كانت نتيجة مخالفات البناء التى أصبحت هى القاعدة فى حياتنا أن امتلأت مصر رسميا بالعشوائيات التى تجاوز عددها 400 منطقة فى الوقت الذى أصبح فيه معظم الأحياء الشهيرة فى القاهرة والإسكندرية ومدن كثيرة هى الأخرى عشوائية فى زحامها وضيق المرور فى شوارعها بسبب عدم وجود جراجات واحتلال المقاهى والمطاعم أرصفتها . وقد جعل الرئيس السيسى هذه العشوائيات هدفا له إلى جانب سلسلة الأعمال الأخرى التى قام ويقوم بها. وفى مواجهة العشوائيات الرسمية تمت إقامة مئات الآلاف من الوحدات السكنية ينتقل إليها سكان هذه العشوائيات ليعيشوا حياة آدمية كان آخرها مرحلة «بشاير 3» فى الإسكندرية التى تضم 200 عمارة بها 10624 وحدة سكنية كاملة التجهيزات، ثلاجة وبوتاجاز وكل الأثاث والفرش، بحيث ينتقل إليها سكانها بملابسهم فقط . عمل ضخم يعتبر إنشاء مدينة لأنه يضم إلى جانب الوحدات السكنية حاجتها من الخدمات المطلوبة لنحو 50 ألفا سيسكنونها من مولات ومحال ومدارس ودور عبادة ومكتب بريد وسجل مدنى وشهر عقارى وغيرها .
وفى سؤالى عن أعمال الصيانة الضرورية لهذه الوحدات عرفت أن لكل منطقة سكنية أقيمت مثل منطقة الأسمرات مركز صيانة يتولى الحفاظ على عمارات المنطقة وتوفير احتياجات السكان الذين يسددون مبلغا لهذه الخدمة التى حافظت على استمرار نظافة المنطقة وسلامة عماراتها .
ولكن هذا مع العشوائيات الرسمية فماذا عن العشوائيات غير الرسمية التى أصبحت فى كل حى ..فى الزمالك وجاردن سيتى والعباسية والمنيل وشبرا ومصر الجديدة وغيرها من الأحياء التى كانت قديما يضرب بها المثل فى الرقى والنظافة وأصبحت اليوم كما نعرف جميعا فى طريقها إلى التدهور والقبح وتحولت شوارعها إلى جراجات لعدم التزام أصحاب العمارات بما ينص عليه القانون من وجود جراج لكل عمارة . ضاق صدر الرئيس السيسى بهذا الانهيار الذى يحدث وتساءل وهو يحضر احتفال «البشاير»: هل سنقضى عمرنا فى مطاردة هذه المخالفات؟!، مضيفا : الحكاية لا تحتاج إلى توجيهات والمسئولون لا يحتاجون إلى توجيهات وإنما إلى تنفيذ القانون بإخلاص وجدية .. وللحديث بقية.
[email protected]لمزيد من مقالات صلاح منتصر رابط دائم: