رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

عــودة الحياة لـ «البارون» .. أسـطورة القـصور

تحقيق ــ أمل الجيار
البارون

  • د. خالد العنانى: «القصر» يضم مجموعة متنوعة من الوثائق والأفلام تحكى نمط الحياة فى هليوبوليس ومصر الجديدة
  • د. مصطفى وزيرى: «قصر امبان» أصبح جاهزاً للافتتاح
  • المشرفة الأثرية على الترميم: القصر يعود بعد تعرضه للإهمال والتلف وبيع محتوياته فى مزاد علنى مساعد وزير الآثار:
  • أعمال التطوير بدأت منتصف عام 2017 والتكلفة تخطت 170مليون جنيه
  • د.محمد عبداللطيف: «البارون» نال هذا اللقب من ملك فرنسا لجهوده فى إنشاء مترو باريس

 

 

 

أيام قليلة وتدب الحياة داخل قصر «إمبان» الشهير باسم البارون، ذلك المبنى الأسطورى الذى يقبع فى سكون على طريق العروبة المؤدى الى مطار القاهرة، والقصر طالما استرعى انتباهى وجعلنى أتخيل شكل الحياة خلف جدرانه وواجهاته الهندية وتماثيلة الغريبة، القصر الذى تدور الأساطير والحكايات عن صاحبه البارون البلجيكى إدوارد إمبان وتاريخه ومشروعاته ومدينته «هليوبوليس» التى بناها فى الصحراء.

هذا القصر أصبح منذ إنشائه جزءا من تاريخ مصر المحروسة وعانى الكثير بعد ذهاب أصحابه وانتقلت تبعيته بين عدة جهات حتى استقر فى النهاية عند وزارة الآثار التى تبنت مشروعاً ضخماً لترميمه وإعادة الحياة اليه بتكلفة قاربت الـ 170 مليون جنيه ليستقبل زوار مصر من كل أنحاء العالم.

 

بداية حول هذا المشروع المهم يقول الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار إن عملية ترميم و إعادة إلروح لهذا القصر هى احد المشروعات الحضارية والثقافية التى تهم البشرية كلها والتى تتبناها مصر حالياً، ولما كان هذا القصر مرتبطا باسم شخصية كان لها تأثير واضح فى المجتمع المصرى، حيث كان له الفضل فى إنشاء واحدة من أنجح التجارب العمرانية لتعمير الصحراء وهى ضاحية هليوبوليس، ولما كان الاتجاه السائد فى معظم دول العالم هو إعادة استخدام المبانى التاريخية وتوظيفها للحفاظ عليها، فقد رأينا أن أنسب استخدام للقصر بعد ترميمه هو تحويله إلى وجهة ثقافية من الطراز الأول تزامناً مع خطة الحكومة لتطوير حى مصر الجديدة، وكذلك تنمية المحيط العمرانى له واستغلاله كنقطة جذب سياحى من خلال إقامة معرض تراثى عن تاريخ حى مصر الجديدة وهليوبوليس عبر العصور بالتعاون مع السفارة البلجيكية وجمعيات المجتمع المدنى على أن يضم مجموعة من الصور والوثائق الارشيفية والرسومات الإيضاحية والخرائط والمخاطبات الخاصة بتاريخ الحى بالإضافة الى اهم معالمه التراثية، ومجموعة متنوعة من الصور والخرائط والوثائق والأفلام تحكى تاريخ مصر الجديدة و مظاهر و نمط الحياة فى تلك الفترة الزمنية من شوارع ومحال وسيارات بالإضافة لوضع نماذج لبعض السيارات القديمة التى كانت تسير فى شوارع مصر فى العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضى ليتحول القصر وحدائقه الى مركز إشعاع حضارى وثقافى حقيقى .

البلجيكى الثرى

ماساقه الوزير خالد العنانى دعانا لسؤال الأثرى أحمد عبدالفتاح حول القيمة التاريخية لقصر البارون فعاد بنا الى قصة وصول البارون البلجيكى الثرى إدوارد لويس جوزيف إمبان (1852 ـــ 1929) والذى كان مهندساً وصاحب مجموعة من المشروعات فى مجال مد خطوط السكك الحديدية والترام الى مصر عام 1904 لتنفيذ مشروع للسكك الحديدية بين المنصورة والمطرية ورغم أن المشروع لم ينفذ فإن البارون الذى كان يعشق السفر والترحال وقع فى غرام مصر وقرر البقاء فيها، وقد أسس شركة (واحة هليوبوليس) عام 1906 والتى قامت بشراء مساحة كبيرة من الصحراء بمساحة 25 كلم مربع (ويقال إنه اشترى الفدان الواحد بجنيه مصرى) ثم عرض على الحكومة المصرية فكرة إنشاء حى هناك إختار له اسم (هليوبوليس) أى مدينة الشمس، وحتى يستطيع جذب الناس الى المنطقة التى كانت تفتقر إلى المرافق والمواصلات والخدمات فكر فى إنشاء مترو وكلف المهندس البلجيكى «أندريه برشلو» الذى كان يعمل فى ذلك الوقت مع شركة مترو باريس بإنشاء خط مترو يربط الضاحية الجديدة بالقاهرة، وبدأ بين عامى 1906 و 1907 فى بناء الضاحية الجديدة التى أرادها أن تكون راقية ومتميزة، فسخر كل الإمكانات لإقامة بنية تحتية قوية من كهرباء ومياه وصرف صحى وفنادق مثل هليوبوليس بالاس، بالإضافة إلى فيلات وقصور وملاعب الجولف ومضامير سباق الخيول وملاهى، وكانت هناك مساكن للإيجار مصممة على الطراز البلجيكى الكلاسيكى.


وكانت فكرة البارون أن يبنى قصراً أسطورياً ليكون علامة مميزة لضاحيته الجديدة بحيث لا تغيب عنه الشمس حيث تدخل جميع حجراته وردهاته وليصبح من أفخم القصور بمصر، فأسند العمل الى المهندس الفرنسى (ألكساندر مارسيل) الذى شرع فى بناء القصر عام 1905 قبل البدء فى بناء الضاحية على مساحة 12 ألفا و500 متر مربع مستلهماً فكرته وشكله من معبد(أنكور وات) فى كمبوديا ومعابد (أوريسا) الهندوسى وقام بزخرفته المهندس (جورج لويس كلود) واكتمل البناء عام 1911 وأطلق عليه القصر الهندوسى أو الهندى.

أعمال الترميم

اما هشام سمير مساعد وزير الآثار للشئون الهندسية فيقول: إن أعمال الترميم بالقصر بدأت فى منتصف عام 2017، وانتهت فى بداية 2020، بتكلفة تخطت المائة وسبعين مليون جنيه، اشترك فيها مجموعة متخصصة من الاستشاريين والمهندسين والمرممين والأثريين وقد تمت جميع الأعمال تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة مع مراعاة الأهمية التاريخية للقصر، وكذا طرازه النادر والفريد فى تنفيذ جميع أعمال الترميم والصيانة وإعادة التأهيل للحفاظ على القيمة التراثية والمعمارية له وعدم وضع أى إضافات قد تخل بالكيان المعمارى له، ولم تقتصر أعمال الترميم على مبنى القصر فقط وحجراته و تنظيف تماثيله وترميمها وإصلاح الأسقف والسطح، بل شملت الموقع كله حيث تم تطوير الحديقة لتعود كما كانت أيام البارون إمبان، كذلك تم ترميم الاسطبل وإعادة توظيفه كمركز للزوار، هذا بالإضافة الى أعمال الكهرباء والتكييف وأجهزة المراقبة.

الهجر والإهمال

وتلتقط أطراف الحديث بسمة محمد سليم المشرفة الأثرية على أعمال الترميم فتقول:إن القصر قد تعرض للهجر والإهمال لسنين عديدة، فبعدأن تم بيعه ومحتوياته فى مزاد علنى فى الخمسينيات من القرن الماضى، تركه الملاك الجدد خاوياً ومرتعاً للمتلصصين والمخربين الذين تسببوا فى العديد من التلفيات به، بالإضافة الى ما أصابه بسبب الأمطار والطيور.

لذلك حينما آل القصر لوزارة الآثار عام 2007 جرت محاولات لإنقاذه بواسطة بعثة بلجيكية وأخرى هندية عام 2009 وتم عمل دراسات شاملة لترميمه، ولكن أحداث ثورة يناير تسببت فى توقف المشروع آنذاك، فأعادت الوزارة الكرة مرة اخرى عام 2015، وكانت أكبر عقبة فى بداية الترميم النقص الشديد فى الوثائق التاريخية والأثرية له، مما استلزم البحث عن كل ما يخص القصر من مراجع ووثائق، وكان من أهم تلك الوثائق الرسومات الأصلية لألكسندر مارسيل المهندس المعمارى الذى صممه، والتى عن طريقها تم التوصل لشكل السور الخارجى الذى تم تنفيذه حول القصر، بالإضافة الى أشكال العديد من العناصر التى كانت مفقودة كالأبواب وبعض الحليات الزخرفية. كما أدت نتائج البحث فى المجلات القديمة المعاصرة لوقت الإنشاء الى التوصل لدرجة لون واجهات القصر.

ترام مصر الجديدة

وتقول مهندسة هانيا ممدوح خليفة المشرفة على الوحدة الهندسية بالإدارة العامة للقاهرة التاريخية إن المبدأ الأساسى لأعمال الترميم للقصر هو (عندما يبدأ التخمين يقف الترميم) لذلك يوجد بعض العناصر الزخرفية والمعمارية التى لم تستكمل لعدم وجود أى صور أو رسومات قديمة لها مثل بعض الدفايات والأدوات الصحية بالدور الأول والتى كانت مفقودة عند تسلم القصر، كما تم عمل بعض أعمال الصيانة التصحيحية فتم وضع طبقة عزل وعمل ميول وصرف لمياه الأمطار لوقف السبب الرئيسى لتدهور وتلف بعض أجزاء الأسقف المزخرفة بالدور الأول، وتضيف هانيا أنه قد خطرت لها فكرة إحضار إحدى عربات الترام إلى حديقة قصر البارون وقد قمت بطرح الفكرة التى لاقت استحسان الجميع وعلى رأسهم الوزير الذى تحمس للفكرة خاصة أن البارون إمبان هو الذى أنشأ ترام مصر الجديدة وهكذا عاد الترام مرة أخرى لبيت أبيه الروحى ووضعت إحدى العربات بالحديقة الأمامية لقصره.

اما الدكتور محمد سعد الرشيدى المشرف على وحدة الترميم الدقيق بالقاهرة التاريخية فيقول إن القيمة الحقيقية لقصر البارون تأتى من الندرة فى التصميم والتشكيل المعمارى والزخرفى للقصر وفى استخدام الخرسانة المسلحة لأول مرة فى مصر فى تشكيل زخارف القصر وواجهاته وهى أولى التحديات التى قابلناها لترميم تلك المادة الجديدة والغريبة علينا فى أعمال الترميم ولحفظ لتلك الزخارف بالإضافة الى أن جميع العناصر الإنشائية والمعمارية للقصر كانت قد وصلت لحالة سيئة جداً حيث لم تتم به أى أعمال ترميم منذ إنشائه وحتى الآن، وكانت هناك إشكالية فى اختيار اللون الاحمر الأرجوانى لواجهات القصر والتى شغلت الرأى العام والمهتمين بالمجال الاثرى ولكننا كطاقم إشراف على المشروع وجدنا اللون على جميع الواجهات بمجرد إزالة الأتربة وبعد إجراء الاختبارات والتحاليل المعملية وصلنا للون الأصلى، وقد نالت جميع العناصر الزخرفية للقصر حظها من العمل الجاد لإنقاذها خاصة الفسيفساء على سطح القصر والأسقف الجصية الملونة الرائعة التى عاشت لسنوات ترزح تحت الإهمال.

وصف القصر الأسطورى

وحول لقب امبان يقول الدكتور محمد عبداللطيف أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار الاسبق إن البارون إمبان قد نال هذا اللقب من ملك فرنسا عام 1907 تقديراً لجهوده فى إنشاء مترو باريس وعاش لفترة طويلة فى الهند وتأثر بالعمارة والأساطير الهندية لذلك حينما شاهد نموذجا للقصر الذى صممه المهندس الفرنسى الكسندر مارسيل فى معرض العمارة بباريس عام 1900 قرر شراء هذا النموذج وبناءه فى الأرض التى اشتراها بمصر، وتبلغ المساحة الإجمالية للأرض 12 ألفا و500 متر يتوسطها مبنى القصر وقد تم تسجيله فى عداد الآثار بقرار مجلس الوزراء رقم 1297 عام 1993 والقصر مكون من بدروم وطابقين ويجمع فى تخطيطه مابين طراز (النيو رينسانس والطراز المحلى الهندى) والمدخل الرئيسى مكون من ثلاثة أجزاء وسلالم تحيط بها تماثيل لتنانين خرافية والآلهه «براهما» الهندية وتمثال لبوذا وتماثيل أخرى، كما أن الشرفة التى تزين سطح القصر محمولة على 6 أعمدة مزخرفة برءوس أفيال ، كما أن البرج على شكل أبراج المعابد الهندية مزين بتماثيل الراقصات الهنديات وتماثيل لبوذا والإله شيفا الهندى ، أما القصر من الداخل فحجمه صغير، ويحتوى على 7 حجرات فقط، والطابق الأول عبارة عن بهو الاستقبال الرئيسى وحجرة الطعام التى تضم رسوما مأخوذة من مايكل أنجلو ودافنشى ورامبرانت بالإضافة لصالة للبلياردو،أما البدروم أو (السرداب)، فيضم أماكن إقامة الخدم، وأفراناً ضخمة، ومغاسل رخامية ويتصل بحجرة الطعام عن طريق مصعد غاية فى الفخامة مصنوع من خشب الجوز، أما الطابق العلوى الذى يتم الوصول اليه من خلال سلم رخامى من 38 درجة فيتكون من 4 غرف نوم ولكل حجرة حمام ملحق بها ولهذه الغرف شرفات مغطاة أرضياتها بالفسيفساء الملون أما عن أرضية القصر فهى مغطاة بالرخام المستورد من بلجيكا وإيطاليا وخشب الباركيه، أما سطح القصر فقد كان أشبه بمنتزه يستخدم فى الحفلات التى يقيمها البارون، وجدران السطح عليها رسوم نباتية وحيوانية وكائنات خرافية، ويصعد إليه بواسطة سلم مصنوع من خشب الورد الفاخر.

ونعود الى الأثرى أحمد عبدالفتاح الذى يضيف قائلا: القصر مصمم بطريقة تجعل الشمس لا تغيب عن حجراته وردهاته أبداً، واستخدم فى بنائه المرمر والرخام الإيطالى والزجاج البلجيكى البلورى الذى يرى من فى الداخل كل من فى الخارج وبه برج يدور على قاعدة متحركة دورة كاملة كل ساعة ليتيح لمن يجلس به أن يشاهد ماحوله فى جميع الاتجاهات، وكان الطابق الأخير من القصر هو المكان المفضل للبارون ليتناول الشاى به وقت الغروب وكان حول القصر حديقة بها زهور ونباتات نادرة كما يوجد بالقصر نفق يصل بين القصر وكنيسة البازيليك المدفون بها البارون، ويقال إن معظم التماثيل الموجودة بالقصر جلبها البارون من الهند، أما غرفة البارون بالقصرفتضم لوحة تجسد كيفية عصر العنب لتحويله إلى خمور.

ماذا حدث للقصر؟

ويكمل أحمد عبدالفتاح: البارون إمبان توفى فى 22 يوليو 1929ومنذ هذا التاريخ تعرض القصر لخطر الإهمال وتحولت حدائقه إلى خرائب، وأصبح مهجوراً، إلى أن اتخذت الحكومة المصرية قراراً بضمه إلى قطاع السياحة وهيئة الآثار المصرية اللتين باشرتا عملية الإعمار والترميم فيه على أمل تحويله إلى متحف ولم يُفتح القصر إلا مرات معدودة حينما وضعت الحراسة على أموال البلجيكيين فى مصر عام 1961 ودخلت لجان الحراسة لجرد محتوياته ومرات أخرى لتصوير بعض الأفلام، ولذا كثرت الشائعات حوله وأصحابه وأشاع البعض حدوث حوادث به مما جعل الأساطير تُنسج حتى ألقت الشرطة المصرية القبض على بعض الشباب يقيمون حفلات صاخبة بداخله فيما عُرف بقضية «عبدة الشيطان» عام 1997.

ويضيف عبدالفتاح أن بعض الشائعات تقول إن اختيار البارون للطراز الهندى بسبب مرض أصابه ووجد علاجه فى الهند، وقد اعتقد الأهالى أن القصر تسكنه أرواح شريرة تتجسد فى التماثيل المخيفة الموجودة فى جنباته كما يقال إن البارون أقام مشنقة أعلى القصر لإعدام الخدم الذين يخالفون أوامره، كما تردد أنه كانت له أخت تُدعى «هيلانة» سقطت بين تروس البرج الدوار وماتت.

ولكن الحال لم يُطل على القصر المهجور فقد كان الاحتفال بمئوية مصر الجديدة فرصة لإنهاء معاناته فقد نجح المهندس محمد إبراهيم سليمان فى الاتفاق مع حفيد البارون إمبان وشراء القصر مقابل منحهم قطعة أرض بديلة ليقيموا عليها مشاريع استثمارية وهكذا أصبح القصر ملك الحكومة المصرية، حتى بدأ المشروع الكبير لترميمه عام 2017.

كنيسة البازيليك وقصر السلطانة ملك

أخيرا ولان عملية الترميم اكتملت سألنا الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار حول افتتاح القصر بعد التطوير فأكد أن البارون أصبح جاهزاً للافتتاح بعد الانتهاء من مشروع ترميمه كما سيتم فتح (السطح) ليستمتع الزائر بالتصميمات الرائعة والتأثيرات الفنية البديعة له بالإضافة الى مشاهدة البانوراما الخلابة للمنطقة المحيطة، حيث انه يطل على قصر السلطانة ملك زوجة السلطان حسين كامل كما انه يكشف شارع العروبة بأكمله وما به من معالم ومبان.

وقد تم عمل تذكرة منفصلة لزيارة السطح بينما تتضمن التذكرة الخارجية زيارة القصر والحدائق وعربة الترام.

وأضاف وزيرى أن وزارة السياحة والآثار قامت أيضا بإضاءة الواجهات الخارجية لكنيسة البازيليك الواقعة على امتداد البارون والتى تضم جثمانه وزوجته وابنه. وأوضح أن عملية إنارة البازيليك يأتى تزامناً مع الاستعدادات النهائية للافتتاح الوشيك لمشروع تطوير وترميم قصر البارون إمبان، مشيراً إلى أن الكنيسة قام بإنشائها البارون ودفن هو وابنه وزوجته بداخل قبوها بناء على وصيته رغم وفاته فى بلجيكا.

اما بسمة سليم المشرف العام على القصر فتقول إن مراسم وضع حجر الأساس للكنيسة تمت عام 1911م، بحضور ملكة بلجيكا وبعض الأساقفة والأمراء والأميرات والسفراء الأجانب، وفى داخل حجز الأساس وضعت الحُجة وبعض العملات المصرية والأجنبية. وبحلول عام 1913م تم اكتمال أعمال البناء وتدشين الكنيسة، كما بدأت وزارة الآثار فى ترميم قصر السلطانة ملك زوجة السلطان حسين كامل والذى يقع بالقرب من القصر كجزء من مشروع ترميم متكامل لترميم مبانى الحى النادرة، الجدير بالذكر أن البارون بنى القصر ليهديه للسلطان حسين كامل الذى رفض أخذه كهدية وأصر على شرائه لكنه توفى قبل أن يسدد ثمن القصر فآلت ملكيته إلى شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير، وتم الاتفاق على أن يؤجر القصر للسلطانه ملك الزوجة الثانية للسلطان حسين كامل حتى تحول إلى مدرسة فى ستينيات القرن الماضى، ثم تم تسجيله كأثر ضمن الآثار الإسلامية والقبطية عام 2000، وتقول «آن فان لو» فى كتابها «هليوبوليس» إنه فى خلال عام 1906 وبداية 1907 كانت الطرق الرئيسية فى هليوبوليس قد أقيمت بينما كان المهندس «مارسيل» يطور مشروعه من فيلا للبارون الى قصر هندى يطل على شارعين وصمم القصر بحيث يطل على حدائق وجعل بالإمكان أن تصل العربات و الأحصنة الى المدخل الرئيسى للقصر ووضع بالحديقة تماثيل لفنانين بلجيك كما وضع تمثالين يحملان إمضاء النحات الشهير كوردييه 1872 على مدخل القصر ولغرابة شكل المبنى وصعوبته فقد تم تنفيذه بواسطة شركة (أم.بادوفا.ليون) التى تولت بناء فندق هليوبوليس بالاس، وبالتزامن مع بناء القصر كان المهندس «مارسيل» يبنى 20 فيلا فى الحى الفرنسى بهليوبوليس وكانت المراسلات مستمرة بين فرع الشركة بمصر ومقرها فى باريس لمتابعة العمل فى القصر الهندى الذى استغرق العمل فى إنشائه ما يقرب من خمس سنوات، وفى عام 1910 استعان «مارسيل» بجورج لويس كلود لعمل الدهانات والديكورات الداخلية للقصر والذى كان يعمل فى ذلك الوقت فى تنفيذ ديكورات فندق هليوبوليس بالاس فاستعاره المهندس الفرنسى وتعاون معه فى القصر وعدة فيلات أخرى وملاهى لونابارك التى أقامها البارون لتسلية سكان ضاحيته وفى شهرى مارس وأبريل عام 1911 كان القصر مستعداً لاستقبال الملك ألبرت الأول والملكة اليزابيث من بلجيكا.

وهكذا تستعد مصر خلال أيام للاحتفال بافتتاح القصر الأسطورى بعد تطويره الذى مما لاشك فيه أنه سيحكى للأجيال القادمة الكثير عن أحد جوانب الحضارة المصرية.

 

 

تمهيدا لافتتاحه قريبا العنانى يتفقد اللمسات النهائية بعد انتهاء  أعمال الترميم

كتب ــ محمد شرابى

 

تفقد الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، اللمسات الأخيرة لمشروع ترميم قصر البارون، بحى مصر الجديدة استعدادا لافتتاحه قريبا واستقبال زائريه بعد الانتهاء من مشروع ترميمه وتطويره ليصبح معرضا يروى تاريخ حى مصر الجديدة، وذلك فى إطار خطة الوزارة للافتتاحات الأثرية الوشيكة.

رافق العنانى خلال الجولة الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور على عمر رئيس اللجنة العليا للعرض المتحفى، وايمان زيدان مساعد الوزير للاستثمار وتنمية الموارد المالية، وأحمد عبيد مساعد الوزير لشئون قطاع مكتب الوزير، والعميد هشام سمير مساعد الوزير للشئون الهندسية، ومؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف.

وتابع الوزير، إجراءات تعقيم وتطهير القصر، وتفقد اللوحات الإرشادية المعروضة التى هى أحد العناصر المكونة لمعرض تاريخ حى مصر الجديدة، بالاضافة إلى اللوحات الخاصة باشتراطات السلامة الصحية التى اقرتها الوزارة، والتى يجب ان يتبعها الزائرون والسائحون خلال جولتهم داخل القصر، والتأكد من أن منطقة الخدمات السياحية يتم فيها تطبيق شروط التباعد الاجتماعى واشتراطات السلامة الصحية المعتمدة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق