رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أفق جديد
ثورة يوليو وعقلنا الموسمى!

طريقة تعاملنا مع ذكرى الأحداث الكبرى بتاريخنا تقول الكثير. نشعر بأنها تفاجئنا ونحن غير مستعدين، رغم أن مواعيدها معروفة منذ شهور وسنين. ومع ذلك، فإننا مجبرون، بحكم العادة أو الوظيفة على المشاركة فيها. هنا تطل العادية والتكرار والسطحى وربما الملل. وهى صفات تنطبق على معظم النشاط الفكرى والثقافى هذه الأيام.

مرت الخميس الماضى، الذكرى الـ 68 لثورة 23 يوليو. وإضافة للاحتفالات الرسمية، شارك المجتمع المدنى بمؤسساته الثقافية والفكرية والإعلامية فى إحياء المناسبة. الغالب الأعم على المساهمات هو الاجترار وإعادة ما سبق تقديمه. حتى الكتابات الصحفية بدت موسمية، تصلح لزمن مضى وليست لها علاقة بعام 2020. نفس الأفكار والقضايا تتم مناقشتها بعقلية ما قبل الألفية الثانية.. المؤيد يواصل تأييده بنفس المبررات والكلمات، والمعارض لا يختلف فى المنهج مطلقا. 23 يوليو كتلة صماء لا تتغير. هكذا يراها الداعم والرافض.

لم يتم الإفراج عن وثائق نادرة تكشف زوايا غير معروفة. لم تظهر رؤى جديدة لمؤرخ أو مجموعة مؤرخين تقدم قراءة أخرى. حتى النقاشات جاءت استعادة للماضى وتمجيدا له أو هجوما عليه. كيف يمكن إذن جذب الأجيال الشابة للاهتمام بتاريخنا، مادامت نفس الوجوه تكرر ذات الكلام، ونفس الأفلام والأغانى يعاد بثها دون أدنى محاولة للتجديد حتى فى إطار المتاح؟.

أدرك صعوبة العثور على جديد مع رحيل رموز الثورة والذين شاركوا بدور أو بآخر فى مسيرتها، لكن ما أقصده أن مؤسساتنا الأكاديمية والثقافية يجب ألا تستكين للأجواء الكرنفالية وحالة الحنين (النوستالجيا) التى تغلب على معظم أنشطتنا الثقافية لدرجة أن قضايا آنية ومستقبلية يتم النقاش حولها بطريق الفلاش باك أو العودة للماضى.

ليس مطلوبا تفجير مفاجآت بالذكرى الـ 68 أوالـ 69 للثورة، لكن من الضرورى تعديل طريقتنا فى التعامل مع أحداث مازالت تؤثر على حياتنا لدرجة أنها تحدد أحيانا خياراتنا للمستقبل، وتجعلنا نعيش فيها وننسى التغييرات الساحقة التى حدثت منذ وقوعها. الثورات تنشأ بهدف تغيير حياة الناس للأفضل وليس جعلهم أسرى لها يستيقظون على توقيتها ويتصرفون على وقع نغماتها.

[email protected]
لمزيد من مقالات عبدالله عبدالسلام

رابط دائم: