بالمصرى
الحكومة الخفية في كاليفورنيا!

..حدث، وما كان يجب أن يحدث!، فهناك منظمة اسمها آيكان « اicann » باللاتينيةب وتعني اختصارا هيئة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة وهي شركة غير هادفة للربح ومقرها كاليفورنيا، لكنها ليست كأي شركة، فهي لا تمتلك الانترنت،ولكنها في الحقيقة تتحكم فيه، عن طريق احتكار النطاقات والموافقة علي الأسماء والتنسيق بين الخوادم وغيرها!، وهذا الاحتكار حول حكومة الولايات المتحدة الأمريكية إلي أكبر أنف مدسوس علي العالم!، لكن بطريقة خفية فهي مثلاً تفلتر ملايين الإيميلات ونتائج البحث في ولاية ميريلاند (ناهيك عن عمليات التنصت الهاتفي -التي فضحت أخيرا علي المستشارة الالمانية ميركل وبقية الرؤساء الأوروبيين)، كما تتهمها المخابرات الفرنسية باستغلال برامج ويندوز ونظم التشغيل لتسريب المعلومات من حاسبات العالم، واليوم لم يعد خافياً أن عمليات القتل التي تنفذها الطائرات بدون طيار (في اليمن وشمال باكستان مثلا) تتم بفضل رصد مواقع الهواتف الذكية والمراسلات الإلكترونية الأمر الذي يفسر الدقة العالية في تصيد الأشخاص المستهدفين!. وفي المقابل لم تترك أمريكا للحكومات العالمية سوي سيطرة محلية تتم بطرق بدائية كفصل الخدمة عن الناس، أو حجب مواقع، أو الإخلال بترتيب محركات البحث، كأن تظهر نتائج تشيد بديمقراطية إسرائيل بدلا من معاناة الفلسطينيين!. وهو ما دفع دولا مثل روسيا والصين لمحاولة الخروج من هذه المصيدة باجراء اختبارات لنسخة محلية من شبكة الإنترنت، معزولة تماما عن شبكات الدول الأخري!. واذا كان هذا التحرك مشروعا في ظل الهلع من الاختراقات المتكررة من الهاكرز سواء لارتكاب جرائم سرقة أموال أو بيانات، أو, وهو الأخطر, الإعتداء علي أمن الدول ومؤسساتها، فهل تنجح مثل هذه المحاولات، وأين نحن منها؟!...وللحديث بقية الخميس المقبل بإذن الله.