واثقة الخطى

تمضى مسيرة النهضة والعمران واثقة الخطى على طريق الخير والنجاة عبر ملحمة للعطاء والانتماء تنير دربها، وفى خضم تحديات غير مسبوقة لاستشراف المستقبل المشرق، وفى الوقت نفسه تواصل مسلسل الاستيلاء على أراضى الدولة، نتاج إفرازات أداء سلوك متدن لفصيل فاقد الإدراك بما ترتب على ذلك من تداعيات خطيرة، فالعشوائية محطة فارقة فى مصير الشعوب ممزوجة بالألم بما تمثل من حد فاصل بين التخلف والتقدم، أما عندما تصل لمرحلة العبث بمقدرات وطن فحتما يجب أن ندق ناقوس الخطر.

وفى اعتقادى، أن مسئولية تأمين فاعلية أداء أى منظومة تكمن فى اعتماد آلية ملزمة بقدر لا يحيدها عن مسارها، فى ظل قواعد صارمة من شأنها دعم الجهود الجارية والرامية إلى حماية الاستثمارات العامة، فقد بات استنفار جميع الأجهزة المعنية حتميا لاتخاذ إجراءات طارئة، من شأنها مواجهة واستئصال ذلك الورم الخبيث الذى ينخر فى جسد المجتمع، إعلاء لهيبة وسيادة القانون، فلا يجوز أن يرتبط مصير أمة بجشع فصيل مارق، لا يصدر إلا عن انحراف فى الطبع، وضعة فى النفس ينظر لها بعين الازدراء والاحتقار ولمرتكبيها بالخزى والعار، وليس من قبيل المغالاة، أن تعامل قضايا التعدى على الأملاك العامة، والرقعة الزراعية، والتقصير بالمهام الوظيفية وإهدار المال العام كجرائم مخلة بالشرف تستوجب تغليظ العقوبات الرادعة الخاصة بها لتصبح عبرة لمن يعتبر.

لقد انتصرت الدولة فى معركة المناطق العشوائية، وسوف تعلن خلوها منها بنهاية العام، كذلك لديها القوة والعزيمة على درء خطر وطأة شراك مظاهر الحياة السلبية وتبعاتها الموحشة استكمالا لتمكين الرؤى التنموية القومية أن تعكس طفرة وارتقاء فى الوضع الاقتصادى نجنى جميعا ثماره.. يأتى ذلك وسط نسيج مجتمعى متماسك بما يجسد من قيم الوطنية الصادقة وفكر مستنير بلا جمود ولا انغلاق، قادر على استقراء الواقع وأحداثه بما يمس كيان البلاد وعلى قلب رجل واحد، علما بأنه ليست هناك بئر عميقة، بل هناك حبل قصير.

م. محمد الحناوى