رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الأرجنتين.. الجوع أكثر فتكا!

«كانت بعض الحكومات أفضل من غيرها، لكن الفيروس التاجى له تأثير أكبر بكثير من أى سياسي، يأتى السياسيون ويذهبون ولكن نادرا ما تختفى المشاكل الاقتصادية»، هكذا قال سيرجيو سانشيز (56 عاما) المواطن الأرجنتينى الذى شاهد ما يكفى من حالات عجز الديون والأزمات الاقتصادية ليعرف أن اقتصاد بلاده مريض يحتضر فى غرفة الإنعاش. انقلبت حياة سيرجيو رأسا على عقب عندما انهار اقتصاد الأرجنتين فى عام 2001 بعد أسوأ أزمة له فى تاريخ البلاد، حينما تخلفت الأرجنتين عن سداد دين بلغ 132 مليار دولار، أكبر عجز سيادى على الإطلاق، وفقدت العملة الرسمية (البيزو) الكثير من قيمتها بين عشية وضحاها. وقتها عمت الاحتجاجات الشوارع وتوقفت حركة التجارة وارتفعت نسبة البطالة والفقر، وخسر سيرجيو وظيفته كسائق وأصبح يجمع القمامة فى شوارع بوينس آيرس، لم يكن لديه خيار آخر.! الآن وبالنسبة لبعض السياسيين، لم يعد شبح الديون مرعبا كما كان بعد أن بات يتجول بطلاقة حولهم فى كل مكان، ولكن فى ظل وجود وباء عالمى يعصف بدول أمريكا اللاتينية يفرض السؤال نفسه: هل ستصمد البلاد؟ وإلى متي؟ عندما كانت أوروبا تكافح من أجل احتواء الفيروس التاجي، ردت الأرجنتين بإجراءات إغلاق مبكرة أثمرت فى احتواء الأزمة من نواح عديدة. فعدد الإصابات لم يتخط حاجز الـ 25 ألف إصابة ونحو 700 حالة وفاة، وهو رقم أقل كثيرا من جيرانها كالبرازيل. لكن جاءت هذه الإجراءات بفاتورة اقتصادية ضخمة. ففى 22 مايو الماضي، تعثرت الأرجنتين عن دفع فائدة بقيمة 500 مليون دولار ـ وهو التخلف التاسع فى تاريخها، ليبدو الأمر كأن الأرجنتين تريد أن تدفع ما تدين به إلى المدى الذى تستطيع دفعه، ففى النهاية لا يمكنك أن تطلب من الناس الموت مقابل تعويض الدائنين!.. هكذا يرى خبراء الاقتصاد. أما بالنسبة للشعب الأرجنتيني، فيرى أنه يعيش زمن الحرب وعليه أن يتخذ كل الاحتياطات الممكنة، لأن زيادة نسبة الإصابات تعنى الإغلاق مرة أخري، وحينها سيكون الجوع أكثر فتكا من كورونا!

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق