نحو إستراتيجية لتنمية قطاع التعدين

اكتشافات الذهب الجديدة بمصر تظهر مدى احتياجنا إلى تبنى إستراتيجية شاملة لتنمية قطاع التعدين، بحيث تعمل أولا على حل مشكلات مستثمرى القطاع وزيادة صادرات مصر من الخامات التعدينية مع وضع رؤية لاستغلال الخامات التعدينية المصرية صناعيا من اجل تعظيم الاستفادة الاقتصادية من ثرواتنا الطبيعية. هذه الإستراتيجية باتت ضرورة الآن أيضا لإعادة إحياء كثير من المشروعات العملاقة بالقطاع والمهملة منذ عقود مثل مشروع منجم فحم المغارة بسيناء، الذى يحتوى على كميات ضخمة من الفحم، وبسبب اختلاطها بمادة الكبريت السامة تعثرت عمليات استخراجها والاستفادة منها، أيضا خامات حديد جنوب شرق أسوان التى رغم اختلاطها بالذهب يعوق استخراجها عدم وجود طرق تربط تلك المنطقة بالوادي، أيضا حلم إنشاء مدينة لصناعات الذهب للاستفادة من اكتشافات المعدن الثمين.

أيضا هناك عشرات المشروعات الأخرى التى أعلنت عنها وزارة البترول عقب ثورة يناير 2011 ولكنها لم تنفذ حتى الآن بسبب انتظار الوزارة لتقدم شريك من القطاع الخاص لتمويل تلك المشروعات، وهو أمر يمكن التغلب عليه من خلال تكوين شركات جديدة وطرح حصص من أسهمها فى البورصة.

ولاشك ان الوقت أصبح مناسب، حاليا لإقامة هذه المشروعات التعدينية التى يمكنها ان تساعد فى خطط الحكومة لتنشيط الاقتصاد وتعبئة المدخرات والاهم توجيهها لمشروعات إنتاجية بدلا من المضاربة على العقارات أو العملات الأجنبية كما يفعل البعض، خاصة ان الدولة يمكنها الاستفادة من خبرات الشركات العالمية العاملة بالفعل بقطاع التعدين المصرى وذلك لتحديد أهم المشكلات التى تواجه القطاع ورؤيتهم لحلها.