رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الملحمة

أحمد سويلم
ءء

قالت لى الأشجار فى الصباح


وكنت قد أعددت مُدْيتى لها :

أوقف خطاك عند حافة النهر

تأمل فى سواد عينيك

وفى سويدائك..

واستمع لصوت نبضك البطيء

وهو قد غدا

صدى لصوت أوراقي

التى تصفعها الريح

لتحكى قصة الخلق القديمة

ليتك تدرك الآن

بأننا الأشجار أمهات

يا ما حملنا فى بطوننا أجنةً..

ثم ولدناهم وأرضعنا

الحياة والموت..

ولم نبُح بسرنا..

لعلك الآن عرفت سر الدمع

حين يهمى فى صباحنا ندي

ينوح فى صمت..

فتقبل الطيور لاهثة

تحيل هذا الصمت

موسيقى شجية

تبعد عن قلوبنا الوحشة والآلام..

ألق بعيدا مديتك..

فهذه دماؤنا.. دمك

هذا بقاؤنا.. بقاؤك

لا تنس كم خصفنا الأمس سوءتك..

كم أشبعت ثمارنا جوعك من قديم..

وكم توسلنا لشمس الصيف

أن تنأى لتستظل فى ظلالي

تحلم أن تطوف فى بساط الريح

مدن النحاس والحدائق المعلقة..

لا تنس كم تخذت طوْف الماء من أذرعتي..

يضم طفلك الذي

تخشى عليه القتل

يحمله النهر إلى المرافئ الرحيمة..

ألق بعيدا مديتك..

واقرأ على جذوعى العتيقة

كل حكايا العشق والشوق

ورحلة الأسي..

ومرفأ الأسرار..

واشتهاء الفارس المغامر

كنت أظنك الآن حملت دفترا

تكتب فيه ما سوف

نبوح من حكايا..

لكى تقصها على أطفالك

الذين يشتهون الحكى والمغامرة..

ألق بعيدا مديتك

أوقف خطاك عند حافة النهر..

وسله عن عهود الماء

والخضرة..

والتيجان حينما تهوي

وأحلام الصبايا الحور

والطيور وهى تحتمى ببردتي..

وتنشد الأشعار فى الصباح..

سله عن زوارق الحب

التى طفت على مياهه

وفى يد الحبيبين الورود والغصون

والحكايات التى لاتنتهي

والشوق محموما لضفة النهر

التى تفتح للعشاق أحضان العطور..

سله عن العروس

حينما تزينت بأجمل الغصون والورود

حتى يفيض الماء بالنماء والوعود..

أوقف خطاك وانتبه

أنك لو مددت مديتك

قتلت أما.. وأجنة فى باطني

لم يشهدوا الحياة..

......................

_ الآن عدت حاملا عاري

الذى يفقدنى جلال الأوسمة

أشعل نار الشوق داخلي

لعلها تطهر القلب..

فتصطفى الأشجار روحى المظلمة..

تضيؤها بالحب مرة أخري

فأستعيد خطوتى لها

تقبلنى غصنا من الأسرار

يحكى الملحمة..!!

 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق