كل يوم
الكلام واضح.. والرسالة واضحة!

بعيدا عن الحماسة المعهودة فى خطب الرؤساء حدد الرئيس السيسى موقف مصر من الأزمة الليبية بكلام واضح وصريح تبدو فيه الحقائق مجردة من أى رتوش، وأهم هذه الحقائق «أن سرت والجفرة خط أحمر».

ومعنى ذلك أنه إذا كان هناك من يتصور أن مصر يمكن أن تسمح بأى وجود عسكرى لقوات أجنبية على الأرض الليبية تمثل تهديدا لأمن مصر القومى فهو يعيش فى وهم كبير.

بل إن الرئيس السيسى كان أكثر وضوحا عندما قال: إن الأوضاع الراهنة فى المشهد الليبى وفرت لمصر المشروعية الكاملة فى التدخل العسكرى المباشر طبقا لميثاق الأمم المتحدة وحق الدفاع عن النفس.

الكلام واضح والحق أشد وضوحا، فكل المواثيق الدولية تعطى مصر الحق فى أن تتخذ من الإجراءات ما تراه ضروريا لحماية أمنها القومى وتأمين سلامة حدودها الغربية مع الشقيقة ليبيا لكى تتمكن من تحقيق الأمن والاستقرار على جميع ربوع الوطن الليبي، الذى يمثل أمنه القومى جزءا لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى بشكل خاص والأمن القومى العربى بشكل عام!

ولأن الكلام واضح والحق أشد وضوحا سارعت الدول العربية وفى مقدمتها السعودية والإمارات والبحرين بإعلان دعمها ومساندتها لأى إجراءات تتخذها مصر لحماية أمنها القومي، وتلك مواقف لها أهميتها بينما تستعد جامعة الدول العربية لعقد اجتماع طارئ بناء على طلب مصر لمناقشة الأوضاع فى ليبيا!

ولعل الجميع يعلم من السجل النظيف لمصر، الذى يشهد لها بأنها صاحبة رسالة خصوصا فى محيطها العربى وفضائها الإفريقي، بأن أمن واستقرار الدول الشقيقة والصديقة يتحقق فقط من خلال ترسيخ الوحدة الوطنية وليس كما يفعل الغزاة القدامى فى أثوابهم الجديدة بانتهاج سياسة ضرب الجميع بالجميع، وتحريض الجميع على الجميع فى داخل الوطن الواحد، لأن مشروعية وجودهم ترتبط للأسف الشديد بزيادة سفك الدماء وتعميق الشقاق والخصام فى كل أرض عربية دنسوها بأقدام جنودهم وأتباعهم من الفصائل الإرهابية.

ومصر كما قال الرئيس السيسى ليست لها أى مطامع فى ليبيا، وكل ما يهمها هو أمن واستقرار البلد الجار والشقيق على عكس الآخرين الذين تحركهم مطامع الأفراد ونزعات الزعامة وحب الذات!

وليكن معلوما أن مصر اليوم عنوان لتطابق الأقوال مع الأفعال!!

خير الكلام:

<< من الأفضل مواجهة الخطر قبل وقوعه!