رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى ذكرى التحرش بالدولة الوطنية

فى 30 يونيو 2012 حتى 30 يونيو 2013 كانت هناك طائفة تحكم مصر المحروسة.. وكان هذا الحلم يراود هذه الطائفة منذ نشأتها عام 1928 بمساعدات الدول الاستعمارية الكبرى.. وظل هذا الحلم يراود هذه الطائفة الكارهة لكل ما هو مصرى.. فكانت تلجأ بإصدار منشورات على الطريقة الإخوانية التاريخية تحث فيها قواعدها على الصبر والهدوء حتى تتمكن من الوصول للحكم أو التمكين كما هو شائع فى أدبياتهم القذرة. ومنها منشور أصدرته هذه الطائفة بتاريخ 26/8/2007 يقول: إن تأخر التمكين للجماعة حتى يكون أعضاؤها أهلاً لتحمل تحديات ما بعد التمكين ومواجهة الباطل والفساد فى الداخل والخارج. كما طالب أيضاً بالاقتداء بالأوائل السابقين مثل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسائر الصحابة وعمار وياسر وسمية إلى أن وصلت إلى مالك وأبى حنيفة والشافعى وابن تيمية وابن القيم، وواصلت بحسن البنا وعبد القادر عودة ومحمد فرغلى ويوسف طلعت وكذا مرشدهم آنذاك صاحب «الطظ» الشهيرة مهدى عاكف (نشرت جريدة روز اليوسف هذا المنشور فى 23/9/2007).

لماذا نذكر ذلك فى هذه الذكرى الأليمة فى تاريخ مصر.. لنؤكد أن فكر وأيديولوجية هذه الطائفة لم تتغير منذ بداية ظهورها وحتى الآن. وهذا يكشف زيف المقولات والشعارات التى كانت تدعيها بعض أقلام هذه الجماعة الخائنة الشريرة.. فقد كانوا يروجون هم وأعوانهم من بعض التيارات الفكرية الأخرى (كبعض الليبراليين وبعض اليساريين وكذا ما اصطلح على تسميتهم النشطاء) أن هناك تحولاً قد طرأ على هذه الطائفة عبر قياداتهم الوسيطة أو ما أطلق عليهم آنذاك القادة المستنيرون.. ولكاتب هذه السطور العديد من المقالات فندت هذه الأكاذيب والضلالات التى كانت تروجها بعض الأقلام الحليفة لهذه الطائفة الفاشية فى نفس هذا التوقيت.

إن الأطر الفكرية والطموحات السياسية لإقامة دولة الخلافة الإسلامية(الفاشية) كانت هى السائدة، وأن الخطاب الدينى المخادع كان الإطار الأيديولوجى للطائفة. ومن ضمن خطاباتهم «التقرب إلى الله بالدعاء والعبادات وتقارب القلوب وإزالة الضغائن من النفوس وتحقير الدنيا وملذاتها والإقبال على الآخرة.. وأن حالات المحنة تفيد فى ثبات المخلصين وزيادة تعاطف الناس مع المظلوم ضد الظالم». هذا ما كان ضمن منشوراتهم التى كانت توزع على الجامعات والمدارس والمساجد ومراكز الشباب والمراكز الطبية التابعة لهم وغيرها..

ورأينا كيف كانت تلعب هذه الطائفة الفاشية على وتر المواطنين البسطاء من أنهم يتعرضون للظلم جراء الحملات الأمنية المتتالية على قادتهم، وذلك لزيادة تعاطف هؤلاء البسطاء معهم لكى يتمكنوا فى النهاية من الوصول إلى سدة الحكم. وقد نجحوا بمعاونة العديد من الأطراف (قوى الاستعمار القديم والجديد وبعض قوى اليسار والليبراليين الذين زعموا أن هذه الجماعة اضطهدت وآن الأوان لإنصافها)، وهكذا استيقظت مصر فى 30 يونيو 2012 على وجود محمد مرسى بقصر الاتحادية يتلقى أوامره من سيده ومرشده بجبل المقطم عبر وسطاء ووكلاء الخيانة الكبرى (تركيا وقطر وبعض أعوانهم من دول الغدر) وبدأت رحلة التمكين لجماعة القتل.. وانكشفت أهدافها الكارهة لكل ما هو مصرى ووطنى. وانكشفت خيوط المؤامرة على الوطن من كتائب الفوضويين والإرهابيين والدول الراعية لها. وانكشف إعلامهم القذر وكذا المتواطئون معهم من أحلاف الشر كما قال (بطل 30 يونيو 2013). انكشفت مؤامرتهم الكبرى للانقضاض على تاريخ مصر النقى والراقى والمدنى والحضارى لاستبداله بتاريخ الدماء عبر الرمال الصفراء. راحوا يغيرون هوية المصريين، ويتبنون روح الفرقة بين المواطنين والتفرقة بين أبناء الوطن جميعاً وبين جماعتهم التى ميزوها عن غيرها لأنهم الجماعة المختارة من الله. واستكمالاً لمقولة (طظ فى مصر) الشهيرة لمهدى عاكف، رفض أتباع الجماعة الوقوف أمام السلام الجمهورى للوطن.. ساخرين منه متطاولين عليه. انكشفت أيديولوجيتهم الحقيقية بدعوة كل القتلة والإرهابيين للاحتفال (باليوم العظيم ـ يوم نصر أكتوبر يوم الشرف والكبرياء للجيش المصرى وقائده) احتفل القتلة باستاد القاهرة بقتل زعيم مصر محمد أنور السادات ..

هذه كانت الذكرى الأليمة... وأبداً لم يستسلم المصريون شعباً وجيشاً.. استدعى المواطن مصرى درعه وسيفه.. وسرعان ما لبى وحضر واستأصل هذا الوباء المسمى طائفة الإخوان.. وكان يوم الشرف الكبير.. يوم تحالفت قوى الخير والسلام فى 30 يونيو 2013 مع درع مصر وقلبها الصلب والصلد (جيش مصر العظيم). وكتبت مصر فى ذلك اليوم العقد الاجتماعى الجديد بين الدولة ومواطنيها منذ ثورة يونيو 2013 وانتصر الجيش لرغبة وإرادة المواطن مصرى الذى خشى على دولته وتراثه وتاريخه وحضارته من قوى الغدر والخيانة والقتل.. ولبى النداء وأزاح الكارهين الخونة.. وتلألأت سماوات مصر فى كل شبر من أرضها بأعلام النصر والحرية والسلام والعودة للدولة الوطنية.. وكشف الشعب عن إرادته وقوته وثقته فى اختياره ودعمه لمؤسسته العريقة صاحبة الدور المشرف على مدى التاريخ. وكشف المصريون أنهم يدركون معنى كلمة وطن ويدركون أن استقراره هو درس لكل مارق وخائن. استأصل المصريون طائفة بائعى المزايدات وبورصة الاستشهادات والنواح الجماعى. إلا أن طائفة سن اليأس حاولت (هى ومن دعمها من أنظمة فاسدة وإعلام مغرض كاذب) أن تفكر فى كسب حرب سريعة عبر أفعالها الإرهابية منذ يونيو 2013 وحتى الآن، من قتل للأبرياء والأطفال وشباب الجيش والشرطة وهم خير من أنجبتهم أوطانهم، حاولت إشعال النيران على جميع أرض مصر.. إلا أن المواطن المصرى ودرعه وسيفه وكل الوطن بنسيجه ومواطنيه الأشراف انتصروا على أيديولوجية الكره والعنف والخوف.. نعم يستحق أن يزهو المواطن المصرى ورفاقه بيوم الثلاثين من يونيو 2013 وثورته الحقيقية المجيدة.

ولتكن ذكرى مرطبات الكلام والأفعال ضد تحرش طائفة الغدر والخيانة والهوان.. وأن مصر تستطيع أن تتخلص من مغامرين ووكلاء أجندات الخيانة ووكلاء الحروب وسماسرة بورصة المزايدات على القتل والتدمير. هى الذكرى الباقية المضيئة. نعم فلنحتفل بذكرى الانتصار على تحرش طائفة الإخوان وأعوانهم وعودة مصر لحضن تاريخها الحضارى المنير.


لمزيد من مقالات صبرى سعيد

رابط دائم: