معاناة حقيقية، يعيشها أكثر من 60 ألف نسمة بقريتى «العتوة البحرية والعتوة القبلية» التابعتيْن لمركز قطور بمحافظة الغربية، بسبب مشروع الصرف الصحى الذى بدأ تنفيذه عام 2007، وانتهى العمل به قبل عاميْن، ولم يتم تسليمه حتى الآن،، بالرغم من الانتهاء من محطة الرفع الخاصة بالمشروع، وكذلك برغم تسليم المشروعات المماثلة التى بدأ العمل بها فى التوقيت نفسه، مما أدى إلى غرق الشوارع والمنازل طوال هذه السنوات، خاصة فى موسم الأمطار، الأمر الذى أدى إلى فشل أجهزة ومعدات الوحدة المحلية بقطور، فى أثناء محاولتها «إنقاذ ما يمكن إنقاذه» وإصلاح ما أفسده الإهمال واللامبالاة.
وعلى الرغم من استغاثات أهالى القريتيْن المتكررة لجميع المسئولين بالمحافظة لإنهاء تسليم مشروع الصرف الصحي، وبدء تشغيله، خاصة أن الشوارع تحولت إلى مستنقعات وبِرَك طينية، بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية، وقيام بعض الأهالى بالصرف فى الخطوط قبل التشغيل الفعلى لها ولمحطة الرفع، فإن أحدًا من هؤلاء المسئولين لم يتحرك لتسليم مشروع انتهى العمل به منذ سنوات.
ويؤكد الدكتور السيد خضير الأستاذ بجامعة كفر الشيخ، أحد أبناء قرية العتوة القبلية، أن أهالى القريتيْن هم مَنْ يدفعون ثمن الخلافات بين الشركة المنفذة لمشروع الصرف الصحى (المُقاوِل)، وشركة مياه الشرب والصرف الصحى بالغربية، حيث ترفض الأخيرة تسلم المشروع من الأولى بسبب تهالك بعض أغطية البيارات، مطالبة بضرورة تغييرها قبل التسليم، الأمر الذى لم توافق عليه الشركة المنفذة (المقاول)، مشيرة إلى أنها انتهت من الخطوط الرئيسية ومحطة الرفع منذ عاميْن، وتسبب تأخر شركة مياه الغربية فى تسلم المشروع فى تهالك أغطية البيارات، وأنه فى حالة الإصرار على ذلك ستلحق بالمقاول خسائر فادحة، لم يكن هو السبب فيها. ويضيف: لقد عانينا الأمرّين خلال موسم الشتاء الماضي، حيث تحولت الشوارع إلى بِرك ومستنقعات طينية، لا يزال أثرها موجودا حتى الآن، مما يعوق دخول سيارة إسعاف أو سيارة مطافئ لإنقاذ المواطنين من أى خطر قد يلحق بهم. ويطالب د. خضير بضرورة التدخل العاجل للدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان، لسرعة تسليم المشروع وبدء توصيل المنازل عليه، لانتشالنا من هذه المأساة التى نعيشها.
ويضيف المحاسب محمد الهمشري، أن التراخى فى تسليم مشروع الصرف الذى يخدم قريتيْ العتوة البحرية والقبلية، أدى إلى حدوث العديد من المشكلات بين الأهالى بسبب سوء أحوال الشوارع والمنازل الغارقة فى المياه الجوفية وما يتردد من أنه سيتم تشغيل المشروع فى العتوة البحرية وعدم تشغيله حاليًّا فى العتوة القبلية، لوجود أحد المسئولين بشركة مياه الشرب من أبناء القرية الأخيرة، فى الوقت الذى نعيش جميعا معا، لا فرق بين قرية وأخري، فنحن فى الأساس قرية واحدة، مضيفًا أن عدم حرص المسئولين على المصلحة العامة بتشغيل هذا المشروع، أدى إلى ما وصلت إليه الحال بين الأهالي.. وأكد «الهمشري» أن مشروعات الصرف المماثلة لمشروع «العتوات» تم تسليمها وتشغيلها منذ أكثر من 3 سنوات، كما حدث فى قريتيْ: العمة والرياينة، فى حين أننا لا نزال ننتظر تسليم هذا المشروع المتعثِّر، ولن نتوانى عن المطالبة بنزول المسئولين إلى أرض الواقع بالقريتيْن لرؤية المعاناة التى نعيشها يوميًّا، والتى لا تجدى معها أى مسكنات.
من جانبها، تؤكد أجهزة محافظة الغربية أنه سيتم حل هذه المشكلة فى أقرب وقت، وذلك بالاجتماع مع المسئولين من الطرفيْن: الشركة المنفذة ( المقاول) وشركة مياه الشرب والصرف الصحى بالغربية ( المسئولة عن التشغيل)، حيث يُعد هذا المشروع من المشروعات المتعثرة فى التسليم وليس التمويل المالي.
رابط دائم: