رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تحية لوزارة التعليم العالى

أوقفت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي، استخدام عقار الهيدروكسى كلوروكين، بعد ثبوت عدم فاعليته فى علاج كوفيد- 19، لتفسح المجال أمام عقاقير طبية أخري، يجرى تجربتها فى العديد من بلدان العالم، على مئات الآلاف من المصابين بهذا الوباء اللعين، دون أن يثبِت عقار واحد منها فاعليته فى المقاومة، اللهم إلا عقار وحيد، يقول علماء أوكسفورد البريطانية، إنه حقق نتائج إيجابية، فقط فى تقليل عدد حالات الوفيات بين المرضي.

استغرقت المنظمة الأممية وقتًا طويلًا، لتعلن قرارها الأخير، بحظر استخدام قاهر الملاريا فى علاج مرضى «كوفيد- 19»، متجاهلة تحذيرات أطلقها باحثون مطلع يونيو الماضي، أكدوا خلالها أن العقار, الذى ظل لعقود يستخدم فى علاج الملاريا فى العديد من بلدان العالم الثالث, يزيد من احتمالات الوفاة عند تناوله لعلاج فيروس كورونا.

وتقول مجلة العلوم وهى دورية محكمة تصدر منذ عام 1986، عن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وتعتمد فى محتواها العلمي, على ترجمات حرفية من مجلة سَيَنْتِفِك أمِركان، التى تعد واحدة من أهم المجلات العلمية فى العالم, إن الأمر بدا أقرب ما يكون إلى فضيحة علمية بامتياز، فالأدوية المضادة للملاريا، التى روّج لها البيت الأبيض، باعتبارها علاجات محتملة لـكوفيد- 19 كانت تبدو غير فعالة، بل وقاتلة للمرضى بكل ما تعنيه الكلمة، قبل أن تكشف الأيام، أن المسئولين عن شركة سيرجسفير، الراعية لهذا البحث الخطير، تكتمت على نتائجه، بل وسمحت بالتشكيك فيما تسرب منها، بزعم أن: إتاحة هذه البيانات قد يمثل مجازفة غير مطلوبة، باتفاقيات أبرمت مع عملاء فى العديد من دول العالم.

والقصة كما يعرف الجميع تتعلق بالاستثمارات الضخمة فى سوق الدواء العالمي، وحجم تجارته التى تزيد على تريليون و228 مليار دولار، ما يجعله السوق الثانية فى العالم بعد تجارة السلاح والمخدرات.

وكنت قد كتبت هنا فى الأسبوع الماضي، عن قصة الباحث المصرى الدكتور محمد غويبة، وما توصل إليه فى بحثه العلمى المعتبر، من علاج فعال لمرضى كورونا، باستخدام مادة السيلينيوم المعروفة، لكن بجرعات محددة، ورغم أن المقال أثار دهشة البعض للدرجة التى دفعت بعض الأصدقاء إلى التشكيك فى القصة، واتهام الكاتب بالتهويل، وصاحبها بمحاولة البحث عن بروباجندا إعلامية، إلا أن الاتصال الهاتفى الذى تلقيته من الجراح الكبير الدكتور محمد الشناوي، أستاذ الجراحة بطب عين شمس، ومستشار وزارة التعليم العالى والبحث العلمي، وعضو اللجنة العليا للبحوث الإكلينيكية بالوزارة، كان اتصالا يثلج الصدر، فقد أكد لى الرجل، أن الاتصالات سوف تتم على الفور، مع الطبيب الشاب الذى يعمل فى أحد المستشفيات الجامعية الأمريكية، عبر مستشارنا الثقافى فى واشنطن الدكتور محمد حمزة، وقد تفضل الأخير بالفعل مشكورًا، بالاتصال بالدكتور غويبة، والاتفاق على تنظيم جلسة فيديو كونفرانس لمناقشة بحثه، مع نخبة من العلماء المصريين المعنيين بهذا الملف.

وهى خطوة مشكورة على كل حال، لأنها تضع القضية فى سياقها الطبيعي، والنقاش فى موضعه، لأن الأمر فى النهاية جد خطير، ويتطلب أن توليه الدولة الاهتمام المطلوب، والحقيقة أن وزارة التعليم العالي، أبلت وما زالت تبلى بلاء حسنًا فى هذا الأمر، وعلى نحو يدعو لتفاؤل وأمل كبيرين، فى أن تفاجئ مصر الدنيا، وأغلب الظن أن هذه المفاجأة ستكون قريبة جدًا، بالوصول إلى دواء شاف لكورونا، وحل لهذا اللغز الكبير الذى حير العالم.


لمزيد من مقالات أحمد أبوالمعاطى

رابط دائم: