الفترة الماضية كان السؤال عن أماكن بيع «الحلزون» الحى وأسعاره محور الأحاديث على صفحات التواصل الاجتماعى والجروبات النسائية وكثر الحديث عن فوائده الجمة للبشرة وتجديد الخلايا وقدراته الهائلة على تأخير ظهور التجاعيد لإفرازه لمادة الكولاجين الطبيعي.
وامتلأت الصفحات بصور «الحلزون» ونصائح تربيته وتغذيته والتعامل معه مع ارتفاع درجات الحرارة
ولمن لا يعرف ما هو التجميل بالحلزون فهو ببساطة كائن حى من فصيلة الرخويات ويعد من الآفات الزراعية تشتريه الفتيات ويقمن بتربيته منزليا والعناية به وتغذيته ثم وضعه على الوجه لمدة معينة وأثناء ذلك يقوم هذا «الحلزون» بإفراز مادة هلامية تشبه الجل هى عبارة عن مخلفاته الهضمية ويعتقد أن هذه المادة غنية بالكولاجين
ولكن هل هذا صحيح وهل له آثار ايجابية أم سلبية على بشرتك وصحتك؟
تروى لنا «ندى» تجربتها مع الحلزون فقبل عامين استخدمت بعض المنتجات التى تعتمد على خلاصة جل الحلزون المستوردة ووجدته جيدا ويعطى نتائج سريعة ولما سمعت بالصدفة أنه يستخدم حيا على البشرة فى دول مثل اليابان وكوريا سعت لشرائه وبالفعل تواصلت مع احدى السيدات الروسيات التى أحضرت لها مجموعة منه فاستخدمته على بشرتها ثم بدأت فى بيعه وكان سعر الواحد يتراوح من 200 إلى 300 جنيه (سعر الواحد حاليا وصل إلى 500 جنيه وتحتاج السيدة من ثلاث إلى أربع حلزونات» ونجحت الفكرة وتهافتت النساء على شرائه لكن ما حدث بعد ذلك دفعها الى إغلاق صفحتها والتوقف عن بيعه فكانت قد مرت ستة أشهر على استخدامه يوميا ولم تكن تلاحظ أى تغيير فى بشرتها بل العكس لاحظت بعض الآثار الجانبية فبحثت فى الأمر وتواصلت مع أطباء جلدية وتجميل فى مصر وخارجها وتأكدت انه خطر على البشرة وعلى الصحة لان الكولاجين الذى يفرزه الحلزون فى الشكل المباشر يكون مخلوطا بمواد اخرى ضارة كما أن الكولاجين نفسه يكون سميكا فلا تمتصه البشرة بل تمتص المخلفات الضارة فقط
وتقول ندى أغلقت الصفحة وجروب الفيسبوك وأرسلت تحذيرا لكل المتعاملات معى لكن الغريب انه ما تزال تصلنى رسائل تطلب الحلزون ومازالت مراكز التجميل تستخدمه وهو ليس فقط خطيرا بل بلا فائدة اصلا وليس اكثر من طريقة للنصب على السيدات.
تواصلنا مع أحد مراكز التجميل فى 6 أكتوبر فراحت الاخصائية تشرح لنا فوائد الحلزون وغناه بالكولاجين وقالت ان الجلسة مدتها ساعتان تتضمن عدة إجراءات تجميلية أخرى وتنتهى بعشر دقائق حلزون وسعرها 550 جنيها وأكدت انها واثقة من فوائد «حلزوناتها» لأنها تستخدم أنواعا فاخرة هى الأمريكى والأفريقى وليست انواعا مضروبة وتحرص على تغذيتها بالخضراوات والفاكهة والـ»دراى فود» ولا تستخدم نفس الحلزون إلا بعد يومين من استخدامه ليستعيد نشاطه وتوخيا للحذر والسلامة. الباحثون فى مجال الأمراض الجلدية حذروا فى أكثر من دراسة ودورية علمية من خطورة استخدام الحلزون الحى بشكل مباشر لأنه ينقل الطفيليات والأمراض المعوية والسالمونيلا وقد يؤدى الى الاتهاب السحائى وعدة امراض أخري.
د.هانى الناظر رئيس المركز القومى للبحوث يحذر من «موضة» الحلزون ويصفها بالخطيرة ويؤكد أن المستحضرات التى تستخدم افرازات الحلزون والتى ثبتت فائدتها تفصل فيها المكونات الضارة عن الكولاجين المفيد ولا يمكن استخدامها بدون قراءة نشرتها الداخلية وسؤال الطبيب اما الحلزون الحى فهو ممنوع تماما
قائلا: إنها آفة زراعية ضارة وتسبب انتشار الأمراض وما هى الا موضة واستغلال تجارى ليس أكثر.
رابط دائم: