تتحمل المرأة عبئا كبيرا اجتماعيا منذ بدء جائحة «كورونا» خاصة فى مجال العمل حيث نجدها فى مقدمة الصفوف سواء بفرق الرعاية الطبية أو فى الرعاية الأسرية وقد تبدو تجربة العمل من المنزل مناسبة للمرأة العاملة، وربما يتصور البعض أنها مريحة لها لكنها قد تسبب لها معاناة من نوع خاص. هذا ما تكشف عنه نساء عاملات، وتعلق عليه صاحبة إحدى المبادرات الاجتماعية
فى البداية تعتبر ــ زينب معلمة وزوجة وأم لثلاثة أطفال أن العمل من المنزل تجربة سيئة شارحة أنها كانت تقوم بمتابعة أبحاث الطلبة على المنصة الإلكترونية وتراجعها وتتواصل مع طلابها، وهو أمر كان يحتاج إلى وقت وتركيز كبيرين لكنها لم تكن تستطيع التركيز كثيرا نظرا لطلبات أبنائها المستمرة فهم لا يستوعبون وجود والدتهم للعمل فى البيت وضرورة ان يكون هناك وقت مخصص للعمل ومحاولة لإنجاز المهام.
وتقول: بالنسبة لزوجى، وبرغم أنه فى إجازة من عمله فإنه لا يتقبل فكرة وجودى فى البيت وكونى «عندى شغل» فأنا فى البيت زوجة وأم، ولا تمر نصف ساعة دون أن يطلب شيئا وإذا رجوته ان ينتظر قليلا: اعمليه ارجعى كملى.. هى الدنيا هتطير. وعندما طلبت منه أن يساعدنى قليلا، وأن يشغل الأولاد عنى، حتى انتهى من عملى انتهت بالتشاجر بيننا.
أما رباب، وهى زوجة وأم لطفلين، فتنتظر العودة إلى العمل بفارغ الصبر كمبرمجة باحدى الشركات فلا إنتاجية ولا راحة كما تقول.
وبعد ان قطعت شوطا طويلا فى العمل وسط حصار الابن الصغير لها، ويده التى تسبقها الى «اللاب توب» فوجئت ذات مرة به يفصل فيشة الكمبيوتر ليجبرها على تركه، والتفرغ له وراح عملها هدرا لأنها لم تكن قد حفظته على الجهاز.
وتشكو من ان تنظيم الوقت أصبح صعبا فمن قبل كان هناك وقت للعمل، ووقت للبيت، ووقت للنوم، واليوم لم تعد هناك خطة لأى شيء، وحتى أعمال البيت أصبحت مضاعفة بسبب حرصها على التعقيم المستمر واتباع إجراءات السلامة.
«نهى» وبرغم أن أبناءها فى عمر 13 و15 عاما فإن معاناتها الحقيقية من شخصية زوجها فهو يحاول أن يساعدها لكنه فى الوقت نفسه يطلب منها أكثر من طلب فى الدقيقة الواحدة ويشغلها بأمور لا تستحق، واذا لم تشاطره الحديث فى الأوقات التى يريدها.. يغضب!
ليس الأمر متعلقا بضعف الانتاج أو مضاعفة مهام النساء المنزلية ولكن الخروج للعمل بالنسبة لمعظمهن كان فرصة، ومتنفسا للخروج من جو النكد والخلافات الزوجية المستمرة.
وتقول: كنت أذهب لعملى فأستمع لقصص الأخريات، وأقول لنفسى إن حالى أحسن منهن.. اليوم أصبح الوضع معكوسا.
كثير من الرجال لا يحملون عمل المرأة على محمل جد.. تقول رضوى الحماقى صاحبة مبادرة «ماما فى الشغل» لتوعية النساء بحقوقهن فى قانون العمل، وتضيف تحملت النساء العبء الأكبر خلال جائحة «كورونا»، وللأسف فهؤلاء الأزواج غير المتعاونين يزيدون على الزوج الضغط والتوتر، وعلى كل أم الحديث مع الأبناء عن أهمية ما تقوم به، وأن تخصص لعملها مكانا ووقتا لا يقاطعها فيه أحد مع تنظيم يومها بشكل أفضل فلا تعتبر نفسها فى إجازة، ولا تسمح لأحد بأن يعتبرها فى إجازة.
وتشدد على ضرورة تقاسم الأعمال المنزلية مع الزوج والأولاد، وإذا كان يرفض ذلك فعليه احترام وقت عملها وعدم تعطيلها عن أدائه، حتى ينعم جميع أفراد الأسرة بالاسقرار المطلوب.
رابط دائم: