رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

المقاومة الشعبية.. أعدمت ديليسبس للأبد

تابعت باهتمام بالغ خلال الأسابيع الأخيرة تلك المعركة الوهمية حول قاعدة التمثال الخالية في مدخل قناة السويس الشمالي عند نقطة التقاء البحر المتوسط، بالبحر الأحمر (عبر قناة السويس)، وتصاعد الأصوات النشاز التي تطالب بعودة تمثال ديلسبس إلي القاعدة الخالية، والغريب في هذه المرة أن يكون طرفها الرئيسي محافظة بورسعيد التاريخية والباسلة التي تضم شعبًا من أجمل طوائف مصر المقاومة ومن ربوع مصر. فمصر تجدها في هذا الإقليم الصغير والأقل مساحة وسكانًا، ولكنه يضم بوتقة من جميع محافظات مصر، باستثناء الأصوات الناشزة صاحبة المصلحة الخاصة وهم قلة كالعادة، مثلما في أي مجتمع. فقد أقام المحافظ الستائر الخضراء حول القاعدة، وتنشر صفحاته التابعة، التمثال بعد إعداده، للتمهيد لوضعه علي القاعدة بعد أن تم ترميمه في مخازن هيئة قناة السويس، حيث تجاوزت عدد قطعه (60) قطعة! فمن أمر بالترميم؟! ومن سمح بدخول عمال آثار لمخازن الهيئة لهذا الترميم منذ عدة سنوات؟! كلها أسئلة تحتاج إلي إجابات؟! ومن وراء إعادة الجدال في إعادة هذا التمثال, وكأنه لملاك سماوي نستبشر به خيرًا؟.

وسبق أن تناولت الموضوع في مقال بعنوان: تمثال مدخل قناة السويس. عبد الناصر أم ديليسبس؟ - نشر في الأهرام في الذكري الـ (49) لوفاة الزعيم جمال عبد الناصر. كما أن الكاتبة الكبيرة سكينة فؤاد، كتبت مقالا آنذاك حول هذا الموضوع، والآن تعاود كتابة مقال آخر وتواصل معركتها ضد إعادة تمثال الخائن ديليسبس، خاصة أنها بورسعيدية الأصل، وضد هذا الموضوع من زمن التفكير في هذه المسألة!! وأعقبها مقال للكاتب الكبير أحمد الجمال، رافضًا استعادة هذا التمثال ومنتقدًا لكل من يفكر في هذا الأمر، ويطالب محافظ بورسعيد بغلق هذه الصفحة للأبد!.فضلا عن كتابة العديد من المقالات في صحف قومية يومية ومجلات أسبوعية قومية أيضًا. بالإضافة إلي حملة شعبية كبيرة علي صفحات التواصل الاجتماعي الذي أصبح أكثر تأثيرًا في صياغة الوعي العام للشعب المصري، ترفض هذه الخطوة بإعادة تمثال الفضيحة، ويعتبرون ذلك عارا علي الشعب المصري أن يتم تكريم المحتلين تحت زعم توقير التاريخ! فأي تاريخ هذا الذي يدافع عنه أصحاب المصالح؟. وإذا تحدثنا في التاريخ بمنظور سياسي، فإن الجمعية التاريخية برموزها، أصدرت بيانًا رسميًا، ورموزها (د. جمال شقرة، وخلف الميري، د. أحمد الصاوي، وغيرهم)، أعلنوا فيه رفض إعادة التمثال لهذا الرمز للاستعمار الفرنسي.

والذي يستحق الإشارة هنا، عدة وقائع مهمة هي:

- إن تمثال ديليسبس، صنعه الإنجليز، تكريمًا لخيانته لأحمد عرابي, قائد الجيش المصري آنذاك، لتمكين الإنجليز من دخول مصر واحتلالها، من بورسعيد إلي الشرقية!.

- شركة قناة السويس قبل التأميم هي التي كانت وراء دعم عصابات الكيان الصهيوني (الهاجاناة وشتيرن)، للسيطرة، علي فلسطين وتمويل شراء الأراضي!.

- أن شركة قناة السويس هي التي دفعت الـ (500) جنيه لحسن البنا الإخواني، لتأسيس جماعة الأخوان عام 1928م، لتكون أداة عميلة للإنجليز في احتلال مصر!.

فضلا عن أن المقاومة الشعبية المصرية في بورسعيد الخالدة، هي التي قامت بتفجير الديناميت في تمثال ديليسبس وتحويله إلي أكثر من (60) قطعة بعد العدوان الثلاثي في 31 أكتوبر 1956م. وحيث أن الزعيم جمال عبد الناصر هو الذي أمم قناة السويس وأعادها للشعب المصري في 26 يوليو 1956م، فإنه الأحق بأن يصمم له تمثال ويوضع علي القاعدة، لتذكير كل من يأتي من الغرب بإرادة هذا الشعب واستقلاليته وتحرره وقدرته علي المقاومة. وفي الجنوب عند بور توفيق يصمم تمثال للفلاح والعامل المصري الذي حفر قناة السويس بعرقه ودمه، وراح ضحية ذلك أكثر من (100) ألف شهيد مصري، ويستحقون التكريم.كما أنني أطالب بغلق الملف، فديليسبس أعدم للأبد، وعظماء مصر في صدارة المشهد احترامًا لأنفسنا واعتزازًا بتاريخنا وحفاظًا علي كرامتنا، فمصر وزعماؤها الحقيقيون فوق كل اعتبار، وختامًا تحية للمقاومة الشعبية في مصر وفي بورسعيد التي جسدت الناصرية، وأعدمت ديليسبس للأبد.


لمزيد من مقالات د. جمال زهران

رابط دائم: