مازالت ردود الأفعال المدوية تملأ الساحة السياسية والإعلامية فى الولايات المتحدة عقب استقالة بارى وايسس مديرة تحرير صفحات الرأى فى صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، احتجاجا على الفكر اليسارى المتطرف، الذى أصبح يسيطر على الصحيفة.
فقد أعلن الكاتب والمحلل السياسى الشهير أندرو سوليفان فى مجلة نيويورك أنه سيغادر منصبه بعد آخر عمود له اليوم فى المجلة. وأعلن سوليفان عن الخبر عبر تويتر أمس، وكتب: «الأسباب الكامنة للانقسام بديهية إلى حد ما ، وسأناقش الأسئلة الأوسع التى ينطوى عليها عمودى الأخير يوم الجمعة
وأضاف: “لقد كنت أستعد لهذا الاحتمال ، وسيستمر العمود فى مكان آخر. نراكم يوم الجمعة عندما سأذكر بعض الأخبار المثيرة. “
فى الوقت نفسه، احتشد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وعدد كبير من الوجوه الجمهورية البارزة خلف وايسس ، حيث غرد ترامب قائلا:»واو، نيويورك تايمز تحت الحصار. السبب الحقيقى هو أنها أصبحت أخبارًا مزيفة. لم يغطونى أبداً بشكل صحيح - لقد فجّروها. الناس يفرون ، فوضى عارمة!» ووصف السيناتور الجمهورى تيد كروز ، استقالة وايسس بأنها “بليغة وعميقة وحاسمة وصادقة” ، مضيفًا أنه “للأسف ، لم يعد هناك ليبراليون”، وأضاف “لا يوجد حرية التعبير. لا الحريات المدنية. فقط الطغيان الشمولي.”
وذكر نجل الرئيس الأكبر ، دونالد ترامب جونيور ، أن استقالتها كشفت عن “ الهجوم على أى شخص يخالف الرواية اليسارية.”
ووصفت ميجان ماكين ، ابنة السيناتور السابق جون ماكين ، الاستقالة بأنها “مسمار آخر فى نعش تنوع الفكر فى وسائل الإعلام الرئيسية.”
وأعرب المعلقون المحافظون المؤثرون الآخرون ، بما فى ذلك بن شابيرو وأندرو سوليفان ، وكلاهما تركا أدوار كل منهما مؤخرًا فى صحيفة ديلى واير ومجلة نيويورك ، عن دعمهما لوايسس.
كما وجدت وايسس دعمًا بين بعض الديمقراطيين ، أبرزهم المرشح الرئاسى السابق أندرو يانج. ووصفت صحيفة “يو إس إيه توداي” الاستقالة بأنها “علامة أخرى على ضيق وجهات النظر فى النيويورك تايمز التى حادت عن غرضها”. وكتب المعلق الشهير “هيو هيويت” فى صحيفة واشنطن بوست “ إن النظرة المحدودة للعالم التى وصفها وايسس داخل الصحيفة ستخنق كل المتخلفين بعيدا وتسمم أولئك الذين يعتبرون هذه النظرة مصدرهم الوحيد للتغذية الفكرية.”
وكتبت وايسس - 36 عاما- فى خطاب الاستقالة أنها بسبب “بيئة العمل العدائية” للصحيفة والرقابة على الآراء الوسطية والمحافظة والتنمر. وكشفت عن تعرضها للتنمر بعد أن وصفها زملاؤها بالنازية والعنصرية
وألمحت إلى أن الفكر اليسارى المتطرف بات يسيطر على الصحيفة وباتت المقالات تصاغ لإرضاء جمهور محدد، وكشفت عن قصة توظيفها والتى تعود بسبب فوز الرئيس دونالد ترمب عام 2016 حيث اعترفت الصحيفة بأنها فشلت فى هذا التنبؤ، وباتت بعيدة عن قضايا الناس المحلية
ونشرت بارى وايسس رسالة الاستقالة التى أرسلتها إلى رئيس تحرير نيويورك تايمز على موقعها الشخصى على شبكة الإنترنت قبل يومين. وكشفت عن أن تويتر أصبح “مدير التحرير النهائي” فى الصحيفة، وتابعت “يتم اختيار القصص وسردها بطريقة ترضى فئة محددة، بدلا من السماح للجمهور العام بالقراءة عن العالم، ومن ثم استخلاص استنتاجاته الخاصة.”
رابط دائم: