رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أفق جديد
صحافة معى أم ضدى!

لم تكن التماثيل وحدها ضحية الاحتجاجات المناهضة للعنصرية، بأمريكا وبريطانيا، بل أصيبت الصحافة بشظايا ومعها حرية التعبير والموضوعية. ضاقت صدور كثيرين بالرأي الآخر. ومع العنف والفوضي، تراجع التفكير بعقل بارد ليحل محله ضيق بكل سلوك أو توجه مخالف.

لم تعد مقولة فولتير: قد أختلف معك في الرأي لكني مستعد أن أدفع حياتي ثمنا لحقك في التعبير عن رأيك، مقبولة. لسان الحال الآن: أنا مستعد لاستخدام كل ما أملك لمنعك من التعبير عن رأيك. هل هي ردة أم مجرد كبوة تحدث مع الأزمات الكبري التي تصيب التفكير بالتحجر وضيق الأفق.

صحف كثيرة معروفة بليبراليتها، ضاقت بالرأي الآخر، فمنعت النشر وفصلت صحفيين لأنهم حاولوا السير ضد التيار. رئيس تحرير صحيفة بيتسبورج بوست في بنسلفانيا منع صحفيا ومصورا من أصحاب البشرة السمراء من تغطية المظاهرات لشكه بحيادهما، فقامت الدنيا داخل وخارج الصحيفة عليه. أما رئيس تحرير إنكوايرر بفيلاديلفيا، فقدم استقالته لأنه كتب افتتاحية بعنوان: المباني مهمة أيضا، في محاكاة لشعار: حياة السود مهمة، ينتقد فيها مهاجمة محتجين للمطاعم والمحلات. مجلة نيويورك منعت الصحفي البارز أندرو سوليفان، من الكتابة، لتوجسها أنه سيهاجم المحتجين وعمليات السلب والنهب.

أصبحت وسائل الإعلام لا تغطي الأحداث فقط بل باتت جزءا من المشهد المتفجر. بعض صحفيين، خاصة السود، يرون أن هذا ليس وقت الحياد وعرض جميع الآراء، لذا يمارسون ضغوطا علي إدارات التحرير لمنع النشر، وإذا تم النشر تتوجه السهام للمسئول، فيضطر للاستقالة، كما حدث مع مسئول الرأي بنيويورك تايمز. شعار المرحلة، كما يري جيفري لورد السياسي الأمريكي المحافظ، عدم التسامح مع الآخر. هناك صحفيون يهاجمون زملاءهم ويتهمونهم بنقص الروح الثورية وعدم اتخاذ موقف حاسم من قضية عادلة كمكافحة العنصرية.

قبل 54 عاما، أطلق ماو تسي تونج الثورة الثقافية بالصين داعيا الشباب للتخلص من الموبقات الأربع: العادات والتقاليد والأفكار والثقافة القديمة، وكانت النتيجة إسكات أي صوت معارض وإزهاق أرواح وتعذيب الملايين وتخريب التراث الحضاري.. هل هناك ثورة ثقافية في صحف وإعلام الغرب؟.

[email protected]
لمزيد من مقالات عبدالله عبدالسلام

رابط دائم: