رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أفق جديد
قرد حكيم أم نمر؟!

روسيا قوة متنمرة ومخربة ليس لديها الإمكانات والموارد لمنافسة أمريكا، ولذلك تستخدم كل الحيل للإضرار بمصالح الغرب وتقويض ديمقراطياته، هكذا يراها سياسيون غربيون. إنها مثل شخص لا يأخذه الكبار بجدية، فيحاول تلويث البحيرة.

وقبل أيام، أصدر مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية الأمريكى «سى إس آى إس»، دراسة عن محاولات روسيا «والصين» إحداث انقسام وارتباك داخل المجتمعات الغربية من خلال المخابرات والقوات المسلحة والإعلام الروسى. الأنشطة الروسية «الخبيثة» تتضمن: التلاعب وتوجيه النقاشات السياسية وتشويه سمعة النظم الانتخابية والتحيز لفريق سياسى ضد آخر وتعطيل الأسواق لتحقيق أهداف سياسية واستراتيجية.

أندريه كورتونوف مدير مركز الشئون الدولية الروسى، يتصور دورا آخر لروسيا. إنه دور القرد الذى أشار إليه ماو تسى تونج، عندما لخص السياسة الخارجية للصين قائلا: قرد حكيم يجلس على قمة الجبل لمشاهدة نمرين يقتتلان. النمران بالطبع، هما أمريكا والاتحاد السوفيتى فى أثناء الحرب الباردة.

لم تعد الصين قردا بل نمر يتصارع مع النمر الآخر. التقدم الاقتصادى والتكنولوجى والعسكرى المذهل جعلها تتخلى عن وظيفة القرد، وتقلع عن نصيحة دينج شياو بينج لخلفائه بالبقاء فى الظل ومراقبة الأحداث بروية. هل يمكن لموسكو أن تكون قردا؟ هناك صعوبات شديدة، لأن سمعة موسكو سيئة للغاية بواشنطن التى تعتبرها دولة غير صديقة. كما أنه ليس هناك حاليا رفاهية للجلوس فوق الجبل والمراقبة، فالصراع بين الصين وأمريكا يجبر الجميع على المشاركة بشكل أو بآخر.

لكن كورتونوف يعتقد أن من مصلحة روسيا ألا تغضب النمرين أو تركهما يستفزان بعضهما البعض، ويحذر من أن الانحياز للنمر الصينى لا يعنى أنه سيقف دائما مع موسكو، فبكين لم تؤيد ضم القرم وشركاتها ملتزمة بالعقوبات الأمريكية ضد موسكو.

القرد الحكيم لا يركز فقط على صراع النمرين، فالغابة واسعة ويمكنه التحالف مع حيوانات أخرى، كالاتحاد الأوروبى الذى حاول أن يكون قردا لكنه اضطر للنزول والمشاركة بصراعات النمرين. هل يمكن لروسيا أن ترضى بدور القرد أم أن أمجاد الماضى وطموحات بوتين تزين لها دور النمر الثالث.. وهل تسمح قدراتها بذلك؟

[email protected]
لمزيد من مقالات عبدالله عبدالسلام

رابط دائم: