تدور أحداث فيلم (جلوريوس 39)، فى بريطانيا، فى خلفية أحداث احتلال هتلر لبولندا عام 1939، وتهديده بغزو وضم عدد آخر من الدول الأوروبية، ويتطرق الفيلم لجانب من النادر أن تجده فى معالجات فنية، وإنما تكاد معلوماته أن تكون قاصرة على المتخصصين. وكان تشامبرلين، أثناء أحداث الفيلم، لا يزال رئيس وزراء بريطانيا، وكان يتخوف من مواجهة هتلر فسعى إلى عقد اتفاقية سلام معه، وكان أنصاره مرعوبين من خطر القوة العسكرية الألمانية على بريطانيا ويعادون مواطنيهم المتحمسين للأمن الأوروبى. وأما وجهة النظر الأخرى التى يمسها الفيلم فكان يمثلها تشرشل، الذى لم يكن وصل للحكم بعد، ولكنه كان يعلن رفضه لأى مهادنة مع هتلر، وكان يعلن أنه لا مناص من حرب تجبر هتلر على التراجع بالقوة، التى هى اللغة الوحيدة التى يفهمها.
أما جلوريوس، فاسمها الحقيقى (آن)، وقد حققت بعض النجاح كممثلة مسرحية وسينمائية، فأطلقت عليها العائلة لقب جلوريوس، من المجد، إعجابا بنجاحها، وهى ابنة متبناة لعائلة أرستقراطية، حيث الأب عضو فى البرلمان، والأخ فى وظيفة مرموقة يتبين أنها المخابرات البريطانية. وباستثنائها هى شخصياً فإن العائلة كلها ضالعة فى التيار الذى يتجنب الحرب، ويسعى للملاينة مع هتلر.
وتؤكد الأحداث أن هذا التيار متحلل من كل قيم الديمقراطية ويحتقر الحريات العامة والخاصة، ويرى أن أوروبا عبء على بريطانيا، ويتمادون فى تعصبهم إلى حد قتل معارضيهم من المطالبين بالتصدى لهتلر، كما ينتهكون كل ضمانات الحريات العامة والخاصة التى كانت راسخة، ولا يترددون أمام الاعتقال دون إذن قضائى..إلخ. من هنا كان التصادم بين جلوريوس وعائلتها، الذين انقلبوا عليها بشراسة وأرادوا قتلها بعد أن كانت فتاتهم المحبوبة.
يُلاحَظ أن الفيلم بريطانى أُنتِج عام 2009، بما يعنى أن أصحابه أدركوا أن النبرة التى بدأت تفرض نفسها آنذاك تنادى بالانفصال عن الاتحاد الأوروبى، فيما سُمى (بريكست) فيما بعد، لها جذور تاريخية أقدم مما يبدو على السطح، وهو ما أوضحه الفيلم بجلاء، برغم بعض الارتباك فى بعض التفاصيل.
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب رابط دائم: