كلام الكبار

يسعى الآباء والأمهات دائما لتربية أبنائهم على الأخلاق والقيم الحميدة، ويمرون معهم بمواقف يومية يمارسون فيها دور الرقيب على تصرفاتهم واختياراتهم وميولهم، ويتعاملون معهم بمبدأ المنح والحجب، والمسموح والممنوع، فهم يمنعون أبناءهم من المشاركة فى حديث الكبار وتبادر الأم دائما بقولها: «ادخل حجرتك ده كلام كبار»، وتصاحبها نظرة ثاقبة فى عين الطفل ليعلم أنه أمر لابد من تنفيذه ولا يقبل النقاش.

وحين تجتمع الأسرة أمام شاشة التليفزيون تصبح الاختيارات والتفضيلات «ملك الكبار» ويحجب عن الطفل مشاهدة بعض البرامج والأفلام لنجد الجملة الشهيرة للرقابة عندنا «دى أفلام كبار»، ونحن دون قصد وبحسن نية نفصل أطفالنا عن عالمنا، وندخلهم عالما خاصا بهم فى اعتقاد منا أننا نحميهم بابتعادهم عن عالمنا

والحقيقة أن الطفل يعلم كل شئ عن «عالم الكبار»، فنحن فى زمن لم تعد للمعرفة فيه حدود، ولم تعد تقيد بعمر أو بوقت فهى متاحة للجميع بمن فيهم الأطفال الصغار، والواجب أن نحدثهم عن الحياة بخيرها وشرها بما يناسب عقولهم وأعمارهم، رافعين شعار «من حقك أن تسأل ومن واجبى أن أجيب».

د. نسمه عصمت محمد ـ أسيوط