاكية، ما يعنى أن التجارب البريطانية لاتزال غير نهائية. ولعل هذا ما يفسر تصريحات رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون بأنه لا يستطيع الوعد بحصول بلاده على لقاح فعال ضد كورونا بحلول نهاية هذا العام. واطمأنت بعض الشركات البريطانية لغطاء جونسون، فأجرت شركة «أسترازينيكا» تجاربها على الخنازير بجرعتين من لقاح مؤقت أثبت فعالية نسبية. ولم تقف الصين ساكنة أمام التحركات البريطانية، فسارعت بالموافقة على بدء تجريب لقاح محتمل لكورونا على المصابين، وتوالت الأبحاث والتجارب السريرية ليتوج الصينيون جهودهم بلقاح منتظر يحمل تطعيما آمنا وخاليا من أى آثار جانبية أو رد فعل سلبى. وقفز الجواد الروسى على المشهد، فقد أجرى الأطباء فى أبريل الماضى الاختبارات السريرية المطلوبة على المرضى، وساندت الدولة والجيش هذه الاختبارات بتمويل من صندوق الاستثمار المباشر الروسى، لتسفر عن نتائج إيجابية، مما شجع رئيس الصندوق كيريل ديمترييف على إعلان البدء فى المرحلة الثالثة ٣ أغسطس المقبل لتشمل آلاف الأشخاص فى روسيا، ثم توزيع اللقاح على عدة دول فى الشرق الأوسط وإفريقيا بحلول سبتمبر. وأوضح ديمترييف أن اللقاح المقرر إنتاجه فى روسيا مع شركائها العرب والأفارقة، من المتوقع أن يبلغ نحو ٢٠٠ مليون جرعة بحلول نهاية ٢٠٢٠، بينها ٣٠ مليونا فى موسكو .. وبهذه الحيلة يربح الحصان الروسى الأسود جولة على حساب المنافسين الكبار، بما يحقق انتصارا عالميا.

ولكن هل يتوقف الصراع عند حدود الغرف المُعقمة داخل كل دولة؟! .. لابد وأن يكون للحرب الدبلوماسية دورها المرسوم فى ترجيح كفة على الأخرى، وسرعان ما أطلقت بريطانيا سهامها نحو روسيا واتهمتها بمحاولة سرقة معلومات من باحثين  يسعون لتطوير لقاح ضد كورونا .. وأعلن المركز الوطنى للأمن الإلكترونى فى بريطانيا أن متسللين  من شبكة «كوزى بير» تدعمهم الحكومة الروسية وجهاز المخابرات حاولوا سرقة أبحاث تتعلق باللقاح التجريبى من مؤسسات أكاديمية وشركات أدوية فى أنحاء العالم .. ولم يملك الكرملين إزاء هذه الاتهامات إلا النفى تزامنا مع اتهامات مماثلة وجهتها الولايات المتحدة فى وقت سابق للصين بأنها تعمل على اختراق مؤسسات الرعاية الصحية الأمريكية. وإذا كانت الحرب الباردة هادئة نوعا ما تحت الميكروسكوب، ويغلق كل فريق على نفسه الأبواب، ولكن تظل آلة حرب الاتهامات بالسرقة والقرصنة الإلكترونية الوسيلة لسكب المزيد من البنزين على النار، ليشتعل الصراع أكثر وأكثر.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق