رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

في العيد الـ 60 للتليفزيون المصري..
شهادات أجيال من الرواد حول تجربة «ماسبيرو»

كتبت ــ فاطمة شعراوى

تحل اليوم ذكرى أول بث تلفزيونى صادر عن ماسبيرو، حيث افتتح لأول مرة فى السابعة من مساء 21 يوليو عام 1960، وكان الإرسال يستمر لـ 5 ساعات يوميا، وبدأ بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم أعلن الإعلامى «صلاح ذكى»،أول مذيع تليفزيونى مصرى، عن بداية البث التليفزيونى العربى رسميا من القاهرة، وتوالت بعد ذلك البرامج، وتطورت وتنوعت وأصبح ماسبيرو منبرا إعلاميا كبيرا.. وبمناسبة الاحتفال بالذكرى الستين لانطلاق البث التليفزيونى، يعرض ماسبيرو برنامجا خاصا احتفالا بالمناسبة، حيث يقدم الإعلامى وائل الإبراشى اليوم حلقة خاصة ببرنامج التاسعة تشاركه تقديمها الإعلامية نجوى إبراهيم، تتناول نشأة التليفزيون وتاريخه.

ماسبيرو .. الدور التنويرى

وحول الذكرى الستين لأول بث تليفزيونى، التقت الأهرام بأجيال مختلفة من إعلامى مصر، فى مقدمتهم، حسين زُيِّن رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، الذى أكد: «اليوم تمر ستون عاماً من الإبداع والتميز.. ستون عاماً من التألق، ومنذ انطلاقه وعمالقة ورموز الإعلام الوطنى يرسخون قيم وتقاليد المجتمع المصرى الأصيل وينشرون الوعى والثقافة والتنوير، ويسهمون فى بناء الشخصية المصرية الأصيلة».

وبهذه المناسبة، دعا زين كل الإعلاميين إلى التكاتف وبذل كل الجهود لتقديم إعلام وطنى قوى مؤثر يساند الدولة المصرية فى معارك البناء، ودحر الإرهاب. وطالب بإعلام ينشر الوعى ويتصدى للشائعات والأكاذيب التى تستهدف التشكيك فى الجهود المبذولة بمصر.

وبدأ الإعلامى فهمى عمر تعليقه بالتحية للتليفزيون المصرى فى عيده الستين، متمنيا التوفيق للمدرسة التى صنعت الإعلام ليس فى مصر فقط ولكن على مستوى العالم العربى، وقال: «أحيى الجهود التى بذلت من أجل التطوير الذى تحقق على شاشة القناة الأولى وأرجو أن تمتد يد التطوير لبقية القنوات». وأشاد الإعلامى الكبير بعدد من المذيعات الجدد اللاتى يقرأن النشرة وهن على درجة عالية من الكفاءة والوجاهة، محذرا من وقوع بعضهن فى أخطاء لغوية أو قراءة النشرة بشكل سريع، مطالبا بالتزام الاتزان والتأنى، حتى يستوعب المشاهد الخبر.

وأضاف فهمى عمر: «فى هذه المناسبة آمل زيادة الجرعة الثقافية على الشاشة»، مختتما تصريحاته بأمنية أن يعود «ماسبيرو» إلى زمنه الجميل، عندما كان هو المنتج الأصيل للدراما والغناء. وقال: «أرجو من رئيس الهيئة أن تمتد يده لتطوير الإذاعة كما امتدت لتطوير التليفزيون».

عبد القادر حاتم .. التفانى فى الإنجاز

من جانبه، تذكر الإعلامى والمحاور مفيد فوزى معاصرته شابا تأسيس التليفزيون، وشاهد من يقف على «سقالات»، ليعرف لاحقا أنه دكتور عبد القادر حاتم، وزير الإعلام. ويقول مفيد فوزى: «من المؤكد أن تليفزيون مصر كان مرجعية لوجدان الناس، خاصة أن الناس فى مصر يعشقون مشاهدة التفاصيل أكثر من القراءة عنها، فقد كان التليفزيون على مدار سنوات يعطى الخبر والصورة».

ويحكى الإعلامى الكبير: « كان الناس يتفرجون على حديث المدينة، ليعرفوا ماذا يحدث فى الشارع المصرى. ويتفرجون على درية شرف الدين، ليلحقوا بأحدث أفلام السينما العالمية. ويتابعون ملك إسماعيل، ليعرفوا السلوكيات فى مصر. وكانت أمانى ناشد وراء الأخبار والقصص. وكان أحمد فراج يقدم الدين الوسطى من خلال الأئمة وكانت سميرة الكيلانى أعظم من قرأ نشرة على الشاشة».

وأضاف مفيد فوزى: «أتذكر التنافُس بين اثنين بالقناتين الأولى والثانية صلاح ذكى وهمت مصطفى، وكان هناك دائما شخصيات مرموقة نتحاور معها كتوفيق الحكيم ويوسف إدريس وزكى نجيب محمود وكان جَميل المغازى يقدم تحقيقات مهمة للناس، وكان التليفزيون المصرى مصدرا للمعرفة». ويضيف: «وأتذكر ما كانت تقدمه ليلى رستم فى برنامج «20 سؤال»، وهو برنامج ثقافى كان يكتبه بذكاء أحمد بهجت، فقد تأسس التليفزيون المصرى ليكون مدرسة للترفيه والمعرفة».

الأجيال الأوائل .. والعائد المنشود

والمعنى ذاته أكدته الأديبة والكاتبة والإعلامية، كوثر هيكل، التى قالت عن جيلها من الرواد: «لم ننظر للمادة أبدا فكان يكفينا أن نرى أسماءنا تظهر على شاشة التليفزيون. تلك كانت القيمة الكبرى» وأضافت: «تعلمت عَلى يد العمالقة أمثال همت مصطفى وسعد لبيب واكتسبت خبرات وتربية إعلامية وثقافية على يد الكبار».

وعن أول برنامج قدمته، قالت كوثر هيكل: «كان بعنوان (إنت مين) وبعده (يوم فى حياة)». وعن المنافسة فى جيلها قالت: كنّا نتعاون ويساعد كل منا الآخر، فعددنا كان قليلا، والمنافسة بيننا شريفة. وتحكى كوثر هيكل : «أتذكر أن أول تمثيلية كتبتها للتليفزيون كانت بعنوان (لمن نحيا) وعرضت عام 1962، ولم أتقاض عنها أجرا، بينما تقاضيت مكافأة بقيمة 26 جنيها عن تمثيلية أخرى كتبتها بعد ذلك بسنوات بعنوان (اللقاء)، فقد كانت الجائزة الكبرى هى تواجد الاسم على شاشة التليفزيون المصرى وفتح المجال لعرض الأعمال على شاشته».

وقالت الإعلامية فاطمة الكسبانى: «يظل عيد التليفزيون يوما خاصا لدينا فقد عشنا فيه أحلى الأيام وكنا محظوظين حيث لم يكن موجودا على الساحة غير القناتين الأولى والثانية وكنا معروفين للشارع واختيارنا يأتى بدقة شديدة، وكانت أعيننا منذ دراسة الجامعة على القدوة الإعلامية من الجيل السابق، مثل سهير الأتربى وقبلها أمانى ناشد».

وتضيف :«أتذكر أننى وسوزان حسن ونادية حليم تدربنا لمدة سنة كاملة وكنا نذهب يوميا من السابعة صباحا إلى التليفزيون، ونجلس أمام الكاميرات ونحمل الشرائط ونشاهد أساتذتنا الكبار. وبعد مرور 360 يوما ظهرنا مع الإعلامية أمانى ناشد فى حلقة ببرنامجها قدمتنا فيْهَا للمشاهد لتعرفه بِنَا وأتذكر أنه كان آخر يوم فى العام وذكرت أننا سندخل البيوت للمشاهدين مع بداية العام الجديد. وبعدها صعدنا السلم خطوة خطوة وكنا نعمل على احترام المشاهد وتحمل المسئولية كما تعلمنا على يد من سبقونا ولم نتوقف عن التعلم».

وحول ذكرياتها فى المرحلة اللاحقة، تحكى فاطمة الكسابى: «أتذكر أن فرصتى الأولى كانت بتقديم حفل عبد الحليم حافظ لأغنيته قارئة الفنجان.ومن أجل تقديم هذا الحفل حضرت مع حليم البروفات لمدة 7 شهور بمنزله. فقد كانت لدينا أصول للعمل الإعلامى جعلت لنا بصمة فى الشارع والحمد لله، وأتذكر الحفاوة التى كان يقابلنى بها الناس فى الشارع ويسموننى مذيعة النجدة حيث قدمت أول برنامج للشرطة وجهود الداخلية بعنوان النجدة 122، وكان حظنا جيّدا لأن التليفزيون المصرى بحق صانعا للنجوم».

فى العيد الستين .. رؤية مستقبلية

تقول الإعلامية أمنية مكرم محمد أحمد، مذيعةالقناة الأولى: «فى العيد الستين للتليفزيون المصرى، أتمنى أن يظل منارة الإعلام المصرى، ويعود ذراعا إعلامية أساسية للدولة، ويعودللإنتاج الدرامى المتميز الذى يخدم المجتمع ويبنيه. وأن توفر لنا الإمكانيات التقنية التى تحدث نقلة كبيرة نحن أبناء ماسبيرو قادرون عليها».

وتوجهت الإعلامية حياة عبدون، مذيعة القناة الثانية، فى الذكرى الستين لإنطلاقة التليفزيون المصرى بالشكر لكل يد شاركت فى بناء هذاالصرح الذى أنار العالم العربى وشكل وجدان وثقافة وفكر العرب من المحيط الى الخليج.

وقالت: «شكرا للذين قدموا حياتهم ولايزالون يقدمون حياتهم وكل ما لديهم من أجل ماسبيرو الذى يعد جزءا من تاريخ مصر، شكرا لكل من يعمل على نجاح الأمانة التى يحملها لأننا جميعا نشعر أنها مسئولية كبيرة تقع على عاتقنا، فماسبيروهو حياتنا التى أعطيناها له فأعطانا حب واحترام وتقدير الجمهور».

وأضافت: «ماسبيرو بحاجة إلى تكتل الجميع من أجل نجاحه وعودة تأثيره القوى على ثقافة وفن مصر والعالم العربى. ماسبيرو مثل الأهرامات، ولكنه وهب الحياة الفكرية والفنيةوالثقافية لمصر وكان مؤرخا للأحداث التاريخية التى مرت على مصر» .

وقالت الإعلامية رانيا هاشم، عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، :» لنا الفخر أننا أبناء هذا الصرح العظيم، الذى تتلمذ فيه عمالقة الإعلام وجعلهم يتميزون بالمهنية، والقدرة على معرفة نوعية الرسالة المطلوبة وتوقيتها ومغزاها».

وأضافت، موضحة: «من أدوات تميز التليفزيون، استمرار الدورات التدريبية التى تقدم إلى المذيع فى مختلف النواحى، فتجعله ملما بكل تفاصيل العمل الإعلامى، وبالتالى، فإن خريج مدرسة التليفزيون يتمتع بقدرة على الاستمرار بالساحة الإعلامية لأطول فترة ممكنة وتقديم كل أشكال العمل الاعلامى بمهارة عالية».

 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق