تأملات سياسية
اعتراف ترودو

حين وجه أحد الصحفيين سؤالا إلى جاستين ترودو رئيس وزراء كندا قائلا: ما هى الرسالة التى تود أن توجهها بخصوص أزمة العنصرية فى الولايات المتحدة. صمت لبرهة ثم أجاب قائلا: نحن فى حاجة إلى مواجهة العنصرية فى كندا ضد السود والملونين.. البعض قد لا يدرك ذلك لكن هناك تمييزا عنصريا نشهده كل يوم فى كندا.. لقد آن أوان مواجهة هذا التمييز.

كانت الإجابة مفاجأة فقد كان الصحفى يتوقع أن ينهال ترودو انتقادا على الإدارة الأمريكية بحكم أن كندا قد انتهجت سياسة التعددية الثقافية على يد والده رئيس الوزراء الأسبق بيير أليوت ترودو استقرت بعدها كندا عقودا من الزمان.. لا انفجارات عرقية مفاجئة ولا مظاهرات عرقية حاشدة بل بالعكس شهدت استقرارا مع حالات فردية من التمييز لم تمنع ترودو الابن من أن يعترف بوجود عنصرية داخل المجتمع الكندى وهذه هى قمة الرشد السياسي.. محاولة فك القنبلة قبل أن تنفجر.

كل المجتمعات الإنسانية تعانى درجات من التمييز بعضها فاضح كالولايات المتحدة وبعضها خفى مقموع بسبب العقوبات التى تفرضها القوانين أو بسبب ادعاء التحضر.. نجد ذلك فى عالمنا العربى وفى آسيا وأوروبا .. الوضع يتطلب تعاونا دوليا لإخماد هذا السرطان الخبيث اعتبارا من الطفولة بإشاعة قيم التسامح الإنسانى العظيمة.