مطلوب موقف عربى قوى تجاه الأزمة الليبية

أحد العوامل الرئيسية لتصاعد واستمرار الأزمات والصراعات العربية هو غياب الدور العربى الواضح والقوى فى إدارة تلك الأزمات وتسويتها, فى مقابل تصاعد وتزايد التدخلات الخارجية لقوى دولية وإقليمية فى القضايا والأزمات العربية مما أدى إلى تعقدها وإطالة أمدها وعرقلة التوصل إلى حلول سياسية لها لأن هذه القوى تتدخل لخدمة أجنداتها ومصالحها على حساب مصالح الشعوب العربية, وبالتالى هذا التوغل والتمدد الخارجى فى المنطقة كان من نتائج الغياب والفراغ العربى مما شكل تهديدا للأمن القومى العربي.

فى هذا الإطار فإن الأزمة الليبية واستمرارها لأكثر من عشر سنوات وتفاقم تداعياتها السلبية على الشعب الليبى وعلى المنطقة كانت نتيجة أساسية للتدخلات الخارجية, خاصة التركية السافرة وغير الشرعية وانحيازها بالسلاح لأحد الأطراف مما عقد من فرص التوصل إلى حل سياسى شامل ودائم, وقد أغرى الانقسام وغياب موقف عربى موحد الجانب التركى باستباحة الأراضى العربية لتنفيذ مشروعه الخبيث فى الاستيلاء على ثروات المنطقة وإحياء إرثه العثمانى الاستعماري.

ولذلك فإن دفع الحل السياسى فى ليبيا يتطلب ضرورة بلورة موقف عربى قوى وحاسم تجاه الأزمة الليبية, ليكون مساندا للمبادرة المصرية التى جسدها «إعلان القاهرة» وقدمت خريطة طريق شاملة ومتكاملة لتسوية الأزمة بما يتوافق مع إطار الأمم المتحدة والشرعية الدولية ومخرجات مؤتمر برلين, وأهم عناصرها هو الحفاظ على وحدة وسيادة ليبيا وإخراج كل الميليشيات الإرهابية والمرتزقة من هناك وتأكيد أن حل الأزمة هو بأيدى أبناء الشعب الليبى وحدهم وليس بأيدى غيرهم من خلال تحقيق المصالحة الوطنية, كذلك رفض التدخلات الخارجية وعلى رأسها التدخلات التركية فى ليبيا.