رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مع وجود البعض منها بالفعل حول العالم: كورونا .. وإحياء فكرة المخابئ تحت الأرض

دينا كمال

تناولت العديد من أفلام الخيال العلمى فكرة إنشاء جهة أو شخص لمخبأ تحت سطح الأرض، بغرض حماية عدد من الأشخاص فى حالة حدوث ما يهدد البشرية فوق سطح الأرض مثل الانفجارات النووية. والآن يعيش العالم خطرا ليس بالهين أيضا وهو فيروس كورونا القاتل. فظهرت مرة أخرى فكرة بناء مخابيء تحت الأرض وتزويدها بسبل المعيشة، التى تسمح لعدد من الأشخاص بالاحتماء بها لفترة قد تصل لبضع سنوات.

وذكر تقرير للبى بى سى، أن مثل هذه المخابيء موجود بالفعل فى ولاية كانساس الأمريكية، وكان قد أنشأته الحكومة منذ سنوات طويلة بغرض تخزين الأسلحة فى فترة الستينيات بـ 15 مليون دولار. ولكن فى وقت ما قررت الحكومة الاستغناء عنه، ليقوم بشرائه المقاول الشهير لارى هول، ويحوله لمخبأ مجهز ليصبح مكانا مثاليا للمعيشة فى حالة حدوث كارثة تتطلب الاختباء تحت سطح الأرض. والمخبأ ليس بالحجم الصغير، فقد حوله هول لبناية عملاقة مكونة من 15 طابقا ليسع 75 فردا تقريبا يمكنهم العيش به لمدة تصل لخمس سنوات.

يقول مايكل مايلز العالم فى مجال الجريمة فى جامعة كينت الأمريكية، إنه قضى ثلاث سنوات تقريبا فى إجراء بحث مع نحو مائة شخص فى ستة بلدان، سعيا وراء دراسة المخابيء الموجودة تحت الأرض. ومن خلال البحث زار مايلز غابات سرية يتم فيها زراعة الأطعمة المختلفة، ومخازن كبيرة لتخزين الإمدادات المختلفة ، كما شاهد مركبات مدرعة ثقيلة صممها عدد من الأشخاص الذين يتحسبون لنهاية العالم. ووفقا لهؤلاء، فان تفشى فيروس كورونا هو مجرد حدث متوسط المستوى من حيث الخطورة، وما هى إلا بداية للاستعداد لما هو قادم.

ويقول مايلز، إن تلك المجموعات من الأشخاص يتوقعون باستمرار حدوث الكوارث، ويحاولون التكيف معها فى حال حدوثها. فهم مؤمنون بالغطرسة البشرية التى من شأنها تدمير العالم، إلى جانب الاعتماد المفرط والمتزايد على التكنولوجيا وشبكات التجارة العالمية.

وبداخل المخابيء أو الصوامع كما يطلقون عليها والموجودة تحت الأرض، يفتخر أعضاء تلك المجموعات بتزويدها بمرشحات هوائية للحماية من الملوثات النووية والبيولوجية والكيميائية والتى من شأنها حجب فيروس مثل كورونا.

ولكن ما الذى دفع هؤلاء للاعتقاد بضرورة تجهيز تلك المخابيء وإيمانهم الكامل بان كارثة ستحدث إن أجلا أم عاجلا؟، أغلبهم يؤمنون باحتمال حدوث حرب نووية لكن الأهم أنهم على ثقة تامة فى أن الساسة يمكنهم التضحية بالبشر بسهولة من أجل تحقيق المكاسب السياسية.

ويقول مايلز إنه عند زيارته للمخبأ الموجود بولاية كانساس، أوضح هول صاحب المخبأ أن الفكرة نبعت من رغبته فى بناء «كيان» يمكن لعدد من الأشخاص العيش فيه واستخدامه كمنزل لهم فى حالة حدوث خطر كبير. واعتبر هول تجربته تجربة معمارية آمنة ومستقلة. وأن المخبأ الذى قام بتجهيزه يمكن تشبيه العيش بداخله برحلة إلى الفضاء. ووصف هول التجارب المماثلة لتجربته حول العالم والمخبأة تحت سطح الأرض، بأنها تسعى للتقليل من الاعتماد على البنية التحتية للدولة من خلال استقلاليتها. ولكن الأمر ليس بالهين بالنسبة لمن يرغبون فى الحصول على مخبأ مماثل، فالشقة بداخل المخبأ يمكن أن تباع بنحو اربعة ملايين ونصف مليون دولار. والغريب أن المخبأ الذى بناه هول تم بيعه بأكمله ويقوم حاليا بإعداد مخبأ آخر، وهو ما يعكس القلق الذى ينتاب كثيرا من الأغنياء من المستقبل، وإيمانهم بامكانية حدوث كارثة تهدد البشرية. وكان هول قد جهز المخبأ الأول بأبواب ثقيلة الوزن يتم غلقها مع ضمان عدم فتحها من الخارج، مع وجود وحدات لتنقية الهواء من الأخطار النووية والبيولوجية والكيميائية، فلديهم فلاتر عالية الجودة مماثلة للفلاتر العسكرية. كما تم حفر آبار جوفية بداخل المخبأ بعمق 91 مترا تقريبا، ونظام لترشيح المياه باستخدام الأشعة البنفسجية لتوفير 45 ألف لتر من الماء يوميا. وهناك خمسة أنظمة مختلفة للطاقة بحيث تعمل أربعة فقط فى حالة تعطل الخامس.

واهتم هول بإضافة مساحات لممارسة أنشطة اجتماعية مثل وجود حمام سباحة وشلال وسينما وألعاب فيديو وملعب رماية وغرف ساونا ووسائل ترفيهية عديدة، كأنه منتجع. وجاءت الفكرة لهول بعد أن رأى أن العمل بداخل الغواصات والمركبات الفضائية أغفل ضرورة ممارسة أنشطة مختلفة . كما اهتم هول بوجود الوظائف بداخل المخبأ، فلابد أن يعمل الناس هناك حتى يبقوا مشغولين حتى لا يفكروا فى أشياء مدمرة نتيجة وقت الفراغ.

وفى ولاية داكوتا الجنوبية، قام عدد من الأشخاص بجمع مبالغ مالية لتجهيز مخابيء خراسانية موجودة بالفعل داخل السهول وبنيت لتخزين الذخائر فى وقت مضى، لينجحوا بالفعل فى إعداد 575 مخبأ.

ويروى مايلز أنه اكتشف أنه تم إجراء تجربة على الإقامة فى المخابئ عام 1991 ، تم فيها حبس أربعة رجال وأربع نساء بداخل مخبأ أقيم على مساحة ثلاثة أفدنة لدراسة إمكانية بقائهم أحياء لمدة عامين بداخله. وانتهى الأمر بكثير من الصراعات بينهم وصلت إلى القتال أحيانا مع وجود مشكلات خاصة بالتغذية والبيئة.

قد اجريت العديد من الدراسات فى فترات زمنية مختلفة حول نتائج إبقاء مجموعة من الناس فى مكان مغلق، ففى عام 1959 تم حبس 99 سجينا تحت الأرض لمدة اسبوعين ( وهى تجربة لا يمكن أن تتكرر نظرا لمخالفتها للأخلاق العامة)، والغريب أنه بعد الاسبوعين ظهر السجناء فى صحة بدنية ونفسية جيدة، فقد استطاعوا التكيف مع الظروف ومن هنا ثبت إمكانية تكيف الإنسان مع أى ظروف للمعيشة وتحملها للبقاء حيا.

 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق