رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

منمنمات ثقافية
إلى من يهمه الأمر.. من ينقذ أقدم ناد للقصة فى العالم العربى ؟!

مقعد حال لونه بفعل الزمن، جلس عليه يوما توفيق الحكيم ومن بعده نجيب محفوظ ويوسف السباعى وعشرات من كبار كتابنا لالتقاط الأنفاس بعد صعود درجات السلم للوصول للمكان المختار!!..مقاعد متناثرة أطلقوا عليها مجازا صالون، جمعت صفوة وجوه الثقافة فى مصر والعالم العربي.. طاولة عريضة لطالما تحلقوا حولها لمناقشة إبداع الشباب واختيار العمل الأحق بالفوز والنشر على نفقة النادى ..مرآة تتصدر المكان أهداها، إن لم تخنى الذاكرة، يوسف السباعى ليطمئن أعضاء النادى على حسن هندامهم قبل الجلوس فى حضرة صاحبة الجلالة القصة القصيرة.. جدران لا تزال يتردد فى فضائها صدى ضحكات وصخب مناقشات..كل هذا الماضى العريق بات عُرضة لان يُلقى فى عرض الطريق انتظارا لبائع عاديات لا يدرك قيمته، يلتقطه متذمرا لقاء جنيهات قليلة!!.

ورغم أن نادى القصة تعرض لأزمات كثيرة خلال السنوات الماضية فإن احتمالية الطرد التى يتعرض لها اليوم لمجرد أن قيمة العقار الذى تصادف تأجير إحدى شققه فى عام 1954 لتكون مقرا له تضاعفت، هى الأكثر فداحة وخطورة على مستوى النادى والعديد من الكيانات الثقافية، التى بات يتهددها نفس المصير لنفس السبب، ومن بينها مقر اتحاد الكتاب ووزارة الثقافة نفسها!!

وبغض النظر عن حق الانتفاع بالملكية الشخصية الذى يكفله القانون، والذي ليس لأحد أن ينازع مالكها حقه فيها أو التعقيب على أحكام القضاء ،إلا أن الأزمة التى يتعرض لها نادى القصة الآن تعيد للحياة القضية الأزلية والصراع المزمن بين حق الانتفاع بالملكية الشخصية وبين الحفاظ على التراث العمرانى والذاكرة الثقافية من منطلق المنفعة العامة وتوثيق صفحات من تاريخ الوطن، وهى قضية قتلناها بحثا ودراسة ، وتصورنا أن قرارات د. كمال الجنزوري- يوم تولى رئاسة وزراء مصر فى تسعينيات القرن الماضي- حسمتها للأبد ، ولكن هيهات..!! فمازال عويل أنقاض مبانى ذات طرز معمارية مميزة تروى حكايات زمن وبشر يصم الآذان، وما تزال تلاحقنا أخبار محاولات إجلاء مراكز ثقافية، كان أشهرها قضية أتيلية القاهرة ومعركة أعضائه للبقاء فى مبنى اكتسب شهرته من نشاطه الثقافي. والآن يأتي دور نادى القصة الذى تأسس عام 1954وتولى رئاسته توفيق الحكيم ويوسف السباعى وثروت أباظة ونجيب محفوظ، وصولا للرئيس الحالى نبيل عبد الحميد. فالنادي، الذى حمل بطاقة عضويته طه حسين والحكيم و محمد ومحمود تيمور وإحسان عبد القدوس وأمين يوسف غراب وعبد الحليم عبد الله ونجيب محفوظ وعبد الحميد السحار وثروت أباظة وفريد أبو حديد وعلى أحمد باكثير ويحيى حقى وعزيز أباظة وعائشة عبد الرحمن وسهير القلماوى ومصطفى محمود وجاذبية صدقى وغيرهم من رواد الأدب الروائى فى العالم العربي- بات مهددا بالطرد من مقره بعد 66 عاما!!.

إن الإحساس بالحسرة والخسارة لاحتمال ضياع مقر نادى القصة لا يمكن التغاضى عنه أو التأسى عن فداحته بأى تعويض مادى أو بتوفير مقر بديل.

معالى وزيرة الثقافة د.إيناس عبد الدايم ،إن أزمة نادى القصة اكبر من مجرد نزاع على شقة فى عقار، وهى ايضا ليست مجرد أوراق فى أرشيف محكمة ، إنها قضية الحفاظ على قيمة معنوية ومكانة ثقافية، توثقها جدران ناد أدبى بات مزارا ثقافيا يتطلع إليه كل من استهوته حرفة الأدب محليا وعربيا، بل ودوليا ..

معالى وزيرة الثقافة، رجاء التدخل للحفاظ على مقر نادى القصة ولو بالتفاوض على شراء الشقة لصالح وزارة الثقافة لقطع الطريق أمام مطالبات مماثلة ستؤدى حتما لإظلام كثير من المراكز الثقافية وربما يصل الأمر للبحث عن مقر جديد لوزارة الثقافة نفسها !!

 السادة ورثة المرحوم سراج الدين باشا،.ترى هل كان رب عائلتكم الكريمة سيوافق على طرد نادى القصة وإهالة التراب على كل ما يمثله ويحفظه من ذكريات وتاريخ تعرفون قيمته بحكم انتسابكم للعائلة؟.. عفوا..لا أظن !!


لمزيد من مقالات ســناء صليحــة

رابط دائم: