رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أحمر الشفاه سلاح المرأة عبر العصور

رشا جلال

ما نعرفه عن قلم الروج أو أحمر الشفاه أنه من أدوات التجميل التى لا تستغنى عنها أى امرأة ولا تخلو منها أى حقيبة نسائية وقد نعرفه كأحد أسلحة جمال المرأة الفتاكة ولكن ما لا نعرفه انه يوما ما كان سلاح المرأة للتمرد ونيل حقوقها السياسية والتشريعية، وقبل حلول القرن العشرين لم يكن استخدام احمر الشفاه متداولا كما نعرفه اليوم فقد كشف موقع سى إن إن الإخبارى الأمريكى فى تقرير له، أنه فى مطلع القرن 19 استخدمت السيدات فى أمريكا وأوروبا أحمر الشفايف كعلامة على الاعتراض والمطالبة بحقهن فى التصويت فى الانتخابات.

ففى 1912 خرجت العديد من المسيرات النسوية فى مدينة نيويورك الامريكية وقد وضعن أحمر الشفاه للمطالبة بحقهن فى التصويت واستعانت السيدات باللون الأحمر الصارخ ليكون صادما للرجل والمجتمع ويعبر عن تمردهن على الأوضاع الراهنة وقتها والتى تقلل من حقوق المرأة وتهمش دورها ووزنها فى المجتمع.

من جانبها، أكدت الكاتبة ريتشيل فيلدر مؤلفة كتاب «أحمر الشفاه قصيدة لرمز الجمال» أنه على مر العصور لعب احمر الشفاه دورا فعالا فى تاريخ المرأة فمنذ قدماء المصريين كان وضع أحمر الشفاه يعنى الرقى والنسب إلى طبقات الملوك والامراء مرورا بالحضارة اليونانية القديمة والتى كان يعتبر فيها استخدام المرأة لأحمر الشفاه دليلا على الانحراف والسوقية، مرورا بالعديد من المحطات فى حياة المرأة، وصولا للعصور الحديثة التى استخدم فيها كسلاح وعلامة للمطالبة بالحقوق السياسية. وأضافت فيلدر أنه قبل القرن الـ20 والذى شاع فيه استخدام أحمر الشفاه كان ينظر لمن تستخدمه على أنها غير مهذبة، حتى إنه أطلق عليها صديقة الشيطان فى بعض الأحيان.

وتروى ريتشل ان حركة تمرد النساء التى بدأت فى الولايات المتحدة فى بداية القرن 19 والتى استخدمت فيها أحمر الشفاه للاعتراض على وضع المرأة المهمش فى المجتمع وعدم السماح لها بالتصويت انتقلت عدواها من الولايات المتحدة إلى أوروبا ونيوزيلندا واستراليا. وبدأت السيدات فى الخروج فى العالم اعتراضا على تهميشهن من خلال مسيرات ووضع اللون الأحمر على الشفاه وفى بعض الأحيان الاضراب عن الطعام. وقد انتشرت فى تلك الفترة الملصقات لعدد من الاشخاص يدخلون الطعام عنوة فى أفواههن لإنهاء الإضراب عن الطعام. وقد ساعدت كوكو شانيل السيدات الباحثات عن حقوقهن حيث خصصت خط إنتاج لأحمر الشفاه للمناضلات الثوريات.

ولم يقتصر دور أحمر الشفاه فقط على المطالبة بالحقوق بل كان له دور فى الحرب العالمية الثانية. فقد انتشر استخدام السيدات للون الأحمر فى إنجلترا وقت الحرب لمعرفتهن بمدى كره الزعيم النازى هتلر له. وفى 1941 كان وضع اللون الأحمر على الشفاه شرطا إلزاميا لأى سيدة تنضم للجيش الأمريكى خلال الحرب. وقامت اليزابيث أردن وهى احدى أبرز السيدات التى عملت فى مجال مستحضرات التجميل بإنتاج أحمر شفاه أطلقت عليه النصر الأحمر.

وظل أحمر الشفاه احد أهم أسلحة المرأة حتى وقتنا الحاضر ففى 2015 قامت سيدة فى مقدونيا بتقبيل درع الشرطة خلال مظاهرات لتترك علامة اعتراض حمراء على الدرع.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق