رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أفق جديد
قراءة فى عقل دموى!

من الأقوال المعروفة عن المصارع الاستعراضى الأمريكى راندى أورتون، أنه لا يقوم برحلة، لأنه فى رحلة غضب دائمة.. الأمر ينطبق على الرئيس ترامب ومستشاره السابق للأمن القومى جون بولتون الذى، أصدر مذكراته عن عمله بالبيت الأبيض، ولم يأت فيها بجديد تقريبا سوى انتقامه من رجل أهانه واستخدمه فزاعة، ثم ألقاه بسلة المهملات.

ليس عنده أبطال، فكل من تعامل معهم أوغاد. رئيس فارغ فكريا يعتبر المنصب امتدادا لمصالحه، يحب الرجال الإمعات ولا يطيق أصحاب الرأى. أما من حول الرئيس، فهمهم إرضاؤه وتشويه سمعة زملائهم. لم يكن بولتون ملاكا فى عش شياطين بل مارس اللعبة وزايد على المتطرفين، ولأنه دوما متعصب وليس براجماتيا كترامب، فقد لفظه بسرعة ولم يطق جنونه وعدوانيته.

الاثنان يحتقران الدبلوماسية، إلا إذا اقترنت بالتهديدات، لكن بولتون، الذى قضى عمره المهنى، داخل وخارج الإدارات الجمهورية، داعية حرب متعطشا للدماء، يزايد على ترامب فى أن هاجسه الأكبر، تغيير الأنظمة من إيران لفنزويلا وكوريا الشمالية. المفارقة أنه لم يشارك بحرب فيتنام التى أيدها بقوة، بل ذهب للحرس الوطنى بميرلاند، مما حدا بالدبلوماسى المخضرم كريستوفر هيل لوصفه بعد ذلك بالقول: يريد غزو كوريا الشمالية. لم أره مطلقا يرتدى خوذة أو يلتقط مسدسا. ليس لديه عقل تفاعلى بل وجهة نظر وموقف.

دائما، كان رجل المهام القذرة. ذهب إلى لاهاى قبل غزو العراق مهددا مدير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لرفضه الغزو، وأبلغه: أمامك 24 ساعة للاستقالة. نعرف أن لديك أولادا. هل يذكرك ذلك بشىء؟. بالضبط.. إنه سلوك زعماء العصابات. بولتون لا يستحق التعاطف لمجرد مهاجمته ترامب،. لقد رفض الشهادة خلال محاكمة الرئيس طامعا بالتكسب منها من خلال كتاب.

إنه كالليدى ماكبث بمسرحية شكسبير الشهيرة، والتى قمعت غرائز الأمومة والعاطفة والرقة فى سبيل الطموح والقسوة والالتصاق بالسلطة. المذكرات تدين وتفضح ترامب لكنها لا تبرئ بولتون، الذى سيظل يحمل سيف التعصب والبلطجة معه، سواء كان بمركز أبحاث أو محللا على قناة فوكس نيوز لسان اليمين الأمريكى.

[email protected]
لمزيد من مقالات عبدالله عبدالسلام

رابط دائم: